شمس نيوز/ فلسطين المحتلة
قال الكاتب والمحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أليكس فيشمان، إنه شارك فيما عدها "مظاهرات" وهي مسيرة العودة، التي انطلقت أول من أمس، مشيرًا إلى أنه رأي أن 30 ألفا من أهالي قطاع غزة، شاركوا فيها، ضمنهم نساء وأولاد.
وأضاف فيشمان، أن "حماس لم تجند جميعهم وقسم منهم متظاهرون حقيقيون، وهذا بالتأكيد إنجاز للموجة الأولى من المظاهرات"، متابعًا أن "الإنجاز الأهم بالنسبة لحماس هو رد الفعل في الحلبة الدولية وعودة الأزمة في غزة إلى الوعي (الدولي)".
وأشار إلى موجة الاستنكار الدولي، وإلى أنه جاء "قبل أن تبدأ إسرائيل بدفع ثمن في الحلبة الدولية جراء القتلى ومئات الجرحى"، مضيفًا أن "استشهاد 15 فلسطينيًا لم يتسبب بردع وبالتأكيد ليس بصدمة قومية في الجانب الفلسطيني، وبالنسبة لحماس، هذه مادة الاشتعال للجولة المقبلة".
واعتبر فيشمان، أن "القناصة (الإسرائيليين) يطلقون النار على المتظاهرين لأنه لا يوجد لدى الجيش أداة حقيقية أخرى لمنع تسلل آلاف الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل، لا توجد رافعة ردع ضد الفلسطينيين في غزة: لا يمكن سحب تراخيص عمل، كهرباء أو ماء، لأنهم يفتقرونها أصلاً".
وتابع: "هذا حدث إستراتيجي بالنسبة لإسرائيل، وهو محاولة لإحداث هبة في قطاع غزة، تمتد في مرحلة معينة إلى داخل الضفة أيضًا. وبدء المظاهرات في يوم الجمعة الأخير، الذي جرى خلاله إحياء يوم الأرض، هي محاولة لربط عرب إسرائيل بصورة الهبة: كلنا معًا، لاجئو 48 و67".
وحذر فيشمان من قمع الهبة الحالية في القطاع بالقوة المفرطة، لافتا إلى فشل محاولة "إسرائيل" في قمع الانتفاضة الأولى في بدايتها، وأن "الجيش الإسرائيلي يدرك في العام 2018 أنه إذا لم ينجح في أن يقمع وبالقوة المواجهات حول القطاع، فإنها قد تقود إلى حريق شامل، وإسرائيل ستكون المتهمة في جميع الأحوال".
وفي سياق متصل، توقع فيشمان، أن تستمر هذه المسيرات لشهور، قائلاً: إنه "في حال بدأ الجانب الآخر باستخدام السلاح، إطلاق نيران قناصة على سبيل المثال، فإنه لن يبقى بأيدي الجيش خيارًا وسيضطر إلى التصعيد من رد فعل حول الشريط الحدودي إلى المبادرة لعمل عسكري داخل أراضي القطاع".
وتتواصل لليوم الثالث على التوالي فعاليات "مسيرة العودة" التي انطلقت يوم الجمعة الماضية، بإقامة خيمام على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة.
واحتشد عشرات الآلاف الفلسطينيين، يوم الجمعة، عند عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة، وفي مناطق متفرقة من الضفة والداخل المحتل، ضمن "مسيرة العودة الكبرى"، تلبية لدعوة وجهتها الفصائل الوطنية بمناسبة ذكرى "يوم الأرض" الموافق 30 مارس/آذار من كل عام.
ويوم الجمعة شهد القطاع أحداثًا دامية انتهت باستشهاد 17 شابًا فلسطينيًا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإصابة نحو 1400 آخرين.
