غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "زينكو".. السياسة بالمقلوب!!

شمس نيوز/علي الهندي

تعتبر "الكوميديا السياسية" أحد أبرز الوسائل الإعلامية والفنية الجديدة والتي لاقت انتشارا واستحسانا واسعا في شتى الدول العربية والأجنبية، وذلك لما تحمله من أسلوب شائق وممتع في تناول العديد من القضايا السياسية العالقة بأسلوب ساخر يجذب انتباه المشاهد ويوصل له الفكرة بكل سهولة بعيدا عن أي تكلف كما هي الوسائل التقليدية غير المجدية!.

وفي فلسطين، بدأت هذه الفكرة في الظهور على يد مجموعة صغيرة من الفنانين قررت الدخول في هذا المعترك، أخذوا على عاتقهم تحمّل الصعوبات الجمّة والعقبات التي تعترضهم، كونهم أول من يطرق هذا الباب وأول من يحاول العمل في هذا المجال الجديد فلسطينيا، ورغم قصر هذه الفترة إلا أنهم استطاعوا تقديم أعمال فنية بأسلوب وجودة راقية، فكانت أعمالهم ما بين الرفض والقبول !.. قبول جماهيري واقبال واسع ، وفي ذات الوقت رفض لتقبل الفكرة من قبل وسائل الإعلام ومؤسسات الإنتاج المحلية أو الجهات الداعمة، التي رأت أن تتجنب التعامل مع هذه الأعمال رغم نجاحها، خوفا من المحاولة وهربا من أي ضغوطات أو مشاكل مستقبلية!.

أزمة وإشباع

في هذا السياق، يؤكد المخرج والفنان عبد الرحمن ظاهر أن الجمهور الفلسطيني والعربي لديه أزمة وإشباع من الوسائل التقليدية في طرح القضايا الملحة، وهم بحاجة إلى أعمال فنية تتناول الواقع وتتوافق مع الإعلام الحديث وهذا هو ما يميز الفن الساخر.

وأشرف الفنان ظاهر على إخراج وإعداد الكثير من البرامج الفلسطينية الساخرة في شقيها السياسي والاجتماعي والتي كان آخرها "زينكو" وهو برنامج سياسي ساخر بامتياز، يلامس قضايا سياسية حساسة لدى الجمهور بطريقة نوعية وبأسلوب جديد، بعيدا عن الطريقة التقليدية المعتمدة على التلقين المباشر، وهو ما انعكس على حجم المتابعة الكبير لحلقات البرنامج من خلال فضائية "رؤيا" أو على مواقع الانترنت، والكلام لظاهر.

ونوه الفنان ظاهر إلى أن سر نجاح أعماله الفنية هو الصدق في التعامل مع الجمهور والاقتناع التام فيما يتم طرحه من قضايا وأفكار، واحترام ذكاء المشاهد الفلسطيني والعربي "وكل ذلك سينعكس بصورة إيجابية على مدى تفاعل الجمهور ومتابعته للعمل" بحسب وصفه. 

وفي سياق متصل، يؤكد ظاهر أن الأعمال الفنية الساخرة لا يوجد لها قواعد متينة في فلسطين إلى يومنا الحالي، مضيفا: لازلنا نفتقد للبرامج التلفزيونية في هذا الجانب الفني الجديد، ولا يوجد تقبّل حتى لمناقشة الفكرة لدى وسائل الإعلام أو مؤسسات الإنتاج الفلسطينية التي ترفض الدخول في هذا المعترك".

وعلى مدار الحلقات الثلاث الماضية، استطاع البرنامج -وهو من بطولة عبد الرحمن الظاهر ومحمود رزق وآخرين- جذب مئات آلاف المشاهدين عبر القناة الأردنية، وكذلك في قناته عبر "اليوتيوب" مع جدل يومي حول مواضيعه الساخنة.

صوت الجمهور والمواطن!

وفي هذا السياق يقول الفنان الشاب محمود رزق الذي ترك بصمة مميزة في العديد من الأعمال الفنية والمسرحية الفلسطينية على مدى السنوات القليلة الماضية، أن الهدف من "زينكو" هو الخروج من قلب الشارع ومن بين الناس لحمل أفكارهم وطموحاتهم ورؤيتهم للواقع ، مبينا أن البرنامج يتناول أهم الأحداث الجارية في فلسطين والوطن العربي.

وأضاف الفنان رزق لـ"شمس نيوز" : نعلّق على الأحداث بطريقتنا وبأسلوب ساخر ومميز لنحاول من خلاله ملامسة رؤية ومتابعة الناس لهذه الأحداث ، لذلك يعد "زينكو" هو صوت الجمهور والمواطن.

ولعل أهم ما يميز برنامج "زينكو" خروجه من الإطار التقليدي المعهود في البرامج السياسية، الى طريقة أبسط وأقرب إلى الجمهور، واستخدامه للعديد من المصطلحات الفلسطينية العامية في محاولة لتقريب الواقع وتبسيطه رغم كل ما فيه من تعقيدات، وتناوله للمواضيع بجرأة كبيرة ودون أي تحيز الى أي طرف، فدائما ما يتم اختتامه بالتركيز على المشكلة الأساسية وترك المجال للمشاهد ليضع الحلول!.

ويتحدث رزق_المشرف العام للبرنامج_ عن حجم المتابعة الكبير له والتي لم يكن يتوقعها، سواء على شاشة التلفزيون "رؤيا" أو على موقع "اليوتيوب" أو التفاعل عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حيث كانت أرقام المتابعين خيالية للبرنامج في حلقاته الثلاثة، مؤكدا أن الجهود متواصلة لحل أي إشكالية في البرنامج، على ان يتم مواصلة العمل لتقديم الحلقات القادمة بنفس الجودة والأسلوب.

أسرع طريقة!

ويعتبر الفنان رزق أن "الكوميديا السياسية" هي أسرع وأبسط طريقة لتوصيل الفكرة إلى الجمهور والمسؤولين والمجتمع بشكل عام، " فمن من خلالها تضحك وتتألم وتتفاعل" لتصل الفكرة في نهاية المطاف للجميع، وذلك أفضل بكثير من الكلام الجدي والتقليدي حول أي قضية سياسية أو اجتماعية التي لا تترك نفس التأثير أو تحقق الغرض منها.

وأوضح رزق أن الهدف من هذه البرامج ليس انتقاد شخصية بعينها، بل ننتقد المنصب والموقع الذي يعمل به المسؤول سواء رئيس أو وزير أو غيره..، ساعين لتقديم وجه نظر الناس لتغيير الواقع للأفضل من اجل فلسطين ومن خلال إدخال البهجة على قلوب الناس والتخفيف عنهم.

صعوبات!

وحول أبرز الصعوبات التي واجهتهم، أكد الفنان رزق أن فلسطين تفتقد للإمكانيات الفنية وللخبرات في هذا المجال، لعدم وجود أشخاص متخصصين في الإنتاج الفني، " لذلك أي عمل يتم إنتاجه يكون صعب جدا في بدايته كونه يبدأ من الصفر ما قد يؤثر على نوعية الإنتاج"، مشيرا إلى ضعف الدعم الحقيقي للفن في فلسطين رغم وجود المواهب والقدرات المميزة عند العديد من الشباب.

ويدعو رزق إلى زيادة هذه النوعية من البرامج، لدورها في المساهمة بتشكيل رأي سياسي لدى الناس وممارسة نوع من التوعية لدى الشباب خصوصا، لوجود ضعف في الوعي السياسي بشكل كبير يتم معالجته من خلال هذه البرامج.