شمس نيوز/ هيئة التحرير
على طريق سريع، بعيدًا عن اكتظاظ الآليات والحواجز الإسرائيلية، وفي عتمة الليل، حدث ما لم يتوقع، عملية إطلاق نار من سيارة مسرعة، مجهولة الإشارة، أطلق من فيها النار نحو سيارة "إسرائيلية" يقودها حاخام.
وأدت عملية إطلاق النار مساء الثلاثاء الماضي 9 يناير إلى مقتل الحاخام "رزيئيل شيبح" (35 عامًا) قرب بؤرة "جفات جلعاد" الاستيطانية، وهي البؤرة التي أقيمت على اسم مستوطن قتل بعملية إطلاق نار قبل سنوات في المنطقة، وتستوطنها 40 عائلة يهودية.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فهي عملية دقيقة، كونها تمت في منطقة تعتبر في كثير من أيام الأسبوع "ثكنة عسكرية" فهي يمر منها يوميًا مالًا يقل عن 300 جندي وتقع ضمن منطقة ذات تشفير أمني عالي كونها تقع بين نقطتين عسكريتين دائمتين لم يكن يخطر في بال أحد في المجال الاستخباري أن تدخل ضمن نطاق الاستهداف من قبل المسلحين الفلسطينيين.
وبحسب أجهزة الأمن الإسرائيلية، فإن السلاح المستخدم هو m16 نظامية، وقد اخترقت 22 رصاصة السيارة المستهدفة.
وتشير إحدى تقديرات الاحتلال إلى، أن منفذ العملية هي خلية تابعة لإحدى فصائل المقاومة وليست عملية فردية، كون عملية إطلاق النار تمت من عدة مواقع وعلى شكل صليات متقطعة، مرجحة أن يكون المنفذون قد استخدموا أسلحة رشاشة.
من جهة أخرى؛ أكد الجيش، أن المنفذين انسحبوا من المكان ويغلب التقدير حول توجههم إلى مدينة نابلس، دون وجود أدلة ملموسة لدى أجهزة الاحتلال الأمنية التي تجري منذ تلك اللحظة عمليات بحث وتفتيش في المنطقة في إثر المنفذين.
كالمعتاد عقب عمليات إطلاق النار المشابهة، ملاحقات ومتابعة المنفذين، وهذا إعلاميًا فقط، بدليل أن وسائل إعلامية عبرية، قالت إن القتيل ترك ينزف لبعض الوقت قبل أن تصل طواقم الإسعاف الإسرائيلية، مما يشير إلى عدم صدق الروايات الإسرائيلية بخصوص أي ملاحقة عاجلة، ويؤكد على انسحاب المنفذين بكل سهولة، بحسب محللون.
كذلك، اعتبر بعض المختصين بالشأن الإسرائيلي، لـ "شمس نيوز"، إعلان جيش الاحتلال بأن منفذي الهجوم الأخير أصبحوا معروفين لدى جهاز الشاباك ويتم ملاحقتهم والبحث عنهم -رغم أنه في غاية الأهمية- إلا أنه (الإعلان) يأتي من باب الوصول إلى خيط واحد لمعرفة المنفذيين، أي إفلاس لبنك المعلومات، كذلك رصد تحركات المنفذين وعدم أشعارهم بالأمن، والوصول إليهم من خلال إجراء المكالمات الهاتفية أو اختفائهم عن الأنظار وبالتالي تحديد الأشخاص.
ويواصل الجيش الإسرائيلي والشاباك لليوم الثاني على التوالي البحث عن منفذي عملية نابلس، ويخشى الجيش من تمكن أفراد الخلية من تنفيذ عمليات أخرى بالمنطقة قبل الوصول إليهم.
وقال الجيش، إن قوات معززة نفّذت عدة عمليات في المنطقة سعيًا للوصول إلى المنفذين، أو الحصول على طرف خيط يوصل إليهم، بينما انضمت قوات خاصة لجهود البحث داخل عدة قرى غربي نابلس.