قائمة الموقع

خبر حين تدفن غزة كل الرهانات

2018-04-01T06:45:28+03:00

بقلم: جمال العلوي

حين يرتقي الشهداء إلى العلياء تتغير كل المعادلات، في ذكرى يوم الأرض أعادت غزة البوصلة من جديد، وأعاد الشعب الفلسطيني الزخم لإرادة الحياة وقدم قرابين الدم التي دفنت كل مطامع ترمب و»النتن ياهو».

حين يرحل الشهيد الفنان محمد أبو عمر الذي صاغ عبارة «أنا راجع» على شاطئ غزة صبيحة يوم الذكرى دفن مع عبارته كل الأحاديث عن صفقة العصر أو صفقة ترمب.

لم يعد مسموحًا العبث بالدم الفلسطيني، ولم يعد مسموحًا العبث بالخرائط الفلسطينية، هذا هو المجد الذي سطره أهل غزة وهم يعلنون ساعة الغضب في مسيرة العودة ويتدفقون نحو السياج بأرقام ربما تصل الى ما يزيد عن 150 ألف مواطن هاجسهم العودة، هبوا من حملوا معهم مفاتيح البيوت ومن حملوا معهم الذكريات ومن حمل معه رائحة البيت العتيق ليقول الشعب كلمته إن الحديث عن حق العودة ما زال قائمًا والحديث عن القدس لا مجال للعبث فيه.

وكما قدمت فلسطين قوافل الشهداء دومًا وقوافل الجرحى ستبقى تقدم المزيد لتدافع وحدها عن مكونات الدولة وحلم العودة وعن بقاء القدس عاصمة ابدية للدولة الفلسطينية كل الذين راهنوا على خيارات الحسم وخيارات البحث عن بدائل وفرض واقع جديد جاءت لحظة الغضب الفلسطيني لتجسد للجميع ان طريق الشهداء معبد بالدماء وكما كانت ذكرى يوم الأرض ذكرى خالدة جاءت هذه الجمعة لتجسد لغة التاريخ والجغرافيا رغم أنف المحتل.

لم يرهب أبناء فلسطين كل الرصاص الحي الذي انتصب خلف السياج وفشلت كل الرهانات على تجويع غزة وتركيعها واثبت الشعب انه شعب الجبارين الذي يصمد في كل الظروف والمنعطفات.

سيبقى هذا الشعب قادرًا على الحياة وقادرا على تقديم قوافل الكبرياء التي تسقط كل الرهانات الخاسرة.

وأثبتت مسيرة العودة الكبرى التي هي مشروع سلمي وقانوني يستند إلى الشرعية الدولية ومبادئ حقوق الانسان انها قادرة على تعرية المجتمع الدولي ومجلس الامن الذي لم يستطع ان يصدر بيانًا يدين فيه العربدة الصهيونية ولم يستطع أن يقدم الحماية للشعب الفلسطيني الاعزل بفعل الهيمنة الامريكية.

وأثبتت هذه المسيرة النضالية ان ما يقوم به الاحتلال الصهيوني هو جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي ولكن لأن المجتمع الدولي عاجز والارادة الدولية معطلة ستبقى ارادة الشعب الفلسطيني تصرخ في وجه المحتل الغاصب «انا راجع» ليسمع هذا الصدى ليل نهار وليعلم المحتل ان هذه الارادة لن تهزم بعهد ترمب وغيره وسيرحل كل الطغاه ويبقى الدم المقاوم، شاهدا على العصر.

صحيفة الدستور

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز"

اخبار ذات صلة