قائمة الموقع

خبر لقاء كيري-آغا.. هل أصبحت القضية الفلسطينية جزءًا من الاصطفاف الداخلي الأمريكي؟

2018-01-29T10:12:26+02:00

شمس نيوز/تمام محسن

تكشف مجريات لقاء جمع وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري بنظيره الفلسطيني السابق حسين آغا، أبعد من تدهور العلاقات الأمريكية الفلسطينية إلى الزج بالقضية في قلب الاستقطاب الداخلي الأمريكي.

"اصمدوا أيها الفلسطينيون" خاطب كيري محاوره آغا. وحث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن "عليه أن يكون قويا وألا يخضع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأن الأخير لن يصمد فترة طويلة في الحكم".

وتشهد العلاقة بين واشنطن والسلطة الفلسطينية توتر غير مسبوق، منذ إعلان الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"،  وعلى وقع ذلك أعلن عباس رفض الوساطة الأمريكية في "عملية السلام".

وشجع كيري في لقائه بآغا الذي كشفت عنه صحيفة "معاريف" العبرية الأسبوع الماضي، شجع الفلسطينيين على بلورة خطة "سلام" بديلة، تحمل مبادئهم الخاصة "بالعملية السلمية"، عارضًا عليهم المساعدة لحشد الدعم الدولي لها، عبر اتصالاته وعلاقاته مع الأوروبيين، العرب والنظام الأميركي العميق.

وينتاب الفلسطينيون مخاوفًا بشأن خطة ترامب لـ "السلام" التي وصفها بـ"صفقة العصر"،  وتشير  تسريبات إلى ملامح هذه الصفقة و تتمثل بضم الضفة الغربية للأردن وقطاع غزة لمصر، وأن يتم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (وهو ما حدث الشهر الماضي)، إضافة لتصفية قضايا مصيرية مثل قضية اللاجئين الفلسطينيين .

ويقول الكاتب حسين حجازي، في مقاله، إن الفلسطينيين، وفي أعقاب قرار ترامب، "وجدوا أنفسهم في  قلب الصراع المحتدم بين الحزب الديمقراطي والجمهوري في أمريكا نفسها، وربما الأدق في الاصطفاف الداخلي الأميركي بين الديمقراطية او الليبرالية، وبين اليمين العنصري المتطرف والذي يضم الانجيليين الصهيونيين الذين يمثلهم حزب دونالد ترامب الخفي والخاص ونائبه مايكل بينس".

وكان طلب كيري (الحزب الديمقراطي) من آغا، بأن يحرض عباس على "مهاجمة الرئيس الأمريكي فقط لأنه المسؤول عن الوضع، وليس النظام الأمريكي".

ويقول المحلل السياسي، ذو الفقار سويرجو، إن "هناك توافق واضح الآن بين مصلحة الديمقراطيين في الولايات المتحدة ومصلحة مؤسسة الرئاسة في التخلص من سياسة ترامب الخرقاء تجاه الشرق الأوسط".

ويوضح سويرجو، لـ "شمس نيوز": "يرى الديمقراطيون في سياسة ترامب خطرًا تشكل على الإرث السياسي للولايات في المنطقة وخطر على جود دولة إسرائيل بالمعنى الاستراتيجي، نتيجة لاستمرار حالة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وبقاء خطر عودة الصدام للمنطقة مما يزيد من احتمالات حدوث تغيرات استراتيجية في معادلة النفوذ و سيطرة المحاور ".

اللعب على المتناقضات**

ويقول: "الفلسطينيون يدركون ذلك وهم يمارسون سياسية اللعب على المتناقضات لإسقاط خطة ترامب للسلام"، التي وصفها عباس بـ"صفعة العصر".

وكيري الذي يعتزم الترشح للانتخابات المقبلة من أكبر الداعمين لإسرائيل، إلا أنه يرى بأن إقامة دولة فلسطينية مصلحة إسرائيلية، للحفاظ على هويتها "اليهودية".

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، أن على الفلسطينيين التعامل مع الأمر الواقع وعدم المراهنة من جديد على الإدارة الأمريكية.

ويتساءل: "ما الذي قدمه كيري خلال ثماني سنوات من وجوده على رأس وزارة الخارجية في إدارة باراك أوباما ؟"، ويجيب موضحًا أن تغير موقف كيري يأتي في سياق "التعاطف ولا يعتد به".

لكنه في الوقت ذاته، يشير إلى، أن "الصراع الفلسطيني والإسرائيلي أحدث تفاعلات في الإدارة الأمريكية ولكن ليس إلى حد التأثير على السياسية الأمريكية ككل".

ويضيف، أن تعامل إدارة ترامب مع القضية الفلسطينية أصبحت محط انتقاد "بعض" الديمقراطيين الذين "يترصدون هفوة من الإدارة الجديدة لإضعافها".

وبشأن العلاقة الفلسطينية- الأمريكية، يقول عوكل إنها تتجه إلى "مزيد من التصعيد، لأن واشنطن ذاهبة إلى مزيد من الدعم والتبني للسياسة الإسرائيلية، والإمعان في تطرفها ضد الحقوق الفلسطينية".

اخبار ذات صلة