شمس نيوز/ عبدالله مغاري
بلهجة حادة وبمصطلحات لم تُستخدم من قبله منذ سنوات، ألقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كلمة له في مستهل اجتماع "للقيادة الفلسطينية"، عُقد مساء أمس في رام الله، اتهم فيها حركة حماس بالوقوف وراء تفجير موكب الحمد الله، وأعلن عن قراره باتخاذ اجراءات جديدة ضد الحركة.
وقال عباس: بصفتي رئيس للشعب الفلسطيني، وتحملت ما تحملت في طريق المصالحة مع حماس، قررت اتخاذ الإجراءات الوطنية والمالية والقانونية، من أجل المحافظة على المشروع الوطني والمصلحة الوطنية العليا ونؤكد حرصنا على مصالح شعبنا، وواثق أن أبناء شعبنا في غزة سيتفهمونها".
وأكد أن استهداف رئيس الوزراء رامي الحمد الله ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج لن يمر، وأن "حماس" هي من تقف وراء هذا الحادث، مضيفًا " الإسلام بريء من حركة حماس وقادتها".
خطاب "توتيري"
حماس وفي ردها على خطاب رئيس السلطة، وصفت الخطاب بـ"التوتيري"، معتبرًة أنه "ليس استهدافًا لحركة حماس وإنما محاولة لتقويض فرص النهوض بالمشروع الوطني وتحقيق الوحدة وتعزيز فصل الضفة عن غزة والذي يمهد لتنفيذ مخطط الفوضى الذي يمكن من خلاله تمرير صفقة القرن ومخططات ترمب ومشاريع الاحتلال الصهيوني".
وعبرت الحركة في بيان لها، عن دهشتها وتفاجئها من الخطاب الذي قالت عنه بأنه "يحرق الجسور، ويعزز للانقسام، ويضرب وحدة شعبنا وعوامل صموده، ويخلق مناخات تساهم في دعم مشروع ترامب التصفوي لقضيتنا الوطنية"، مستنكرًة ما ورد من تصريحات أبو مازن "غير المسؤولة والذي يعمد ومنذ فترة إلى محاولة تركيع أهلنا في غزة وضرب مقومات صمودها في لحظة تاريخية صعبة وخطيرة"، حد قولها.
من جهته، قال القيادي في حركة حماس يحيى موسى في تصريح لـ "شمس نيوز"، إن "المتابع لسلوك رئيس السلطة محمود عباس تجاه أبناء شعبه الفلسطيني يكتشف أنه يمثل جرثومة تنخر الجسد الوطني الفلسطيني، مضيفًا أنه لا يمكن وصف أبو مازن بـ"صديق الشعب".
واعتبر أن أبو مازن أداة من أدوات حصار الشعب الفلسطيني ونسف آماله وتطلعاته، مشيرًا إلى أن الذي يجري يحتاج إلى موقف وطني بحيث أن ترفع الحركة الوطنية الفلسطينية مجتمعة الكرت الأحمر وتقول لأبو مازن " كش"، حد قوله.
تعمق المآسي
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية والمشارك في حوارات المصالحة طلال ظريفة، رأى أن خطاب أبو مازن الأخير لا يخدم بأي شكل من الأشكال الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وقال أبو ظريفة لـ "شمس نيوز": إن الاجراءات المنوي اتخاذها بحق قطاع غزة ستعمق المآسي التي يعيشها أبناء شعبنا، كما أنها ستضعف مقومات الصمود في اطار مجابهة ممارسات الاحتلال وصفقة القرن.
ودعا أبو ظريفة إلى، ضرورة التوقف عن هذه الإجراءات ورفع كل الإجراءات المتعلقة بقطاع غزة، بالإضافة لدعوة الاطار القيادي لحوار يُبحث فيه كل الاشكاليات المستعصية، ويتم تنفيذ اتفاقيات المصالحة، مشيرًا إلى جهود تبذل من أجل أوسع حراك ضاغط لوقف هذه الاجراءات التي تضر العلاقات الداخلية الفلسطينية.
وأضاف: "الضغط سيؤدي إلى تعجيل الانفجار الذي سينكوي الجميع ".
غرفة الانعاش
الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، يرى أن المصالحة الفلسطينية تعرضت لهزة كبيرة أدخلتها في غرفة الانعاش، مشيرًا إلى أن خطاب رئيس السلطة محمود عباس لا يحمل أي قدر من التفاؤل.
وقال عطا الله لـ "شمس نيوز"، إن الوضع الداخلي الآن صعب ونحن لا نسير بالاتجاه الصحيح، كأننا دخلنا في مرحلة صدام جديدة، خطاب أبو مازن كأننا عدنا إلى نقطة الصفر، هذا الخطاب يشبه خطاب الرئيس باليوم الذي حدث فيه الانقلاب".
وأضاف: "عدنا إلى نقطة الصفر وكأن الوساطات والمحاولات السابقة لم تكن"، متوقعًا أن نشهد تجميد للمصالحة الفلسطينية بالإضافة لمزيد من الإجراءات والتي يتضرر منها المواطن في قطاع غزة.
وعما بجعبة حماس في هذه المرحلة خاصة بعد خطاب عباس، قال عطا الله إن حماس ليس لديها ما تفعله، وأنها سترفض الإجراءات والاتهامات هي والفصائل دون امتلاك شيئًا يفعلوه، لافتـًا إلى أن المطلوب تهدئة الأمور ودور مصري أكثر فعالية وبنشاط أكبر لاحتواء الموقف.