شمس نيوز/ خاص
غادر وفد قيادي من حركة "حماس"، الأربعاء الماضي، قطاع غزة متجهًا إلى العاصمة المصرية القاهرة، للتباحث مع السلطات المصرية في الخطوات "العقابية" التي ينوي رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فرضها على قطاع غزة، كما توعد بذلك في خطاب أول من أمس، وفقًا لصحيفة "الأخبار" اللبنانية.
ونقلت "الأخبار" عن مصادر لم تسمها، بأن خطة البديلة لا تزال قائمة، وأن المصريين باتوا يدفعون "حماس" إلى التقارب أكثر مع القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان، الذي سيلتقي وفد الحركة في القاهرة خلال الأيام المقبلة، وذلك "لتجاوز الضغوط التي يحاول عباس فرضها على القطاع عبر مصر".
وتتلخص الرؤية المصرية، بحسب المصادر، حاليًا بأن "عباس يحاول استخدام ورقة الضغط على غزة ودفعها إلى الانفجار في وجه إسرائيل كورقة للضغط على الإدارة الأميركية وإسرائيل كي لا يُتجاوَز في أيِّ تفاهمات لحل القضية الفلسطينية وفق تصورات واشنطن".
وأكد المصريون أيضاً لـ "حماس" أن القاهرة وتل أيبب "لن تسمحا لعباس بمزيد من الضغط على غزة ودفعها إلى الحرب، وذلك استناداً إلى نقاشات بين مسؤولين في المخابرات المصرية ومسؤولين إسرائيليين" جرت أخيراً.
السؤال الذي يطرح نفسه.. ما هي سيناريوهات "حماس" المقبلة؟
المحلل السياسي ثابت العمور، يرى أن خيار "الاستدارة" للنائب محمد دحلان وراد جدًا، وأن هذا السيناريو بدأت خطواته فعليًا، بدعم مصري أوروبي محدداته تسهيلات وانفراجة مشروطة بغزة، محذرًا بالوقت ذاته من تبعات السيناريو "الكارثية" على المدى البعيد.
وافقه بذلك، الكاتب طلال عوكل، مؤكدًا محدودية وصعوبة الخيارات المطروحة أمام حماس، وإمكانية لجوء الحركة من جديد لتقوية علاقتها دحلان، وتوسيع دائرة العلاقات مع أطراف فلسطينية للتفكير بإدارة أوسع لقطاع غزة (فكرة مطروحة سابقاً)، ولكن هذا الخيار مرهون بالموقف المصري"، وفق قوله.
لكن المحلل السياسي، المقرب من حركة "حماس"، حسام الدجني، ذهب إلى مسار آخر في توقعاته فيما يتعلق بسيناريوهات المرحلة القادمة، وقال إن هذه العقوبات قد تدفع غزة لخيارات صعبة، كالانفجار الشعبي على الحدود، ويضيف أيضا: "قد تشكل حماس حكومة إنقاذ وطني، تسحب شرعية حكومة التوافق، أو قد تتبع أسلوب الصمت والانتظار لمرحلة عباس، عبر سياسة كسب الوقت".
بينما استبعد، المحلل عوكل، إقدام حماس على تفجير الوضع العسكري مع الاحتلال "الإسرائيلي"، لافتاً إلى أن خيار المواجهة مع الاحتلال سيكون "انتحارا"، كما قال.
وتطرق الكاتب العمور، إلى خيار ثالث مرتبط لحدٍ ما بتوجه "حماس" إلى القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، لكنه لا يقوم عليه بشكل قوي، إنما هو يتمثل بتقدم حماس خطوة صوب قيادة النظام السياسي الفلسطيني بالكامل، يبدو هذا السيناريو صعب لكنه غير مستحيل، ومحدداته ذهاب حماس إلى واشنطن مباشرة، وفق قوله، مستشهدًا بتصريح القيادي في حماس، صلاح البردويل، مؤخرًا.
والذي قال فيه (البردويل): "مستعدون للحوار مع الإدارة الأمريكية لتحقيق أهدافنا الوطنية في التحرير، لكن حاليا ليست هنالك أي قنوات اتصال بيننا وبين واشنطن".
ويعد "السيناريو" من أدوات الاستشراف السياسي بعضها ممكن وبعضها مستبعد والانتقال من كون السيناريو ممكن أو مستبعد يتوقف على البيئة التي يتشكل فيها، والبيئة الفلسطينية والاقليمية والدولية مفتوحة على كل الاحتمالات لكنها لن تبقى طويلا في المربع الحالي.