شمس نيوز/وكالات
"اكتئاب ما بعد الإجازة"، حالة تبدأ بعد الانتهاء من العطلة الرسيمة، ورغم أن الأطباء لم يطلقوا عليها اسمًا رسميًا بعد، إلّا أن العديد منهم يقرّون بها وبمدى تأثيرها على النشاط البدني والعقلي، بل ويؤكدون أنها حالة طبيعية جداً قد تصيب أشخاص كثر بعد العودة إلى العمل عند انتهاء العطلات وموسم الأعياد.
وقال أستاذ الطب النفسي والعلوم العصبية السلوكية في جامعة لويولا في إلينوي، أنجيلوس هالاريس، إن حدة المزاج التي تصاحب العائدين إلى العمل هي حالة طبيعية، قد يكون لها أسباب عدة.
وأضاف هالاريس "غالبًا ما يقوم الناس خلال العطلات بالتخلص من عاداتهم الروتينية، فيكثرون من تناول الطعام، بالإضافة إلى عدم نومهم لساعات كافية، ويتسبب كل هذا في نهاية العطلة، بوعكة صحية إثر التعب المتراكم على مدة حوالي 14 يومًا".
ويتزامن هذا الإجهاد الجسدي، الذي يأتي فجأة بعد شعور بالإيجابية والفرح إثر تجمع الأسرة والأحباء، مع هم الإجابة على ملايين رسائل العمل الإلكترونية، ما يزيد من الشعور التعب والتوتر بعد فترة الإجازات.
أما أستاذ علم النفس في جامعة ولاية ميشيغان، راندي هيلارد، قال "لا يعتبر هذا الشعور السلبي حكرًا على من استمتعوا بإجازاتهم فقط، إذ أن الحالة هذه قد تصيب من أمضوا فترة أعياد مملة لم تصل توقعاتهم".
ويشرح هيلارد، أن الباحثين يرون هذا في الكثير من الدراسات حيث يضع الأشخاص آمالًا كبيرة لفترة الأعياد معتقدين أنهم سيمضون أوقاتًا مثالية، بأجواء أعياد إيجابية، ومن ثم تظهر عطلتهم لتكون غير ذلك، ما يحبطهم في النهاية".
كما يساهم فصل الشتاء وطقسه البارد على تعزيز هذه المشاعر السلبية، إذ تغيب الشمس في وقت مبكر من اليوم، وتعتم الشوارع، ما يسبب "الاضطراب العاطفي الموسمي"، لا سيما للأشخاص الذين أمضوا عطلهم في رحلات مشمسة ومناطق صيفية.
وينصح هيلارد بـ"مداواة" مشاعر الاكتئاب بعد العودة إلى العمل، من خلال تذكر أن زملاءك جميعهم يمرّون بذات الحالة، وأن هذه فترة قصيرة ستمر مع كل إنجاز صغير تحققه يومياً، قد يبعث لك شعورًا صغيرًا من السعادة والتفاؤل.
كما ينصح أيضًا، بتطوير أفكار إيجابية، والابتعاد عن التذمر الدائم في مكان العمل، والبحث عن أشياء صغيرة تساهم في رفع معنوياتك شيئًا فشيء.
ويؤكد هيلارد، أن تخصيص الوقت لإمضاء ليلة مع الأصدقاء أو الأقارب بعد العودة إلى العمل، هو شيء مهم جدًا سيساعد على تخطى "اكتئاب ما بعد الإجازة،" شرط ألا تفرطوا في الشرب وتناول الطعام والسهر.
