شمس نيوز/غزة
جددت حركة "حماس" اليوم الثلاثاء، رفضها للمشاريع التوطين والوطن البديل التي يجري الحديث عنها مؤخرًا، مؤكدًا أنه "لا دولة فلسطينية على حساب دولة عربية".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في مؤتمر صحافي: "نرفض التدويل والتوطين والوطن البديل ونرفض أن يكون حل الدولة الفلسطينية على حساب الأردن ولا يمكن أن نقبل إلا بالعودة إلى فلسطين التاريخية لأنه يجري الحديث في بعض الغرف المغلقة عن عودة للاجئين إلى بعض مدن الضفة الغربية وقطاع غزة".
وأضاف هنية، إنه "لا دولة فلسطينية على حساب دولة عربية لا في مصر ولا في الأردن"، محذرًا من أن يكون حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
وتابع: "شعبنا الفلسطيني الذي أسقط مشروع التوطين في منتصف الخمسينات هو اليوم الأقدر وأكثر وعي لإسقاط أي مشاريع من هذا القبيل"، مشيرًا أن معركة القدس هي معركة الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم، وأن الإدارة الأمريكية لم تعد وسيطًا نزيهًا في "عملية السلام".
ولفت هنية إلى، أن ما يجري في المنطقة اليوم تندرج في إطار ما يُسمى بتحضير المنطقة للسلام الإقليمي أو التطبيع مع الاحتلال أو السلام الاقتصادي.
ودعا هنية لحشد كل طاقات الأمة للتصدي للقرارات الأمريكية والسياسات "الإسرائيلية"، مشددًا على أن "الشعب الفلسطيني لن يستسلم وقادر أن يدافع عن الأرض والحقوق، وواهم من يظن أن شعبنا فقد القدرة على المقاومة".
وأشار إلى، أن حركة حماس واجهت القرار الأمريكي بالإعلان عن مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل على ثلاثة مسارات، كان المسار الأول من خلال الهبة الشعبية وتجلى ذلك في الميدان.
ولفت هنية، أن المسار الثاني كان استنهاض الأمة وقواها بحيث تنخرط في مشروع الدفاع عن القدس، فيما كان المسار الثالث بالحركة الدبلوماسية النشطة والاتصالات مع العديد من الزعماء وقوى المنطقة.
وشدد هنية، أن هذه المسارات الواعدة قدمت رسالة مفادها أن شعبنا لن يستسلم ولن يمرر هذا المؤامرة وهي لا تلزم شعبنا بشيء.
المصالحة الفلسطينية
وفي شأن ثانٍ، لفت هنية إلى حالة "القلق" التي تنتاب الشعب الفلسطيني بشأن المصالحة الداخلية.
وقال: "نحن مرتاحون لكل الخطوات التي قدمناها في سبيل إنجاح المصالحة الوطنية(...)، والبعض في الساحة الفلسطينية لم يتشرب فكرة الشراكة الوطنية ولا يستوعب منطق الديمقراطية".
وأوضح هنية، أنه تلقى اتصالًا من مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات العامة المصرية اللواء سامح نبيل، أكد فيه على استمرار رعاية القاهرة للمصالحة رغم التغييرات الداخلية في الجهاز، مشيرًا إلى أن "اللواء نبيل نقل رسالة إيجابية من حركة فتح بالتمسك بالعمل من أجل تحقيق المصالحة وأكد على الاستمرار في حماية وبناء العلاقة التي انطلقت بقوة بين مصر وحماس".
وأضاف، أن "اللواء نبيل نقل رسالة القيادة السياسية المصرية وسعيها لترتيب لقاء جديد بين فتح وحماس في القاهرة حينما تتاح الظروف لفتح معبر رفح"، منوهًا أنه "تحدث مع اللواء نبيل عن وضع قطاع غزة الذي يمر بظروف غير مسبوقة".
وتابع هنية: "ندعو إلى إنهاء الوضع سواءً فيما يتعلق بالعقوبات التي تفرضها السلطة أو ملف الموظفين أو غيرها من القضايا وقلت إن غزة قد تكون أمام سيناريوهات صعبة إذا استمر هذا الوضع".
وحول اجتماع المجلس المركزي الأخير لحركة فتح، قال هنية إن هناك قرارات صدرت عن المجلس إذا ما توفرت لها إرادة وطنية من أجل تنفيذها فهي قرارات ممكن أن تفتح الباب لعمل فلسطيني مشترك.
بناء التحالفات
ونوه هنية إلى، أن هناك تحركات جدية لبناء تحالفات قوية في المنطقة تتبني استراتيجية مهمة تقوم على عنصرين مهمين الأول عدم الاعتراف بالكيان "الإسرائيلي"، والعنصر الثاني بتبني خيار المقاومة.
وشدد رئيس المكتب السياسي على، أن ما تقوم به حماس من إعادة رسم علاقاتها بالمنطقة يندرج ضمن حشد طاقات الأمة كافة، للتصدي للقرارات الأمريكية و"الإسرائيلية" التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وقال هنية: "شعبنا الذي ضحى من أجل اسقاط المشاريع التصفوية لن يستسلم، وهو قادر اليوم للدفاع عن حقوقه وثوابته، مشيرًا إلى أن المرابطين من أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة و48 والشتات هو أكبر دليل على حيوية هذا الشعب.
الأسرى
وأكد هنية، أن قضية الأسرى على رأس أولويات حماس، لافتًا إلى أن المقاومة التي تحتفظ ببعض الأوراق لتنجز صفقة محترمة ستظل وفية لهم.
وخاطب الأسرى "رسالتكم وصلت وستبقي قضيتكم على رأس أولويات حماس وكل قوى المقاومة"، لافتًا إلى السياسية اللاإنسانية الذي ينتهجها الاحتلال معهم.
وعد هنية طرد النواب العرب من الكنيست الإسرائيلي "اجراء عنصريًا"، موجهًا لهم التحية على موقفهم الرافض للمشاريع "الإسرائيلية" الأمريكية.
استهداف صيدا
وندد هنية باستهداف الكادر محمد حمدان في لبنان، معتبرًا أنه ليس استهداف فقط لحماس بل لأمن لبنان واستقراره.
ووجه شكره للدولة اللبنانية التي بذلت جهودًا كبيرة لكشف خيوط الجريمة والتي تظهر تورط الاحتلال فيها، محملاً إياه أي نتائج مترتبة على هذه الجريمة.
وشدد هنية على، أن الشعب الفلسطيني في لبنان سيظل عامل استقرار للبنان وسيظل متمسكَا بحق العودة لفلسطين التاريخية، منوهًا إلى رفض حركة حماس لمشاريع التوطين والوطن البديل.