قائمة الموقع

خبر الأسيرة إسراء.. ذوبان الجلد والتصاق الجسد ينطقان "موجوعة"

2018-01-04T11:27:00+02:00

شمس نيوز/ صابرين عزيز

*قبل عامين.. خبرٌ عاجل "قوات الاحتلال تعتقل فتاة بدعوى محاولتها القيام بعملية استشهادية"

هذا العام، "موجوعة" الكلمة الوحيدة بأنينٍ خافت تخرج من جسد ذات الفتاة في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، نطقته غصبًا حروقها التي تلتهب في روحها وتخفي ملامحها بتاتًا.

تآكلت معظم أصابع الأسيرة إسراء الجعابيص نتيجة الحريق الذي أشعله جبن جيش الاحتلال، وألصقت كتفها الأيمن من تحت الإبط بجسدها حتى أصبحت عاجزة تمامًا عن تحريك يدها، كما التصقت أذناها برأسها بفعل النيران، وشوهت وجهها للحد الذي اختفت معه ملامحها، وبمرور الوقت صارت تعاني من ضعف في النظر، بحيث تجد صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة.

بدأت الحكاية من العاجل الذي أسرد بعده مأساة الشابة ذات الواحد والثلاثين عامًا، ليحرق الرعب في قلبها، فقام التعذيب باحتراف صراعًا بين ما تبقى من جسدها وأناملها التي أكلها البتر، حتى أصبحت مهمتها المحببة "تسريح شعرها" إلى وجعٍ ينهش يديها لتسلم نفسها إلى التخلص منه، وقصه نهائيًا حتى تتخلص من ألم أناملها.

في تشرين الأول/ أكتوبر لعام ألفين وخمسة عشر، بالتحديد اليوم الحادي عشر، كانت الشابة إسراء في طريقها إلى القدس، تحديدًا إلى جامعتها لتقديم امتحان، حيث تدرس تربية خاصة في سنة أولى وعلى أبواب العام الثاني، لكنّ سيارتها الـ"سوبارو" الجديدة تعطلت ثلاث مرّات، أحدها على باب بيتها، ثم في منطقة البلد بأريحا ولسوء الحظ كانت الأخيرة قبل الحاجز بـ 1500 متر، على خط الباص، ما جعل الجندي يشك بأن هناك شيئًا.

ودون أن تفهم اللغة العبرية التي يتحدث بها الجندي، أو يفهم هو العربية، حاولت الحديث معه عن مادة تخرج من السيّارة غير مدركة أنها رذاذ " air bag"، فأخبرته أنها تختنق ليترك الباب الذي أحكمه على يدها اليسرى، فما كان إلا الاحتراق.

كانت تلك التفاصيل الغائبة عن الجميع حقيقة الأمر كله، التي روتها لـ "شمس نيوز" شقيقة الأسيرة إسراء، منى الجعابيص، نافيةً حادثة الانفجار التي تحدث عنها الاحتلال مستدلّة على سلامة زجاج السيّارة من الحادث.

ونقلت جعابيص لمشفى هداسا عين كارم الإسرائيلي، لكن مصلحة السجون لم تسمح لها باستكمال العلاج وحكمت عليها بالسجن 11 عامًا، حتى تفاقمت حالتها الصحية إلى أن بترت ثماني أصابع من يديها بفعل الحروق، وآلام شديدة من الحروق التي أصيب بها جسدها، لتصبح بحاجة إلى ثماني عمليات جراحية، والكثير من العمليات التجميلية.

من الغرف في سجن "هشارون" التي تتنقل داخلها إسراء، بجريمةٍ دليلها الشك والخوف الإسرائيلي المعروف، أو لائحة من لوائح الاتهام التي اعتادت على وضعها قوات الاحتلال بمعاييرٍ مغفلة جنونية، تستمر إسراء بأذن ملتصقة بالرأس وجلد ذائب ببعضه مكونًا جسدًا أبرص، أكلته النار، من هناك تخشى عائلتها على حياتها التي تذوب كما الجسد.

اخبار ذات صلة