قائمة الموقع

خبر على غزة أن تصنع أزمتها وتعجل انهيارها..!!

2018-01-22T11:00:40+02:00

بقلم/ أكرم عطالله

غزة تنهار .. ماذا يعني ذلك بالنسبة للسياسيين الفلسطينيين، ثبت أنه لا شيء سوى تراشق اتهامات عمن المسئول عما يحدث في غزة، هذه مستمرة منذ سنوات طويلة أوصلت هذه المدينة الى حد الشعور باليتم السياسي، عائلات لا تجد ما يسترها، ومئات آلاف من العاطلين عن العمل وخريجين لا يجدوا ما يفعلونه ونساء يتسولن في الشوارع ورجال أعمال يصرخون من هول الكارثة والخسارات لأنهم يسرحون عمالهم ويلقون بهم على أرصفة الفقر.

منذ سنوات الجميع يصرخ مما يحدث هنا ولا أحد يجيب فلماذا؟ إما أنهم من عالم آخر ومنفصلون عن الواقع تماماً أو أن هناك أصابع خفية تدير الأزمة وتأخذ بغزة الى برنامج معد سلفاً ويبدو أن الخيار الثاني هو الأرجح لأن ما يحدث هنا أصبح عصياً على التفسير ولا يمكن لفلسطيني أن يقبل لفلسطيني أن يعيش هذا الجحيم وظل النقاش لسنوات حول هذين الخيارين.

ليبرمان وفي مقابلة مع صحيفة ميكور ريشون حسم الأمر عندما قال في مقابلة مع الصحفي آرئيل كهانا بأن "اسرائيل معنية بإبقاء رؤوس الفلسطينيين في غزة فوق الماء فقط لعدم غرقهم" هذا كلاماً هو الأكثر وضوحاً وهنا يبدو حديث كل المسئولين الفلسطينيين أمام السياسة التي اتبعتها اسرائيل تجاه غزة والتي كانت تطبيقاً حرفياً لما قاله ليبرمان، يبدو حديثهم مجرد كلام عندما يتضح أن كل الأطراف الفلسطينية الفاعلة ليست فاعلة بل مفعول بها في السياسة الاسرائيلية لأن ليبرمان هو الذي يدير غزة باحتراف شديد.

هذا حديث مؤلم ولكنه الواقع فقد أبقت اسرائيل غزة على قيد الحياة تسبح على بطنها تعيش على الأجهزة الاصطناعية فلم تغرق غزة ولم تتمكن من الحياة بل ظلت بين مستويين تتنفس فقط دون أن تسقط، لا عمل ولا انعدام عمل، لا مال ولا وقف تحويل الشيكل، لا كهرباء ولا ظلام ، كل شيء بحده الأدنى تماماً كما خطط الاسرائيلي وهنا على الفلسطينيين أن يخجلوا مما يحدث في غزة وعلى القوى والفصائل جميعها وأولها حركة حماس أن تقارن فترة حكمها التي وفرت لليبرمان الفرصة الذهبية ليمارس تلك السياسة تجاه غزة في ظل وفرة الشعارات والبدائل والخيارات النظرية الكثيرة لكن خيار ليبرمان هو الحقيقة الوحيدة القائمة هنا.

فاذا كان الأمر كذلك وهو كذلك فعلاً وفي ظل البحث عن كسر لهذه الدائرة والخروج منها فان على غزة أن تفكر بالحل والا فسيكون أمامها أيام أكثر حلكة وأكثر سواداً في ظل الاستسلام لقدرية لا مثيل لها وقد جربت غزة محاولات الخروج ولم تفلح محاولاتها حتى الآن فالعمل المسلح جر عليها ويلات كثيرة ودمار لم تشف منه بعد وأحد الأرقام الصادمة لنتائجه أنه خلف لنا 22 ألف يتيم وجرت محاولات التمرد على الواقع الراهن والحكم القائم بغزة وتعرض لقمع عنيف آخره مظاهرة الخميس الماضي في جباليا وواضح أن محاولات حشد الشعب للخروج للشارع ضد كل الظلم الذي يتعرض له من الجميع وأولهم اسرائيل لن تفلح لأسباب كثيرة أما بالنسبة للمصالحة فتلك تتباعد أكثر .

وأمام هذا الواقع المعقد بقي أمام غزة التي تتضور جوعاً خيارين أما الاستكانة للأزمة والقبول ببقائها فوق الماء واما صناعة أزمة حقيقية أو التعجيل بالانهيار ،صناعة أزمة حقيقية لكل الأطراف وأولها اسرائيل التي تحكم وتتحكم وتستخدم من تشاء في تنفيذ سياستها ولأن الوضع لا يحتمل أن تستمر بالوضع القائم فقد تعبت من الرأس فوق الماء اذن عليها افتعال الأزمة الكبرى.

وهنا وفي ظل فشل كل الخيارات وبسبب اقتراب الأزمة من طبقة كبار التجار فان بأيديهم صناعة أزمة حقيقية تتمثل بوقف الاستيراد وبقرار جماعي وخصوصاً المواد الغذائية، قرار جماعي ملزم لكل التجار والمستوردين وهذا يشبه الاضراب عن الطعام في السجون، هنا يمكن أن نسرع بالكارثة وندير الأزمة بدلاً من ليبرمان وغيره أن يكون زمام المبادرة في يد الغزيين لا في يد ليبرمان ولا حركة حماس التي يستخدمها لتمرير سياساته لكيّ وعي الغزيين ،اضراب عن الاستيراد لا أحد يستطيع أن يلزم التجار الذين يكتوون بنار السياسة الاسرائيلية ونار الضرائب التي عادت تفرضها حركة حماس من جديد قد يكون هذا مدخلاً للحل أما استمرار الوضع والصمت أصبح عامل مسهل للأزمة وادامتها وعلى أهل غزة التقاط زمام المبادرة.

هذه ليست غزة التي أعرفها، غزة المتمردة الشامخة غزة التي كان لديها فائض كرامة ،غزة التي لا تقبل الذل والاهانة مستسلمة صاغرة يُكسر أنفها وتنتزع كرامتها وتبيت على الذل وتصحو على الاهانة على الغزيين استلام مقاليد أمورهم دون انتظار مخلص واضح أنه لن يأت فاذا لم تقلع شوكها بأيديها ستتلقى مزيداً من الانكسار وستبقى أسيرة الخيارات الاسرائيلية تمهيداً لتطويعها غزة تنهار والاسرائيلي يدير بهدوء ولن يسمح بسقوطها نهائياً حتى لا يعجل الحل فلنفعله نحن بعيداً عن الفصائل والسياسيين غير الفاعلين كما نعتقد ،على غزة أن تسرع انهيارها بيدها تمهيدا للخروج من المأزق ولا حل غير ذلك ....!!!

 نبأ برس

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز"

 



اخبار ذات صلة