قائمة الموقع

خبر ساعات على إنطلاق مسيرة العودة.. السيناريوهات المتوقعة

2018-03-30T06:06:32+03:00

شمس نيوز/ توفيق المصري

بعيدًا عن ما تروج له "إسرائيل" تجاه مسيرة العودة الكبرى المزمع إنطلاقها ظهر اليوم الجمعة، بأن الحشود ستنفذ اقتحامات جماعية للأراضي المحتلة بغية العودة إلى أراضيهم التي هجروا منها-أو أجدادهم- قسرًا في العام 1948، لتخلق الذرائع أمام عدوانها على التحرك الشعبي الذي سيرفع علم فلسطين فقط دون أي راية فصائلية، فإن تنسيقية الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار عن قطاع غزة، تُفند كل إدعاءات الاحتلال ومخططاته لإفشال الفعالية.

ويقول المتحدث الإعلامي لمسيرة العودة أحمد أبو رتيمة، "إن الاعتصام بعيد عن السلك العازل حوالي 700 متر، وبالإضافة إلى ذلك، وضعنا في المبادئ أن هذا كفاح بطريقة جديدة وليس كفاحًا بالحجارة أو السلاح، وإنما هو بالصورة والكاميرا والكلمة وبقوة الحشد السلمي ضمن الأنشطة الإعلامية والجماهيرية، ونحن نؤكد على جماهيرنا ونراهن على وعيهم باتجاه المحافظة على الطابع العام وطبيعة الاعتصام والمسيرة".

وعملت الهيئة على تجهيز 5 ميادين اعتصام في مناطق قريبة من السلك العازل، منها شرق رفح جنوبًا وشرق كلاً من خزاعة والبريج وغزة ومحافظة شمال القطاع، وتتعلق تجهيزاتهم بتوفير الخيام والمياه وتوفير ملاعب كرة قدم وتوفير بيئة مناسبة لممارسة أنشطة إجتماعية وإعلامية في أماكن الاعتصام.

وتأتي تجهيزاتهم تلك في أماكن الاعتصام، من أجل تعزيز ثقافة العودة في نفوس الشعب الفلسطيني ولإيصال رسالة قوية للعالم، ولمحاصرة الاحتلال بأدوات جديدة "أدوات القوة الناعمة"، بحسب أبو تيمة.

ويتابع معلقًا على ما يدعيه الاحتلال: "إنه يروج لدعاية تخويفية كاذبة لا تستند إلى أسس صحيحة، ونحن اعتصام سلمي ونؤكد أننا اعتصام سلمي. الاحتلال يحاول شن حرب نفسية دعائية عبر أجواء التخويف والإرهاب".

ويضيف، أنه "ورغم أن العودة حقنا، لكن لا يوجد في هذه المرحلة ولا اليوم قرار بشأن اجتياز السلك العازل والعودة إلى ديارنا، وإن كنا نؤكد أن هدفنا الاستراتيجي هو العودة الفعلية"، داعيًا الجماهير إلى المحافظة على الطابع العام والسلمي المسيرة.

** "سيادة بدون دماء لا تقوم" !

وبحسب المتابعة، فإن "إسرائيل" لا تنفك محاولاتها للانقضاض على المسيرة حتى قبل البدء بها، بخطط واستراتيجيات، تثبت مدى إصراراها على جرها لمربع العنف، حيث يوضح الدكتور عمر جعارة، المختص بالشأن العبري، أن "إسرائيل" تقول كل شخص سيقترب من الجدار سيعرض نفسه للخطر.

ويقول جعارة لـ"شمس نيوز"، إن "إسرائيل نشرت خلال هذه الأيام، مدرعات على طول الحدود مع قطاع غزة، بتقدير كل عشرة أمتار مدرعة، كما نشرت قناصة بأعداد كبيرة على طول الحدود مع القطاع".

ويضيف، أن "نشر القناصة تعني أن القناص لا يطلق طلقته إلا بهدف قتله، وهي ستحذر الفلسطينيين من الاقتراب من الجدار، ويُقال في الجانب الإسرائيلي على أن يكون هناك (حيتس)، أي منطقة عازلة ويمنع الاقتراب منها، بحدود 200 متر من الجدار داخل أراضي قطاع غزة".

ويشير إلى، أن "إسرائيل" تعتبر الأولوية كل الأولوية لسيادتها، ثم عدم إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الجماهير الفلسطينية أو العمل على التقليل منها- وفق الموقف الرسمي الإسرائيلي-، لافتًا إلى ربط السيادة "الإسرائيلية" بالتقليل من الخسائر في الجانب الفلسطيني، "وسيادتهم كما المعهود لا تكون بدون دماء فلسطينية".

ويوضح جعارة، أن "إسرائيل" باتت منزعجة جدًا من المسيرات التي ستكون ألفية أو مليونية أو ربع مليون- بحسب تقديراتها-، كما أنها تخشى حدوثها في الضفة أو القطاع، ومنزعجة جدًا من الإلتفاف الجماهيري وبأعداد كبيرة حول هدف سياسي، معتبرًا أن "إسرائيل" لن تستطيع خلق أي مبرر أمام الأعداد الكبيرة المطالبة بحقها في العودة.

من جانبه، يرى المحلل السياسي حسن عبدو، بأن "إسرائيل" قلقة لأنها تعتبر نفسها أنجزت الكثير من أجل أن تُنسي الفلسطينيين حقهم في العودة، منوهًا إلى أن "عودة المشهد بهذا الزخم، لإيصال رسالة للمجتمع الدولي، بأنه إذا كان يريد أن يتجاوز حق الشعب الفلسطيني، فإن للشعب الفلسطيني بيده وسائل أخرى للعودة".

ويلفت جعارة إلى، أن "إسرائيل" تحاول منع هذه المسيرة وأن ذلك يعني أنها تخشاها، موضحًا أنها قامت بالاتصال في شركات الباصات التي ستنقل الفلسطينيين من قلب غزة إلى الحدود، ووجهت لهم إنذارات وتهديدات، منها سحب الرخص حين القدوم إلى معبر (بيت حانون/ إيرز) بشمال قطاع غزة، إضافة إلى إلقاء المناشير ثم نشراتها باللغة العربية، وقيام ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحذير أهالي قطاع غزة باللغة العربية، من الاقتراب من الجدار.

** قد يلجأ لقمعها

وبالعودة للمحلل السياسي حسن عبدو، فيرى أيضًا أن الاحتلال قد يلجأ إلى قمع المسيرة، مستشهدًا بما ذكرته وسائل إعلامه، بأنه جهز طائرات لإلقاء غاز مسيل للدموع على المشاركين بالمسيرة، وذهب إلى وضع عدد كبيرة من الجنود والقناصة على طول السياج الفاصل شرق غزة.

ويقول عبدو لـ"شمس نيوز"، "إن التهديدات الإسرائيلية تريد أن تثني قطاعات الشعب الفلسطيني عن المشاركة بالمسيرة، وهي تريد أن يقال إنها بالنهاية انتصرت ولم يصل أي من المشاركين بالمسيرة إلى عمق فلسطين المحتلة".

** الفلسطينيون يدركون اللعبة

ويلحظ الكاتب والمحلل السياسي، محسن أبو رمضان، محاولات ومخططات "إسرائيل" الواضحة منذ الإعلان عن بداية التحضيرات لهذا اليوم وإنطلاق مسيرة العودة، لإفشالها.

ويقول أبو رمضان لمراسل لـ"شمس نيوز"، "إن التحركات الإسرائيلية تشير بأن هناك أعمال عنيفة، وهي تُعلن كل يوم أنها اكتشفت متفجرات على الحدود مع قطاع غزة، وأبطلت مفعولها، وتحاول أن تضخم من موضوع المتسللين بصورة كبيرة، بأن ذلك يمثل ثغرة على أمنها، مع ربط ذلك بحرق وحدات هندسية كانت مجهزة للحفر عن الأنفاق التي تعتبرها خطرًا إستراتيجيًا".

ويضيف، أن "إسرائيل" تُحيط بمحاولاتها المجتمع الدولي، بأنه ربما يحدث شكل من أشكال الاقتراب من الحدود أو المس بالحدود التي يعترف بها المجتمع الدولي، لافتًا إلى أن محاولاتها من ذلك لتهيئة المناخ الدولي لأية خطوات عنيفة ربما تقدم عليها.

ويشير أبو رمضان إلى، أن إبقاء المسيرة بطابعها السلمي والشعبي، لن يوجد أي مبرر لـ"إسرائيل" للقيام بأية خطوات، مضيفًا "وهي تعتبر أن هناك حدود معينة على مساحة 300 متر محظورة، وبالتالي الاقتراب منها حسب ما هي أعلنت في العديد من وسائلها الإعلامية والأوساط الرسمية والدولية، ربما تقدم على محاولات إطلاق النار وغيرها من الوسائل، بمعنى أن السيناريوهات مفتوحة على جميع الاحتمالات".

ويرى أبو رمضان، أن الفلسطينيين يدركون بأن "إسرائيل" تريد أن تجر هذا الطابع الشعبي والسلمي إلى الطابع العنيف حتى تسوق لنفسها الاجهاز على هذه المسيرة وارتكاب وخلق ذريعة في صفوف الفلسطينيين، عادًا الإدراك لدى الفلسطينيين بأنه سيمنع "إسرائيل" من الاستفادة بالمبررات المخطط لها.

اخبار ذات صلة