شمس نيوز/ توفيق المصري
من امرأة محبة للحياة إلى أسيرة أكلت النار جسدها، لم تعد تحتضن طفلها "المعتصم بالله" (8 أعوام)، بعد أن انفجر بالون الهواء في سيارة إسراء الجعابيص (32 عامًا) من سكان حي جبل المكبر بالقدس المحتلة، وأصيبت بحروق خلال حادث السير، في أكتوبر عام 2015، ونقلت على إثره لمستشفى "هداسا عين كارم".
ولأن السيارة كانت قريبة من حاجز الزعيم التابع للاحتلال على مداخل القدس المحتلة، أصر الضابط "الإسرائيلي" على أنها كانت تحاول تفجير المركبة على الحاجز، وأدى انفجار السيارة إلى التسبب بحروق تصل إلى 60% من جسد إسراء.
وعرضها الاحتلال للمحاكمة، وفي السابع من نوفمبر عام 2016، أصدرت المحكمة المركزية بالقدس، حكمًا جائرًا على إسراء بسجنها لمدة 11 عامًا بعد ادانتها بمحاولة تنفيذ عملية فدائية وقتل جنود، إضافة إلى اتهامها بالتحريض لقتل اليهود على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
ومنذ ذلك اليوم، بدأت معاناة إسراء بعد أن نقلها الاحتلال إلى سجن "هشارون" ومنعها من العلاج ومن رؤية طفلها سوى مرة واحدة متذرعًا بأنه لا يحمل الهوية المقدسية، ولأن والده من سكان الضفة الغربية.
جسد إسراء مَلِئ بالحروق يحتاج لرحلة علاج طويلة، من عملية لفصل أذنيها الملتصقتين في رأسها بسبب الحريق، كما تعاني من عدم الرؤية بوضوح بسبب الحروق في عينيها، فضلاً عن حاجتها لتدخل عاجل لمعالجة جلدها الملتهب.
كما أنها تعيش في آلام يومية غير محتملة، ولا تنام إلا عن طريق المهدئات، وبعض الأسيرات اللاتي تم وضعهن مع إسراء لم يتحملن المكوث معها لفترة طويلة لشدة آلامها، خاصة وأنها لا تستطيع تناول الطعام والشراب بنفسها.
وعلى هاشتاغ #انقذوا_إسراء أُطلقت حملة للتعريف بالضحية التي تحولت إلى متهمة، مطالبةً بإطلاق سراحها وعلاجها، وكان لتلك الحملة وقعها لكونها جعلت قصتها المليئة بالأوجاع تلامس العالم، بعد تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على الهاشتاغ.
فعلى حسابه في "فيسبوك" تطرق الشاب محمد شحادة على الهاشتاغ إلى معاناة الأسيرات المرضى قائلاً: إن "إسراء واحدة من 9 أسيرات يعانين من إصابتهم ويرفض الاحتلال تقديم العلاج لهن، القاصر لما البكري (17 عامًا) من الخليل إحداهن اعتقلت 13/12/2015 أثناء عودتها من المدرسة وأصيبت بـ 3 رصاصات بساقها اليسرى".
وفي إشارة إلى جسدها المتآكل بسبب الحروق، كتبت الشابة لطيفة المسووي على صفحتها في "فيسبوك": "كيف تُقيّد هاتين اليدين؟ أقصد هل بقيت اليدان يدين ليتم تقييدهما؟! إسراء تحتاج لثماني عمليات كي تكون قادرة على العيش بطريقة عادية.. ليس عمليات تجميل بل لتعيش وتقوم بأبسط أمور الحياة.. فهل تشكل إسراء بوضعها هذا خطرًا على أمن الكيان ليستمر بحبسها؟؟!"، وأرفقت المنشور بهاشتاغ #انقذوا_إسراء.
وقصة إسراء هي واحدة من 9 أسيرات مريضات مغيبات في سجون الاحتلال هم: لما البكري (17 عامًا) وعبلة العدم (46 عامًا وأم لـ9 أبناء) وشروق دويات (20 عامًا)، وجيهان حشيمة (38 عامًا)، وأمل طقاطقة (24 عامًا)، ومرح باكير (18 عامًا)، ونورهان عواد (18 عامًا)، وحلوة حمامرة (26 عامًا وأم لطفلة)، وخلف كل أسيرة قصة مليئة بالأوجاع.