شمس نيوز/إسلام قاسم
"بلاش شقة.. بلاش صالة.. بلاش غدا.. بلاش حفلة.." كلها سهلة، لكن "بلاش عروس" هذا ما لا يقبله عاقل..فطلبات إكمال الدين أثقلت كاهل الشباب الغزيين المقبلين على الزواج، في ظل بطالة أنهكتهم وفقر جعل حالهم قاعا صفصفا، ولكنهم رغم ذلك يبحثون عن الفرح من بين الركام ولو بأقل القليل.
وتعصف الأوضاع الاقتصادية الصعبة بالشباب الغزيين وخاصة المقبلين على الزواج، لعدم مقدرتهم على توفير كل متطلبات الفرح، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ ثمانية أعوام، وما أنتجته الحروب المتتابعة من ارتفاع في مستوى المعيشة وندرة بعض الكماليات وارتفاع أسعار السلع، مما دفعهم للابتكار والتعايش مع الواقع الذي فرض عليهم, من خلال إيجاد حلول لما يواجهونه من مشكلات .
فقد لجأ العديد من الشباب المقبلين على الزواج لاستبدال الذهب الأصلي بالذهب الصيني, وذلك لتخفيف نفقات الزواج ولإتمام مناسباتهم وبأسعار مناسبة لأوضاعهم المادية البسيطة .
زواج بالتقسيط
أحمد زغره، شاب في السابعة والعشرين من عمره، ومقبل على الزواج، يؤكد بأن الأوضاع الاقتصادية للقطاع صعبه للغاية, وهو ما أثر على قدرة الشباب على الزواج, وإطالة فترة الخطوبة ,مما خلق مشكلات كثير أدت في أغلب الاحوال إلى انفصال المخطوبين.
وقال زغره لـ"شمس نيوز": تمت خطبتي على ابنة عمي, منذ ما يقارب العام والنصف على أن أسدد المهر دفعات خلال فترة الخطوبة , ولكن وبعد توقف دخول مواد البناء نتيجة إغلاق الأنفاق, توقف مصدر رزقي عملي لكوني أعمل في مهنة القصارة, فلم أستطع إكمال ما تبقي من المهر".
ويضيف زغره: بعد مرور عام على عقد قراني, اتفقت مع والد العروس على شراء ذهب صيني, لحين تحسن الاوضاع الاقتصادية واستبداله بالذهب الأصلي, وها نحن مقبلين على الزواج في وقت قريب".
ودعا زغره جميع المسؤولين والمؤسسات المحلية والدولية للوقوف بجانب الشباب ومساندتهم في هذه الظروف الصعبة, وتساهل الأهالي مع ظروف الشباب والتخفيف من الطلبات على العريس.
مغامرة كبيرة
أما الفتاة نور (24 عاما) فتتحدث عن تجربتها بالقول: تمت خطبتي على شاب متوسط الحال, ولم يتمكن من دفع مهر يكفي لشراء جميع احتياجاتي, وبسبب ارتفاع سعر الذهب أصبح إتمام زواجي صعبا, حيث لم يتبقى من المهر الكثير لشراء الذهب" مشيرة إلى أنها في نهاية الأمر اتفقت هي وخطيبها على شراء الذهب الصيني بدلا من الأصلي".
وتضيف نور في حديثها لـ"شمس نيوز": بدأت أتابع اسعار الذهب منذ اليوم الأول لخطبتي، وقررت شراء الذهب الصيني، في البداية كانت مغامرة كبيرة, خاصة أنني وخطيبي لم نخبر أحدا بالأمر, ولكن لم تكن هناك بدائل أخرى".
بديل مناسب
ويؤكد تاجر الذهب أبو محمد زهدي من مدينة غزة، أن ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير في القطاع أدى لظهور ما يسمي بالذهب الصيني, وهو ما نتج عنه انصراف المواطنين عن شراء الذهب الأصلي، واللجوء إلى الذهب الصيني كبديل، موضحا أن للذهب الصيني مميزات الذهب الاصلي, والقليل من المواطنين من يستطيع أن يفرق بينهما، إلى جانب رخص ثمنه وتعدد أشكاله.
وبيّن زهدي لـ"شمس نيوز" أن حركة البيع في أسواق غزة ضعيفة جدا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية خاصة بعد إغلاق الأنفاق وتدمير الكثير من القطاعات الصناعية وتوالي الحروب على القطاع.
وقال: الذهب الصيني لم يؤثر على سوق الذهب، ولكنه ساهم في التخفيف عن الشباب, والحد من نفقات الزواج, ولإتمام أعراسهم بأسعار مناسبة لأوضاعهم المتردية".