شمس نيوز/ خاص
"ماما.. أحبك" في يوم الأم نركض إلى أحضان أمهاتنا لننهل المزيد من الحبّ والعطاء الذي ينتظرنا إثر عناقٍ يجدد روحنا وينعش الأمل في حياتنا، كما يعيد الحياة لقلوب الأمهات اللاتي انغمسن في تقبيل أحلامنا دون الانتباه إلى احتياجاتهنّ، لكنّ أمًا خلف الأسر تنظر في الصباح من مربعٍ صغير إلى الشمس علّها تذهب إلى أبنائها لإخبارهم بقبلةٍ ما أرسلت عبرها.
وربما هذا الصباح، استيقظت الأسيرة الفلسطينية ناريمان التميمي، والدة الطفلة الأسيرة عهد، وهي تنظر للوقت ليأتي لها بخبرٍ عن محاكمة طفلتها، فقد أعلنت محكمة "عوفر" عن محاكمة الطفلة عهد في "جلسة مغلقة" اليوم الأربعاء، بعد اعتقالها فجر يوم الثلاثاء 19/12/2017 من بيتها.
وفي اليوم ذاته، اعتقلت شرطة الاحتلال ناريمان من قرية النبي صالح، بحجة التصدي لجنود الاحتلال، لكنّ محاميتها تؤكد أنها توجهت إلى الشرطة للاستفسار عن مكان ابنتها، وعندها تم اعتقالها واقتيادها للتحقيق معها.
وتقبع عهد ووالدتها في سجون الاحتلال، بعد اختطافهما من أحضان منزلهن لتتكئا بخديّ الأسى على جدار الزنازين، لتعيش الأم حالة من الحزن بعيدًا عن فرح الأمهات، إثر انتظارها محاكمة طفلتها على يدّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، عوضًا عن احتفال الأطفال وعناق أمهاتهم وتقديم الورود إليهنّ في هذا اليوم.
21 آذار 2018، هل يستطيع أن يقدم هذا اليوم للأم الأسيرة فرحًا يخفف من مأساتها الكبيرة في ترك أطفالها خلف الجدار، واختطاف ابنتها من أحضانها إلى الأحكام التي لم تكبر إليها بعد، كما أن القوانين الدولية تجرّم اعتقالها؟
فكيف تستطيع 21 أمًا فلسطينية تقبع في سجن "هشارون" و"الدامون" لدى الاحتلال الإسرائيلي من عناق 87 طفلًا ينظرون إلى الورود في الخارج دون الوصول إلى طريقة تؤكد لهم وصولها إلى أمهاتهم في العزل والتعذيب والتكبيل والحرمان اللاتي يحصلن عليه؟
في المقابل، كيف ينظر 350 طفلًا في سجون الاحتلال إلى أمهاتهم دون عناق في هذا اليوم؟، في حين تستمر "إسرائيل" بالإجرام بحق الأسرى تقف القوانين الدولية متفرجة على انتهاكها دون محاكمة.