شمس نيوز/ صابرين عزيز
رويدًا رويدًا تتحول غزّة إلى كابوسٍ تشارك المرض في التصاق الجسد بالحديد أكثر لتذوب مع الصهريج، وكلما دقّوا الجدار الأبكم زاد البؤس، ثم يتكسر الدم أكثر في شرايين المبعد (طارق عز الدين) نتيجة لوكيميا حادة لا تعرف الأجهزة في قطاع غزّة تحديدها لفقرها كفقر حاضنتها.
جاء الأمل لكل المرضى في غزّة، كأنّ معبر رفح البري بالنسبة للمريض الغزّي شعاع نور، رغم ما فيه من قهر، وبذلك خرج عز الدين قاصدًا النجاة إلى السلطات المصرية على المعبر، يوم أول من أمس الجمعة، بعد إعلان فتح معبر رفح ليومين.
وبعد انتظار 13 ساعة، عاد طارق من الجانب المصري، بحجة عدم التنسيق، على أمل الخروج في اليوم التالي، أي السبت، حيث يروي صديق عز الدين، رامز الحلبي لـ "شمس نيوز"، "رفضنا التحرك إلى أن يبلغنا المصريون بالسماح، وفعلًا؛ أبلغونا أن الأمور تمت، واتجهنا إلى الصالة المصرية، حتى الساعة الواحدة من فجر اليوم الأحد، تفاجأنا بالإرجاع، وانهاء الأمر بالشكل المهين والمذل وغير الإنساني والحضاري".
يعاني الأسير المحرر والمبعد طارق عز الدين من "لوكيميا حادة"، وكما هو معلوم لدى الجميع، الأجهزة الموجودة في غزّة لا تحدد طبيعة المرض الموجود في الخلايا وبالتالي لا يتم صرف العلاج؛ هذا إن وجد أيضًا، فوضعه الصحي ما بين الخطر والخطر الشديد جدًا، حيث تكسر في الدم ووضع وحدات دم بشكل دوري، وفقًا لصديقه رامز.
وحمل الحلبي الجانب المصري مسؤولية حياة طارق عزّ الدين، قائلًا:" إسرائيل لم تستطع اغتيال طارق عز الدين في الضفة، ولم تستطع قهره بالسجن مدى الحياة قبل الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار وإبعاده لغزة، واغتيال طارق وموته يأتي نتيجة هذا العمل غير الإنساني من الجانب المصري".
وفي وقفة تضامنية نظمها أصدقاء عز الدين في جنين، وقفت الدته تقول "بدي اشوف ابني، افتحوله المعبر يتعالج"، فيما قال الأسير المحرر عصمت منصور، صديق طارق "إن لم يتم نقل طارق للعلاج خارج غزة، فسنفقده في أي لحظة".
أمّا في حديثٍ قبل عدّة أيام، لإذاعة صوت "الأسرى" حيث يعمل طارق عز الدين مديرًا، قال جعفر عز الدين، شقيق المبعد، "لا نريد أن نصعق مرة ثانية أو تحدث انتكاسة، "نتخوف من عدم خروجه اليوم"، مطالبًا بمحاولة إخراجه بالوسائل الممكنة كافة.
كما ناشد مدير مركز الأسرى للدراسات الدكتور رأفت حمدونة، أمس السبت، المصريين والجهات ذات العلاقة والتنسيق بأهمية العمل على استغلال 60 دقيقة الباقية، فيما تبقى من اليوم في ظل فتح معبر رفح، لتسهيل سفر وعلاج المبعد عز الدين.
وقال د. حمدونة أن حياة المحرر عز الدين مهددة بالخطر، كونه ممنوع من تلقى العلاج في الداخل المحتل ومستشفيات الضفة الغربية، ولعدم وجود علاج مناسب له في قطاع غزة لقلة الإمكانيات.
وكانت السلطات المصرية رفضت دخول المحرر عز الدين منذ ما يزيد عن شهر، رغم حصوله على تأشيرة السفر اللازمة، حيث يرقد في مستشفيات القطاع إلى أراضيها.
وأبعد طارق عز الدين من جنين إلى قطاع غزّة بعد خروج من سجون الاحتلال الإسرائيلي، بموجب صفقة "وفاء الأحرار" لعام 2011، حيث اعتقله جيش الاحتلال في 2002 إثر معركة جنين البطولية التي قادها الشهيد "محمود طوالبة" أدت إلى إصابة 70 إسرائيليًا.