قائمة الموقع

خبر العمادي ..شر البلية ما يضحك ...!!

2018-02-26T14:15:35+02:00

بقلم/ أكرم عطا الله

السفير القطري محمد العمادي المتواجد في غزة هذا الأسبوع كان يتصرف أبعد كثيراً من سفير يلتقي الوجهاء والمخاتير ومؤسسات المجتمع المدني وينتقد الرئيس أبو مازن ومصر ومعهما اسرائيل متهماً كل منهم بالكارثة التي تحدث في قطاع غزة دون أن يشير لدور حركة حماس التي طردت السلطة من هذه المنطقة بأنها المتسبب الرئيسي للأزمة وأن كل ما يحدث هو محاولة لعلاج ذلك السبب.

لم يكن المطلوب من مصر أو السلطة مساعدة حركة حماس في حكمها فلا أحد يساعد خصمه لكن علينا الاعتراف أن السلطة قدمت مساعدات كثيرة خلال السنوات العشر الماضية للحركة وهو ما طال من أمد الانقسام، والغريب أن السلطة قد سمحت لقطر أن تقدم مساعدات أيضاً ولسنا من يقول بل أن السلطة نفسها تقول أنها تتخذ اجراءات بهدف عودة غزة لغلافها أي أنها تعترف ضمناً بأنها تمارس لم أي ضغط لاستعادة غزة خلال السنوات العشر الماضية.

اللغز المحير للجميع أن هناك من اتهم قطر في بداية الانقلاب بتحريض حركة حماس على القيام به والغريب أن قطر على وفاق تام مع السلطة وأن كل ما قدمته لترسيخ حكم حماس بغزة كان بالاتفاق بين الجانبين كيف ولماذا؟ تلك أحجية بحاجة الى فك طلاسمها إلا اذا كنا جميعاً نسير نحو نهاية مرسومة وكل يعرف ماذا يفعل؟ ولأن السياسة ليست لعبة البسطاء والجهلة، والدول ليست جمعيات خيرية ولأننا لسنا مجموعة من السذج ونحن نراقب الأحداث ونعيد تركيب جزئيات الصورة منذ بدايتها ونعرف ما الذي يريده الاسرائيلي حتى دون اعتراف معلن نصل لنتائج ليست مريحة.

العمادي في غزة لأن غرينبلات قال في تغريدة له في التاسع من هذا الشهر أن تعاوناً اسرائيلياً قطرياً سيخفف الأزمة في قطاع غزة فلا شيء هنا يحدث بالمصادفة في غزة التي كانت ولازالت الصداع المزمن لإسرائيل والتي تتحكم بكل شيء فيها ولا تسمح لأي كان بأن يعمل معاكساً لاستراتيجيتها المرسومة وقطاع غزة منذ عقود واحد من الأماكن التي انشغلت فيها مراكز دراسات الأمن القومي ووضعت لها سيناريو شديد الوضوح.

ولأن ليبرمان يريد أن يبقي رؤوس الغزيين فوق الماء فقط فكانت تلك هي الساسة المتبعة للسنوات الماضية وكل ما حدث كان يندرج تحت هذه السياسة ونحن في غزة ليس لنا سوى أن نشكر كل من أبقى رؤوسنا فوق الماء، مسكينة هي غزة التي تواطأ عليها الجميع وبقيت غارقة.

ولكن على السلطة ومصر أن تأخذا ما قاله العمادي بجدية لأن اجراءات السلطة تجاه غزة تجاوزت ما هو مقبول وان كانت تصلح في مرحلة ما ربما بداية الانقلاب فقد تجاوز الزمن ذلك وأفلت منها اللحظة وتحولت الى اجراءات عقابية أطاحت بالمجتمع الفلسطيني أما بالنسبة لمصر فان استمرار اغلاق المعبر لم يعد تقنع أحد بعد أن أشرفت على استدعاء السلطة وتسليمه لها وخصوصاً أن شاحنات البضائع والوقود تدخل يومياً لغزة وطريقها يتم تأمينها فكيف نفهم اغلاق معبر الأفراد؟

الاشاعة التي تداولتها صفحات التواصل الاجتماعي الاخبارية عن حجز السفير القطري لفندق المشتل لمنع نزول الوفد المصري ورفض الوفد المصري النزول في فندق يقيم فيه السفير مدعاة للسخرية والضحك وسط هذه البلاوي التي تتساقط على رؤوس الغزيين ولكنها تعكس الصراع الاقليمي على غزة وفي غزة وعلى القضية التي تبدو أمام هذا الصراع أنها بلا قيادة وأن المشروع الوطني برمته يبدو يتيماً في غياب قيادة تراقب هذا الصراع من الضفة الغربية ولا تحرك ساكنا .

واذا كان المشروع الاسرائيلي بفصل غزة فان الرد الأمثل عليه هو الاسراع في اتمام المصالحة لذا يجب استغلال فرصة وجود الوفد المصري هنا بتقديم ما يلزم من تسهيلات من قبل حركة حماس وبتقدم السلطة أكثر تجاه غزة دون تلكؤ وأغلب الظن أن مصر أصيبت بخيبة أمل من عدم تحقيق المصالحة رغم كل الجهود وهناك خشية من أن تكون هذه المحاولة هي الأخيرة ارتباطاً بما يحدث في القاهرة لذا فان قطع الطريق على مشروع اسرائيل هي بالقرار الوطني بالمصالحة وأن تفهم حركتا فتح وحماس أن لها ثمن باهظ.

إذن إما المصالحة أو المشروع الاسرائيلي فإن تمت الأولى سنقول أنها تأخرت عقد من الزمن ولا فضل لهم وإذا لم تتم سنَتّهِم بكل ما نملك من قوة بأن اسرائيل نفذت مشروعها بمن أخذوا على عاتقهم مشروع التحرر ،كل شيء أصبح أكثر انكشافا لدى مواطن أصبح أكثر وعيا فقد تعلم السياسة ومكرها على جلده ولم تعد تنطلي عليه كل النوايا الحسنة ولا كل ما يقوله المسؤولون الذين يعتقدون أنه يصدق كل شيء فالأزمة في غزة مفتعلة وهي جزء من مشروع أكبر وكل ما يحدث هنا ليس مصادفة بما فيها الحضور القطري ...!!!

المقال يعبر عن رأي كاتبه 

نقلا عن نبأ برس 

اخبار ذات صلة