شمس نيوز/ جنين
في ساعات الصباح الباكر، وصلت معلومات تفيد بوجود أحمد نصر جرار في مبنى قرب مدينة جنين، فاستدعيت قوة من الوحدة الخاصة "يمام" التابعة للشرطة الإسرائيلية، وقامت بتطويق المبنى دون أن يلاحظ أحد ذلك، حسب الشاباك الإسرائيلي.
لاحظت القوة الخاصة حركة لجرار في المبنى، ولم تدرك القوة إن كان يستعد للانسحاب، أم للاشتباك معها، فاستخدمت إجراءً عسكريًا يسمى "بوعاء الضغط"، لمحاصرته وإجباره على الاستسلام، لكنّ الشهيد كان كوالده فأبى إلا أن تكون المواجهة هي الخيار.
تطلبت عملية اغتياله مشاركة وحدات النخبة في جيش الاحتلال ووحدات "اليمام" بالتنسيق مع وحدة 8200 وجهاز استخبارات الاحتلال، إضافة إلى التنسيق مع الأجهزة الأمنية بالسلطة الفلسطينية، وفقًا لما أوردته وسائل الإعلام العبرية.
وإجراء "وعاء الضغط" يهدف إلى محاصرة المكان من جميع الجهات ويُطلب من الشخص المتحصن تسليم نفسه، ثم تتجه بعدها الوحدات الخاصة إلى إطلاق رصاص وقنابل، ومن ثم صواريخ مضادة للدروع من نوع "لاو" أو "متادور"، وهو نموذج عسكري عملياتي لدى جيش الاحتلال لتصفية مطلوبين لديه، كانوا قد تحصنوا في بيوت أو لديهم رهائن.
وبحسب ما أعلنته مصادر الاحتلال العسكرية، فإن وحدات جيش الاحتلال شرعت بإجراء هدم لأجزاء من البيت الذي تحصن فيه وفقًا لآلية " D9" بهدف الضغط على المطارد للخروج.
وبذلك استطاع الاحتلال من التمكن من أحمد ليرتقي شهيدًا بعمر الـ (24) مودعًا برقين وجنين مع استعداده للمواجهة حتى الرمق الأخير.
ونفذت قوات الاحتلال، على مدار ثلاثة أسابيع متواصلة، حملات عسكرية واسعة في منطقة جنين بحثًا عنه، تضمنها حملات اعتقال واغتيال العديد من الشباب، ما يعيد للأذهان فشله سابقًا في اغتيال والده، نصر جرار، الذي استشهد عام 2002 بعد عدة محاولات فشل خلالها الاحتلال باغتياله.
أحمد نصر جرار، حاصل على شهادة جامعية في إدارة المستشفيات، وهو ابن الشهيد القائد في حركة حماس نصر جرار، الذي استشهد بعد محاولات فاشلة لاغتياله عام 2002، ورغم إعاقته الجسدية وقطع رجليه استمر في المقاومة حتى يوم اغتياله، ثم هدم منزله.
عمل أحمد، بعد تخرجه في بقالة لعدم عثوره على وظيفة تناسب مؤهلاته الجامعية، وكان هادئًا منشغلًا بعمله مما فاجأ الجميع خبر ينسب به الاحتلال عملية مستوطنة "حفات غلعاد".