شمس نيوز/ فلسطين المحتلة
تذرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحادثة تسلل ثلاثة شبان فلسطينيين، صباح اليوم الثلاثاء، من غزة إلى مجمع "أشكول" الاستيطاني المحيط بالقطاع- كما زعم الاحتلال- من أجل إرسال تعزيزات عسكرية على حدود غزة قبيل "مسيرة العودة" المقررة إنطلاقها نهاية الشهر الجاري.
ففي أعقاب ما زعم الاحتلال اعتقاله لثلاثة شبان، تسللوا عبر السياج الحدودي شرق قطاع غزة، أعلن الجيش حالة استنفار كبيرة وأغلق على إثرها مناطق مستوطنات غلاف غزة خشية من وقوع عمليات تسلل أخرى، بعد تمكن شبان صباحًا من السير لمسافات طويلة داخل الأراضي المحتلة، رغم الوجود العسكري على الحدود، وفق بيان للجيش.
وكانت قد قالت وسائل إعلام عبرية، إن الشبان الثلاثة كانوا يتجهون لقاعدة "تسئيليم" العسكرية أكبر القواعد في "إسرائيل"، مشيرةً إلى أن الشبان قطعوا مسافة 20 كيلو متر داخل المستوطنات في ظل التعزيزات العسكرية.
وادعت، بأن الجيش عثر بحوزتهم على قنابل وسكاكين. فيما طالب رئيس المجلس الإقليمي "أشكول"، الجيش بفتح تحقيق في حادثة التسلل، التي عدّها "غير مسبوقة".
وحسب موقع "والا" العبري، فإن الجيش يحقق فيما إذا ساعد الشبان الفلسطينيين الثلاثة الذين تسللوا من غزة أحد العمال أو سائقي المركبات "الإسرائيليين".
وقال جيش الاحتلال، إنه ينظر ببالغ الخطورة لتسلل ثلاثة شبان فلسطينيين من قطاع غزة ووصولهم إلى قاعدة عسكرية في النقب، مشيرًا إلى أن التحقيق مع الثلاثة لا يزال مستمرًا وأنهم من نفس العائلة من رفح.
من جانبها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية" معقبةً على مزاعم الاحتلال: "من أجل عبور السياج الحدودي من قطاع غزة وتنفيذ هجوم قاتل لم يعد هناك حاجة لتسلل عبر الأنفاق واستثمار ملايين الشواكل في حفرها".
ونقل موقع "مفزاك لايف" العبري، عن الجنرال احتياط "إيال بن رؤوفين" قوله: "إن حادث تسلل الشبان الفلسطينيين صباح اليوم خطير للغاية ولا يمكن وصفه إلا بالفشل للجيش الإسرائيلي، وإن اختراق الحدود والوصول لهذه المسافة الكبيرة أمر غير مقبول في ظل التوتر الحالي".
عدة أصوات تعالت داخل "إسرائيل"، معتبرةً الحدث بالفشل للجيش، فقرر الأخير إرسال تعزيزات، والبدء بتنفيذ إجراءات عسكرية على طول السياج الفاصل شرق غزة، خشية حدوث عمليات تسلل أخرى، التي يتوقع أن تحدث خلال "مسيرة العودة" التي ستنطلق خلال أيام.
وتبدأ فعاليات مسيرة العودة الكبرى في يوم الأرض الذي يصادف 30 آذار، حتى الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية، التي تتزامن مع نقل السفارة الأمريكية لدى "إسرائيل" إلى مدينة القدس المحتلة في أيار.
وقالت الهيئة الوطنية لـ"مسيرة العودة" وكسر حصار غزة، إن "مسيرة العودة- المزمع انطلاقها في ذكرى يوم الأرض بـ30 مارس المقبل- أسلوب نضالي مستدام ومتراكم، وليست فعاليةً موسميةً أو حدثًا ليوم واحد فقط"، مشيرة إلى أنها ستستمر حتى تحقيق العودة الفعلية للاجئين الفلسطينيين.
وأوضحت الهيئة، أن رؤية "مسيرة العودة" تقوم على ثلاث مراحل هي:
أولاً: نقل وتعزيز الفعاليات الشعبية المتدحرجة لكسر الهالة الأمنية "الإسرائيلية" التي حاول العدو أن يفرضها على أبناء شعبنا الفلسطيني ومنعه من الاقتراب من خط الهدنة.
ثانيًا: التخييم شرق غزة على مقربة من خط الهدنة عام 48 لفترة زمنية -لإرسال رسالة الشعب للمجتمع الدولي وللمحاصرين للقطاع.
ثالثًا: الإعداد لمسيرة مليونية من غزة والضفة الغربية والشتات بشكل متزامن يتم الاتفاق على موعدها ويحضر لها بشكل محكم لضمان تحقيق الأهداف. وهو ما يعني أنه ليس من ضمن أجندة فعالية "مسيرة العودة" تنفيذ عمليات تسلل.
هذا، وطور الاحتلال الإسرائيلي طائرة "قاذفة لقنابل الغاز" لقمع مسيرة العودة الكبرى، المتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين عند الشريط الحدودي لقطاع غزة المحاصر.
ونقلت القناة العبرية الثانية، عن وحدة "حرس الحدود" التابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، "تطوير طائرة مسيرة مجهزة بـ6 قنابل مسيلة للدموع، وذلك لقمع المظاهرات السلمية التي دعت إليها الفصائل الفلسطينية ومبادرات شبابية ومجتمعية فلسطينية مختلفة"، فيما تصر أجهزة الاحتلال الأمنية إلى نسبها لحركة حماس.
وتعمل وحدة "حرس الحدود"، حسب القناة، على زيادة القدرة الاستيعابية للطائرة لتحمل بذلك 12 أو 16 قنبلة غاز مسيلة للدموع، والتي عادة ما تعرض حياة الفلسطينيين للخطر إثر الإصابة بالاختناق من استنشاق الغاز المسيل للدموع.
إلى ذلك، هدد الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الثلاثاء، من "مسيرة العودة"، قائلًا:" لن نسمح اجتياز جماهيري للجدار الأمني مع قطاع غزة يوم الجمعة القادم، ولا تجربوا ردنا".
وقال أدرعي في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنّ "اسرائيل تأتي إلى هذه الأحداث من منطلق القوة"، مضيفًا "نقترح عدم تجربة ردنا، نحن نتعامل مع تحديات قطاع غزة بجدية، وسنفعل كل شيء لحماية أمن مواطني "إسرائيل". وسنقوم بالاستعدادات اللازمة وبتعزيز القوات المتنوعة.
