شمس نيوز/ غزة
دعا تجمع المؤسسات الخيرية في قطاع غزة، أطراف المصالحة الفلسطينية إلى تحييد الوضع الإنساني من أي تجاذبات سياسية، والسلطة الوطنية إلى التحرك العاجل لإنقاذ الأوضاع في غزة ورفع الإجراءات التي وصفها بـ"العقابية" عن القطاع.
وقال رئيس التجمع أحمد الكرد خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة غزة اليوم الخميس، إن الوضع في القطاع كارثي ووصل حد الانهيار، وهو الأسوأ منذ فرض الحصار الجائر الذي طال كافة مناحي ومفاصل الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن معدل الفقر وصل إلى 80%، وأن هناك العديد من الطلبة ينتمون للعائلات الفقيرة ويعانون من سوء التغذية.
وأضاف الكرد، أن العديد من المرضى توفوا أمام نظر عائلاتهم، بسبب عدم توفر العلاج داخل المستشفيات في غزة، أو السفر للخارج، خاصة وأن هناك 13.000 حالة مصابة بمرض السرطان، في ظل نفاذ 230 صنفًا من الأدوية والمستلزمات الطبية من مستودعات الوزارة، وتعطل الأجهزة الطبية، بسبب منع سلطات الاحتلال إدخال قطع الغيار للصيانة.
وأوضح، أن هناك آلاف المواطنين خاصة الفقراء، مصابون بأمراض مزمنة، لا يستطيعون شراء علاجهم الذي يبقيهم على قيد الحياة، لافتًا إلى أن القطاع الصحي يعاني منذ عدة أشهر من أزمة وقود خانقة، وأن الكمية المتوفرة حاليًا لا تكفي سوى لعشرة أيام فقط.
وعن الوضع المائي، اعتبر الكرد، أن 95% من المياه غير صالحة للاستخدام الآدمي وللشرب، مضيفًا أن 165 ألف متر مكعب غير المعالجة تضخ يوميًا إلى البر والبحر بسبب توقف المضخات نتيجة أزمة الكهرباء، واستهدافها في كل عدوان يشن على غزة من قبل الاحتلال.
ولفت الكرد إلى، أن 40 % من المنازل المدمرة كليا لم يعاد بناؤها حتى اليوم، أي ما يعادل 5000 بيت مدمر، بسبب عدم الوفاء الدول المانحة بالتزاماتها المالية لإعادة الإعمار منذ انتهاء العدوان في العام 2014.
وأشار الكرد إلى، أن انقطاع الكهرباء وصل من 12-20 ساعة، بعجز 250 ميجاواط، راح ضحيته 51 شخصا حرقًا منهم 13 طفلا بسبب استخدام الشموع منذ عام 2010 وآخرهم مسنان في مدينة غزة.
ونوه إلى، أن معبر رفح لم يعمل سوى 21 يومًا في العام 2017، مطالبًا الحكومة المصرية فتحه بشكل مستمر والسماح بوصول المساعدات والمعونات لقطاع غزة.
وفي يتعلق بالجانب الصناعي والاقتصادي، قال الكرد إن هناك خسائر سنوية تقدر بـ250 مليون دولار سنويًا مباشرة وغير مباشرة، بسبب سوء الأوضاع المعيشية والتي أدت أيضًا إلى إغلاق 80% من المصانع كليًا أو جزئيًا، وضعف الإنتاج بسبب أزمة الكهرباء.
وأردف: "الاحتلال لم يتوانى عن استهداف الجانب التعليمي بكل مكوناته، في ظل وجود 10 آلاف خريج سنويًا لا يجدون فرصة للعمل دائمة أو مؤقتة، وهناك 400 مدرسة تعمل بنظام الفترتين يوميًا، في ظل وجود 50 طالب كمعدل عام في كل فصل دراسي، سواء في المدارس الحكومية أو التابعة لوكالة الغوث الدولية، منهم 80% من هؤلاء الطلبة ينتمون لأسر فقيرة ويعانون من سوء التغذية".
ودعا البنوك بعدم وقف الحسابات البنكية التي تصل من خلالها المساعدات المالية للجمعيات الخيرية، التي تستفيد منها آلاف الأسر الفقيرة والمحتاجة، والأطفال الأيتام.
وطالب الكرد المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنهاء الحصار وتقديم الاحتياجات الضرورية لغزة، وعدم الاكتفاء ببيانات ومطالبات تبقى حبرا على ورق.
كما دعا الكرد الجمعيات والمؤسسات والهيئات العربية والدولية إلى تدشين حملات إغاثة عاجلة لإنقاذ سكان غزة من كارثة انسانية حقيقية، مطالبًا وكالة الغوث إلى تقديم خدماتها للمحتاجين دون تقليص أو تأجيل باعتباره حق للاجئين سواء توقف الدعم الأميركي أم لم يتوقف.
وفي ختام المؤتمر، قال الكرد: "نداؤنا الأخير وصرختنا المدوية في وجه كل أحرار العالم وأصحاب الضمائر الحية، بضرورة التحرك العاجل دون أي تأخير أو مماطلة، خاصة وأن التجمع أعلن عن انطلاق حملة أنقذوا غزة لتوفير الاحتياجات الضرورية بشكل فوري وعاجل".