شمس نيوز/ توفيق المصري
كانت الأسيرة إسراء الجعابيص ضحية مرتين، حينما أطلق جنود الاحتلال الرصاص على سيارتها دون أن تشكل خطرًا على أحد، الأمر الذي أدى إلى انفجار جرة الغاز في السيارة واحتراقها، والمرة الثانية حين حكم عليها بحكم جائر، استنادًا إلى ادعاءاتهم أنها كانت تنوي تنفيذ تفجير، حسبما يقول رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس.
ويضيف فارس لـ"شمس نيوز": أنه "وبسبب وضعها الصحي وهذه التهمة المُلفقة، كانت محاولة من محاميها أن يتم اطلاق سراحها أو تخفيف مدة حكمها، وتم النظر في القضية، لكن دون اتخاذ قرار، فما يُسمى بالجهاز القضائي الإسرائيلي، هو جهاز في خدمة الدولة والمؤسسة الأمنية والسياسية، وإسرائيل بما فعلت مع إسراء اقترفت الجريمة الأولى، وللتغطية على الجريمة الأولى أصدروا هذا الحكم لتبرير الجريمة الأولى، فصارت جريمة مركبة بحقها".
ويتابع فارس: أن "ما يُسمى بالقضاء الإسرائيلي في كل ما يتعلق بالشعب الفلسطيني هو مجرد ذراع قمعية للاحتلال، وهو كالشاباك والموساد والجيش والاستخبارات العسكرية، يؤدي دوره الوظيفي في وضع جرائم الاحتلال ضمن صيغ وديباجات قانونية، وهم بذلك يُكذّبون على أنفسهم والعالم، لأنهم يعلموا أن هذه المحاكم إنما هي محاكم صورية وقراراتها تتخذ في مكان آخر".
وعن حالة الأسيرة الصحية يقول رئيس نادي الأسير: إنها "تعيش في معاناة شديدة وحالتها مقلقة للغاية، ففي مثل وضعها يفترض لو كانت حرة في الخارج، أن ينخرط الأطباء في إجراء العديد من العمليات الجراحية بما يعالج أثار الحرق، وفمها من الحرق بالحد الأدنى بطريقة أكثر يسرًا من الحالة القائمة حاليًا، لكن إدارة السجون تكتفي بإعطائها مرهم لتخفيف أو لتبريد مكان الحروق، حتى الأطباء يضعون نسبة قليلة جدًا لا تكفي لكي تصل إلى كل مواضع الحروق، الأمر الذي يجعل حياتها جحيم، لذلك إطلاق سراحها مهم ليس من أجل أن تتمتع بالحرية، بل من أجل أن تحصل على العلاج".
ويعتبر فارس عدم تقديم إدارة سجون الاحتلال العلاج للأسيرة إسراء، أنه جريمة ثالثة، مضيفًا أنها لا تقدم لها العلاج، طالما أن الأطباء يقولون إنها بحاجة إلى 8 عمليات جراحية، فمسؤولية (الدولة) التي تعتقل أن توفر الغذاء والكساء والعلاج، الأمر الذي لا تفعله إسرائيل".
ويستطرد فارس: "إسرائيل تنظر أنه طالما أن حياتها غير مهددة بالخطر (خطر الاستشهاد)، ما عدا ذلك فهي غير منزعجة من كونها تعاني ولا تستطيع النوم في الليل ولا أن تقضي حاجتها الشخصية بالحد الأدنى من الراحة أو الشكل الطبيعي، وهذا بات لإسرائيل أمرًا عاديًا، بل يستمتعوا ويتلذذوا وهم يشاهدوا الأسيرة والأسير يعاني، وهذا يحدث فقط في الدول الظلامية الفاشية مثل إسرائيل".
ويبدي استعداد نادي الأسير على خدمة الأسيرة إسراء على الرغم من أن محاميًا آخر يحمل قضيتها، "لكننا نحتاج أن تعطينا إشارة هي وعائلتها، وسنكون مستعدين لتقديم ما يمكن تقديمه من خدمات، وفي إطار مسؤوليتنا العامة سواء كنا موكلين في قضيتها أم لا، فعلينا مسؤولية عامة تجاه الأسيرة إسراء، وندفع جاهدين من خلال المؤسسات التي نتواصل معها لوضعهم في الصورة ولاتخاذها كنموذج تعكس ظاهرة داخل سجون الاحتلال بكيفية معاملتها، في إطار سعينا الدائم والمستمر لفضح الجرائم الإسرائيلية"، وفق فارس.