قائمة الموقع

خبر كاتب 'إسرائيلي': قطاع غزة ينهار اقتصاديًا

2018-01-15T09:14:52+02:00

شمس نيوز/ وكالات

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الاثنين، "إن كبار قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية بات لديهم انطباع تام بأن اقتصاد قطاع غزة في حالة انهيار تام".

وأوضح "عاموس هرئيل" الكاتب في صحيفة "هآرتس" في مقال نشره اليوم، أن أولئك الذين يجتمعون مع كبار أعضاء الجهاز الأمني في هذه الأيام، وليس فقط رجال منسق العمليات في المناطق، ولكن أيضًا الجيش "الإسرائيلي"، وإلى حد ما حتى الشاباك، يسمعون منهم انطباعًا موحدًا بشكل مدهش حول الوضع في قطاع غزة.

وأضاف "هرئيل"، أن كبار قادة الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" اقتنعوا بان اقتصاد قطاع غزة في حالة انهيار تام "كالانخفاض من الصفر إلى ناقص صفر"، وتنهار معه أيضًا، حالة البنية التحتية المدنية.

وأشار الكاتب "الإسرائيلي" إلى، أن مكانة حماس المتدنية اقتصاديًا وسياسيًا على حد سواء، تسهل على "إسرائيل" اتخاذ الخطوات اللازمة لتدمير مشروع الانفاق، مضيفًا أن نهج القيادة السياسية، كما لو كان من الممكن مواصلة الضغط العسكري على حماس، من خلال مواصلة تجاهل الواقع الاقتصادي المتدهور في غزة، يثير القلق على المستويات المهنية، وعلى المدى الطويل، يثير تدهور حالة البنية التحتية خطر حدوث انفجار لا يمكن السيطرة عليه.

وقبل حوالي أسبوعين، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن عدد الشاحنات التي تمر عبر معبر كرم أبو سالم من "إسرائيل" إلى قطاع غزة، قد انخفض بنسبة النصف تقريبًا خلال الأشهر القليلة الماضية؛ بسبب انخفاض القوة الشرائية لدى سكان غزة.

ووفقًا للأرقام المحدثة، انخفض معدلها إلى نحو الثلث: ما بين 300 و400 شاحنة يوميًا فقط، وحوالي 95٪ من المياه في غزة غير صالحة للشرب، إضافة الى تتدفق مئات الآلاف من الأمتار المكعبة من مياه المجاري يوميًُا إلى البحر الأبيض المتوسط وتصل لشواطئ "إسرائيل".

ولفت "هرئيل" إلى، تعزيز إمدادات الكهرباء إلى حد ما، حتى ست ساعات يوميًا، وذلك بفضل قرار السلطة الفلسطينية إعادة جزء من تمويل الكهرباء التي تشتريها من "إسرائيل"، مبينًا أن الخبراء يحذرون من تفشى الأمراض المعدية.

وتطرق "هرئيل" إلى، معدل البطالة في قطاع غزة الذي وصل الى 50% بل هو أعلى بين الشباب، وقد تجاوز عدد سكان قطاع غزة، وفقا للتقديرات الحديثة المليونين نسمة، وهؤلاء السكان محاصرون بين نظام حماس المتصلب وعدم القدرة الكلية على مغادرة قطاع غزة بسبب المعابر الحدودية المغلقة إلى إسرائيل ومصر.

وأردف: "عندما بدأت إسرائيل في بناء الحاجز ضد الأنفاق، قبل عام تقريبًا، كانت هناك تقديرات بأن حماس قد تحاول تنفيذ هجوم عن طريق نفق هجومي على حدود قطاع غزة، قبل تدمير الأصول الاستراتيجية -مشروع الانفاق الذي استثمرت فيه مئات ملايين الشواكل على مدى العقد الماضي، في هذه الأثناء، لم يحدث ذلك، على الرغم من أن الجرافات تتقدم، وفي الوقت نفسه، تمكنت المؤسسة الأمنية، عبر مجهود استخباراتي وتكنولوجي، من تدمير أربعة أنفاق في الأشهر الثلاثة الأخيرة، كما أفادت التقارير".

وادعى الكاتب "الإسرائيلي"، أن حركة حماس أكثر فقرًا وأكثر عزلة، وهي في فخ استراتيجي، لان المنظمة تعتمد على مصر وتخشى غضب الجنرالات في القاهرة، لكن يبدو أن تفسير سياسة احتوائها له علاقة باختيار يحيى السنوار كرئيس للحركة في قطاع غزة.

وتابع: "السنوار يسيطر على الجناحين العسكري والسياسي، وإسماعيل هنية، الأعلى منه في التسلسل الهرمي، يقيم في غزة، على عكس سلفه خالد مشعل، الذي كان يعظ رجاله من على مقعده المريح في قطر، ويقود هنية والسنوار خطًا مدروسًا نسبيًا"، منوهًا أنه وفي عام 2014، عشية عملية "الجرف الصامد"، كان بمقدور السنوار تبني نهج أكثر قتالي من السياسيين في غزة واليوم أصبح أحدهم.

واستطرد: "إن لدى إسرائيل عدة مقترحات لتغيير السياسة المدنية تجاه قطاع غزة، لكن وزير المواصلات والاستخبارات الاسرائيلي يسرائيل كاتس لا ينجح حتى الان حتى بإجراء نقاش جدي في مجلس الوزراء حول خطة الجزيرة الاصطناعية التي تواجه معارضة من قبل رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن ليبرمان".

وكشف، أن المقترحات الأخرى التي طرحها الجهاز الأمني، من تقديم التسهيلات وحتى إدخال آلاف العمال من قطاع غزة للعمل في بلدات غلاف غزة (التي تنطوي بالفعل على مخاطر أمنية)، فقد نوقشت ببطء واستغرقت المصادقة عليها عدة أشهر.

وأشار "هرئيل" إلى، أن الحرب الأخيرة في غزة اندلعت بسبب مجموعة من الظروف، وزادت إسرائيل من الإجراءات العقابية ضد حماس في الضفة الغربية بعد اختطاف الشبان الثلاثة في غوش عتصيون، وفي الوقت نفسه، وجدت حماس نفسها في أزمة اقتصادية بسبب نزاع مع السلطة الفلسطينية، التي أوقفت دفع الرواتب لموظفي الدولة في غزة، وجاء الانفجار الأخير في كرم ابو سالم، عندما اشتبهت "إسرائيل" بأن حماس على وشك القيام بهجوم كبير عبر نفق.

وختم "هرئيل" مقاله: "هذه المرة، ليست هناك نقطة واضحة تحدد أنه بلغ السيل الزبى من وجهة نظر حماس، ويمكن لإسرائيل على ما يبدو ان تواصل التأثر بنجاحاتها التكتيكية، دون أن تقرر ما تريد أن يحدث في غزة، ولكن كما هو الحال في الشمال، فإن ضبط النفس النسبي للخصم من شأنه أن يضلل القيادة الإسرائيلية ويقودها إلى حرب تقول بنفسها أنها لا تريدها".

اخبار ذات صلة