قائمة الموقع

خبر الحياة امرأة لازالت تناضل لأجل عبيرها

2018-03-01T11:11:23+02:00

بقلم/ هداية شمعون

هذه هي المرة الأولى التي كنت أتمنى أن تخرق فيها احدى الفرق بروتوكول المناظرة الاعتيادي.. تخرقه لأجل تسجيل موقف لأجل النساء مريضات السرطان.. لا تأييدا ولا معارضة لتقزيم أو تضخيم دور المؤسسات النسوية في دعم حقوق مريضات السرطان، ولكن إحقاقا وانصافا لأجلهن...!!

 لو أن الفريق المعارض اعترف بأحقية النساء مريضات السرطان في أن يكون للجميع دوره في تظهير قضيتهن سواء القطاع الحكومي أو غير الحكومي أو القطاع الشعبي أو الإعلامي.. نعم كنت أتمنى بقوة لو صرح أحد المتناظرين بأن هذه المناظرة هي لرفع صوتهن ومعاناتهن التي لا ينبغي أن تكون هما ذاتيا، ومعاناة كل مرضى السرطان الذي بات كالغول يأكل حياتهن وروحهن...!

كنت أود أن يتنحى الفريق المعارض ليقول كلمته في نصرة حق مريضات السرطان ومعاناتهن الاستثنائية ويعترف أن المؤسسات النسوية كان لها دورا ليس بالضرورة أن يكون المثالي لتسليط الضوء على حقهن في الحياة والصحة والعلاج والتنقل والسفر والبقاء بكرامة...!! وكنت أتمنى أن يلتحم كلا الفريقان في تأييد حق النساء المريضات بالسرطان برفع صوتهن عوضا عن معاناتهن الصامتة، وخصوصية مرضهن في قطاع غزة تحديدا.!!

إن العشرات من الأوجاع كانت تستحق أن يسلط الضوء عليها في الحوار خلال المناظرة وأولها خصوصية مريضات السرطان في قطاع غزة، والضغوط النفسية التي يتعرضن لها اجتماعيا وثقافيا واعلاميا وصحيا، لقد خلق الاحتلال الإسرائيلي مزيدا من المعوقات والآلام في وجه النساء، إضافة إلى الابتزاز الذي قد يتعرضن له على حاجز ايرز في سبيل تلقي علاجهن في الخارج، وناهيك عن الحرمان من السفر بمنع اصدار التصاريح اللازمة لهن وفقا لمراحل علاجهن، ووضعهن في ضغوط نفسية هائلة، وبالأساس العلاج لأغلب الحالات لا يتوفر في قطاع غزة ما يعني موتا بطيئا، وهدرا للكثير من الجهد والمال والوقت لهن ولعائلاتهن..!

وفي تعقيد الحالة الغزية لمريضات السرطان فإن انعكاس المرض على الوضع النفسي والاجتماعي للعائلة وتعقيد العلاقات الزوجية وخلق بيئة مهيأة للغدر تجد أن الكثير من الحالات قد تعرضن لهجر أزواجهن بعد اصابتهن بالمرض، فالداعم والمناصر والحامي وهو الزوج تجده أول من يتركها ويهجرها بسبب مرضها...!! وبعض الحالات تعرضت فورا للطلاق بعد العلم بإصابتهن بالمرض؟!! لقد كشف بحثا لمؤسسة العون والأمل عن تعرض 75% من المريضات في قطاع غزة للهجر من أزواجهن بعد اكتشاف المرض، و7 حالات تعرضن للطلاق فورا...!! إذن ما هي الرسالة التي يود المجتمع أن يعطيها للنساء مريضات السرطان؟؟!! وهل هذا هو الدعم المتوقع؟ لماذا ينبغي أن تكون النساء وحيدات في المرض بينما هن من يعيل الجميع في الأسرة في العافية والمرض...!

إن الضغوط النفسية التي تعيشها النساء أثر هذا الجفاء المجتمعي، أو الهجران الزوجي يزيد من تدهور حالتهن الصحية والنفسية ويؤثر في علاجهن إن كان متاحا...!!

لسنا بصدد كيل الاتهامات أو التجريم بحق جهات دون أخرى، إنها صرخة أمل تلك التي يحاول كل من ذاق الألم والوجع أن ينبه الجميع إليه، إننا بحاجة ماسة لتضافر كافة الجهود من كل الأطراف لرفع صوت النساء مريضات السرطان عاليا ولسنا بحاجة لانتظار يوم عالمي لمكافحة السرطان، أو انتظار الثامن من آذار أو الحملة العالمية لمناهضة العنف لكي نقول كلمة النساء، إنما هذا واجب اعلامي وانساني ونسوي قبلا للتأكيد على حق النساء في العلاج والتنقل والسفر.

 إن النساء لسن أرقاما ولسن قصصا إنهن أصل الحياة وتستحق كل امرأة أن يسمع صوتها، وكل الجهود التي تمت سابقا من جهات ومؤسسات ومبادرات شعبية أيضا إنما هي جهود ثمينة وتستحق الثناء، لكنها أيضا بحاجة للمزيد من الدراسات والأبحاث والمؤتمرات وحملات التضامن الالكترونية واستثمار كافة وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز المعرفة بالنساء مريضات السرطان وللتوعية بالمرض وبأهمية الفحص المبكر، وضرورة المطالبة الدائمة بضرورة وجود برنامج وطني لمكافحة مرض السرطان فهي ليست مهمة النسويات وحدهن، بل على الكل أن يتشارك مؤسسات وقطاعات حكومية وأهلية وإعلامية وشعبية لدعم حقوق النساء.

ومن هذا المنطلق يمكن أن يكون للإعلام دورا أكثر عمقا وبعدا في طرح القضية كحق أصيل للنساء، وتقديم صورة مغايرة لكل ما هو تقليدي ولكل من يقف في وجه هؤلاء النساء ويعيق دعمهن، فالإعلام هو شريك حقيقي للتوعية والتثقيف فيما يتعلق بمرض السرطان، وتجنيد كافة وسائل الاعلام الاجتماعي واستثمارها كأدوات فاعلة وناجعة للوصول لكل بيت ولكل أسرة وتقديم القدر المتاح من التوعية والدعم وهنا يأتي الاختلاف في الابتعاد عن نمطية التشخيص فقط والتمترس خلفه بقدر ما من الممكن أن يكون دورا تحريضيا توعويا قادرا على خلق خطاب اعلامي هادف يحقق الهدف الأسمى بالتأكيد على حق مرضى السرطان بالعلاج والسفر والحياة.


اخبار ذات صلة