غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر صاحب أكبر عملية احتيال: يوم ولدت احترقت كل القرى

 شمس نيوز/ وكالات

بعد 20 عامًا على أكبر واقعة احتيال مالي في العالم باستخدام ما يسمى "السحر الأسود" استهدفت بنك دبي الإسلامي في الإمارات وأضاعت 242 مليون دولار، في أغسطس 1995، يخرج بطل القصة "فوتانغا باباني سيسوكو"، عن صمته ويروي حقيقة ما حدث.

اسمي سيسوكو، اليوم الذي ولدت فيه احترقت كليًا جميع القرى المحيطة بالمنطقة، وخرج القرويون يصرخون "ماريتو رزق بصبي" فانتشرت النار أكثر وأكثر، يقول لـ"BBC".

لكنّ ابن ماريتو الذي احترقت القرى في يوم ميلاده، حقق ثورة كبيرة بلغت 400 مليون دولار، وبدأ يعمّر ما احترق.

وعندما سئل عن "السحر الأسود" قال: "إذا امتلك شخص هذه القوة فلماذا يضطر للعمل؟ فإذا كان معك هذه القوة يمكنك الجلوس مكانك وسرقة كل البنوك في العالم"، مضيفًا "أنا الآن لم أعد ثريًا، أنا فقير".

كانت البداية عندما ذهب مواطن مالي في الإمارات يدعى فوتانغا سيسوكو، لطلب قرض من بنك دبي الإسلامي لشراء سيارة، وكنوع من ردّ الجميل على القرض، دعا مدير البنك "محمد أيوب" على العشاء.

وأثناء العشاء بدأ سيسوكو تنفيذ مخططه بادعاء امتلاكه قدرات سحرية وأنه يمكنه "توليد الأموال"، بمعنى مضاعفة أي مبلغ يريده، ودعا صديقه الإماراتي للحضور إليه مرة أخرى ومعه مبلغ من المال لتأكيد قدرته السحرية على زيادة الأموال.

ولم ينتظر مدير البنك طويلا حتى ذهب مجددًا إلى منزل سيسوكو ومعه أمواله، وقابله الرجل مندفعًا من إحدى غرف المنزل وهو يصيح بأن "الجن" هاجمه للتو، وحذره من إغضاب الجن وإلا فلن تتضاعف أمواله، فاستجاب أيوب على الفور وترك الأموال في الغرفة المسحورة وظل ينتظر.

وروى أيوب ما حدث معه وقال "رأيت ضوءًا ودخانًا وسمعت أصوات الجن. ثم فجأة ساد الصمت".

وكانت المفاجأة أن الأموال "توالدت" وتضاعفت كما وعده الساحر، وهنا ظهر السرور على وجه أيوب، ومن هنا تهيأت الأمور لعملية السطو الكبرى.

وبحسب أوراق القضية فقد أجرى أيوب 183 تحويلًا ماليًا إلى حسابات سيسوكو حول العالم، في الفترة من 1995 إلى 1998.

كما عمل سيسوكو على استخدام أموال بطاقات ائتمانية كبيرة، بلغت الملايين بحسب فاين، وكان أيوب يتولى تسوية هذه الأموال بدلا منه.

وفي عام 1998، بدأت الشائعات تتناول البنك وأزمته المالية، وسعت حكومة دبي لتهدئة الأزمة، وقالت إنها "مشكلة صغيرة ولن تتسبب في أية خسائر مالية سواء في استثمارات البنك أو حسابات المودعين". لكن هذا لم يكن صحيحا.

في حين عاد المحتال إلى مالي، وتزوج إحدى موظفات "سيتي بنك" لمساعدته في عمليته.

وأصبح سيسوكو عضوًا في برلمان مالي لمدة 12 عامًا، من 2002 وحتى 2014، وهو ما منحه حصانة سياسية ضد الملاحقة القضائية، وبعد خروجه من البرلمان وطوال أربع سنين ماضية تمثلت حصانته في أن مالي لم توقع أي معاهدة لتسليم مواطنيها المطلوبين قضائيا في الخارج.