شمس نيوز/ صابرين عزيز
يوم أمس السبت، استنفرت الجبهات الجنوبية والشمالية بعد تمكن الجيش السوري من إصابة طائرة إسرائيلية من طراز "F16" إثر اختراقها الأجواء الإقليمية السورية، لتنفيذ عملية ادّعى الاحتلال أنها كانت تستهدف هدفًا إيرانيًا، أطلق طائرة دون طيار من سوريا إلى مجالها الجوي.
وعلى ذلك، اشتعلت مخاوف الجهات من تصعيد المواجهة في سوريا إلى حرب، فاختلفت التحليلات حول العملية وسيناريوهاتها القادمة، بخاصة، بعد دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية كبيرة، ونقل آليات ودبابات متطورة لهضبة الجولان السورية المحتلة، ليترك السؤال مفتوحًا "هل تتدحرج المواجهة إلى حرب؟".
حرب شاملة
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن الأطراف كافة تحاول عدم الانجرار إلى حرب واسعة، مدعمًا قوله بـ"كثرة الاتصالات الدبلوماسية التي أعقبت العملية، من أجل عدم تدحرج عملية المواجهة إلى حرب"، مع وجود المواجهة الحقيقية والتوتر المسلح، في محاولة "إسرائيل" لوقف وجود إيران في جنوب سوريا.
ويقول الكاتب لـ"شمس نيوز" :" إن المؤشرات الموجودة على أرض الواقع قد تؤدي إلى مواجهات متنقلة وليست واسعة، وذلك على ضوء الجدار في لبنان، ولكن من الممكن أن تتوسع هذه المواجهات إلى حربٍ شاملة، بسبب التوتر الشديد في المنطقة".
ويتوقع حبيب في حالة اندلاع حرب أن تكون متعددة الجهات "لبنانية، إيرانية، سورية" وقد تتوسع إلى غزّة، موضحًا "لا أعتقد أن في هذه المرحلة هناك سيناريوهات تتعلق بحرب قادمة أكثر من أن "إسرائيل" تحاول أن تضع العامل الإيراني هو الجوهري لتغطية حل القضية الفلسطينية".
وتحاول "إسرائيل"، حسب الكاتب، أن تضمن وجودها في الشمال "كي تلعب في الساحة السورية كما تشاء، سواء لدعم الإرهاب أو ضرب مواقع النظام"، وإزاحة تواجد إيران إلى أكثر من 60 كيلومترًا، في المقابل، ستظل إيران تسعى إلى تواجدها الأمني والعسكري على مساحة 7 كيلومترات من الجولان المحتل.
حرب استنزاف
ويرى المحلل العسكري، يوسف الشرقاوي، أن "إسرائيل ليست بوارد أن تشن حرب إلا في حالة الضغط عليها، ومع ذلك ستكون الخاسرة، لأن المعادلة غيّرت طرف الاشتباك الذي كانت عليه إسرائيل قبل 34 عامًا، حيث يشعر الاحتلال الآن، بالخسارة لأن قوى المقاومة تتنامى وتتحالف أكثر مع سوريا وإيران".
وحسب الشرقاوي، فإن السيناريوهات التي قد تقدمها هذه المرحلة هي "حرب استنزاف على الجبهة الجنوبية والشمالية، بدون حرب إقليمية، لأن إسرائيل غير قادرة لها، رغم محاولاتها في توجيه رسالة لجبهتها الداخلية ولقوى المقاومة أنها مازالت في أوج قوتها"، مضيفًا أن "اسقاط الطائرة رفعت من معنويات القوى المقاومة السورية، ويجب أن نبني على هذا الفعل".
بدوره، وضع الكاتب عرفات الحاج في مقالٍ، سيناريوهات حول العملية قائلًا في التوقع الأول:" قبول "إسرائيل" بما حدث باعتباره خسائر مقبولة للاستراتيجية الإسرائيلية المتّبعة، ومواصلة عملها بالغارات الجوية لمنع بناء قدرات عسكرية لخصومها قرب حدودها"، والثاني "رد فعل مجدود نسبيًا بغارات جوية خلال الساعات القادمة"
وكان السيناريو الثالث"، يتمثل بإمكانية لجوء إسرائيل لضربات جوية مكثفة لتقويض قدرات الجيش السوري وحلفائه الدفاعية وإلحاق ضرر هائل بها"، في حين يستند السيناريو الرابع " وجود احتمال لتبادل ضربات محدودة ومضبوطة بين الطرفين على مدى قصير لا يتجاوز بضعة أيام وينتهي بوساطة توقف إطلاق نار قد تجني منها روسيا بعض المكاسب".
في النهاية، يرى الكاتب أن إمكانية تطور الحدث الحالي لمواجهة كبيرة غير واردة، قائلًا "في أقصى الظروف نحن نتحدث عن مناوشة في إطار تحسين ظروف وفرص الطرفين في تكريس وضع أكثر ملائمة له على الحدود الجنوبية لسوريا والشمالية لفلسطين المحتلة".