قائمة الموقع

خبر سيناريوهات مسيرة العودة غدًا.. عنفًا أقل وتلميعًا أكثر

2018-04-03T17:20:54+03:00

شمس نيوز/ توفيق المصري

لم تنطفئ جذوة مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت يوم الجمعة الماضية، على الرغم من الأحداث الدامية التي انتهت باستشهاد 17 شابًا فلسطينيًا وإصابة نحو 1400 آخرين، بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستهدافه للخيام التي نصبت في خمس مناطق قريبة من السياج الفاصل بدءًا من شمال القطاع وحتى جنوبه.

وردًا على سلوك الاحتلال القمعي، وُجهت إدانات دولية وعربية واسعة إلى "إسرائيل"، على استهداف جنودها للمسيرة، وللجوئهم إلى استخدام الرصاص الحي والمتفجر تجاه شبان عزل لم يحملوا السلاح بل خرجوا للمطالبة بحقهم الشرعي الذي كفلته القوانين الدولية بالعودة إلى ديارهم التي هُجِروا منها عام 1948، وما مورس ضدهم اعتبره العالم عنفًا غير مبررًا.

فمحاولات "إسرائيل" الالتفاف على مسيرة العودة، سقطت أمام مشهد تلقي الشاب عبد الفتاح عبد النبي رصاصة في رأسه ومقتل 15 فلسطينيًا"، حيث انتشر بشكل كبير فيديو للحظة قنص الجنود للشاب الأعزل عبد الفتاح من سكان بيت لاهيا شمال قطاع غزة، خلال مشاركته بمسيرة العودة، تلك الشهادة كانت لصحيفة "هآرتس" العبرية، ووصفت "إسرائيل" بالفاشلة، تعليقًا على دعايتها التي دشنتها ضد المسيرة؛ لإحباطها.

** لن يتوقف العنف

ويرى عضو الهيئة الوطنية لمسيرة العودة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، بأن الاحتلال لن يوقف عنفه تجاه المسيرة خلال الجمعة المقبلة، معتبرًا أن العنف جزء من العقيدة والمنهجية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول أبو ظريفة لـ"شمس نيوز"، إن الاحتلال "لم يتحاسب على هذه الجرائم"، مشيرًا إلى أن الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة ستحاول ضبط المتظاهرين بما يشكل حماية لهم من سياسة البطش والقتل المتعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

ويبين، أنه سيكون هناك لجان ضبط ميداني خلال الجمعة المقبلة، لافتًا إلى أنه سيتم إعلاء السواتر الترابية أمام خيام مسيرة العودة التي تقابل الأبراج العسكرية "الإسرائيلية"، كما سيتم إزاحة بعض المواقع القريبة منها، حتى تكون بعيدة عن مرمى النيران.

وعن دور المقاومة في حماية الفلسطينيين من التغول الإسرائيلي بدمائهم، يقول أبو ظريفة: "ندرك تمامًا بأن الذي يريده الاحتلال الإسرائيلي، جر قوى المقاومة لمواجهة عسكرية، لكننا سنقطع الطريق أمامه وسنستمر بالعمل الجماهيري السلمي المتفق عليه من أجل توجيه رسالتنا للمجتمع الدولي، لنُري العالم ماذا يفعل الجيش الإسرائيلي مع العمل السلمي".

وتابع: أن "هناك لجنة وطنية أقرت بأن يكون الفعل سلمي مهما كان رد الفعل للاحتلال، وسنستمر بذل، لكن إذا تدحرجت الأمور وتطورت، فبالتأكيد إن قوى المقاومة ستلتئم فيما بينها وستحدد الشكل والطريقة والتوقيت للرد على الاحتلال".

** ضحايا بأعداد قليلة

ويخالف الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، سابقه أبو ظريفة، لكونه يرى بأن الاحتلال سيخفف من إطلاق النار وأعداد الشهداء والجرحى، وأنه لن يعيد تكرار تجربة الاسبوع الماضي، التي تبعها  إدانات دولية على الأحداث القاسية، التي تعتبرها "إسرائيل" مؤثرة على صورتها.

ويوضح عطا الله خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن "إسرائيل" تسوق أنها تتعرض لهجوم وأنها في حالة دفاع عن النفس، وتحاول أن تلصق التهمة إلى حركة حماس، في أنها تقف خلف المظاهرات والمسيرات التي تحدث في قطاع غزة، "أي أنها في حالة دفاع وحركة حماس في حالة هجوم".

ويضيف: "مشهد إطلاق النار وعدد الشهداء أثر على الرواية (الإسرائيلية)، ولأن المشهد كان مختلفًا، في مسيرات سلمية، ومتظاهرون يحتجون على طبيعة حياتهم المزرية في قطاع غزة، لكن جيش (إسرائيل) ظهر بأن قناصته تقف على الحدود، وتقتل أهالي غزة حتى عن مسافة بعيدة، دون أن يهددوا".

ويتابع: "إسرائيل استخدمت القوة كنوع من الصدمة في اليوم الأول، لتحافظ على مستوى معين في الفترة المقبلة، وهي تعرف أن المسيرات ستستمر، لذا استخدمت قوة طاغية حتى ترسل رسالة للمتظاهرين بأنها لن تتوارع عن قتل أي فلسطيني في اللحظة التي تريد، كما نشرت القناصة وهددت ونفذت، لكن بعد ذلك لا تستطيع إسرائيل أن تستمر بهذا الشكل من القتل". (في أعقاب الإدانات الدولية)

ويشير إلى، أن الفلسطينيين باتوا يشعرون بأن هذا الشكل من الاحتجاج هو شكل نموذجي بالتعاطي مع "إسرائيل"، مضيفًا "لانعدام خيارات الفلسطينيين؛ لأنه ليس لديهم الكثير من الخيارات للمواجهة وللوصول إلى حقوقهم، فهذا الشكل بات شكلاً يستطيع أن يمارسه الفلسطينيون.. والجمعة المقبلة سيكون هناك إقبال كثيف".

** هي لن تبدأ

ويقول المختص بالشأن الإسرائيلي، باسل أبو عطايا، إن "إسرائيل" فشلت الجمعة الماضية في جر المسيرة إلى مربع العنف، وخسرت المعركة والدعاية الإعلامية في إظهار المسيرة بأنها تحمل طابع العنف، وانعكست الصورة وأصبحت هي الأكثر دموية.

وستحاول "إسرائيل" أن يكون هناك مواجهة خلال الجمعة المقبلة، لكنها لن تبدأ بالمواجهة كما كان الحال في الجمعة الماضية؛ لأن الأمر أصبح صعبًا للغاية، على المستوى الإعلامي والدولي وداخل "إسرائيل" الذي فقد الثقة بشكل كبير في إمكانيات الجيش وقدراته في تعامله مع هكذا مسيرات سلمية، وفق أبو عطايا.

ويضيف لـ"شمس نيوز": "الجمعة الماضية كانت صعبة وقاسية جدًا على (إسرائيل)، ليس فقط عالميًا ودوليًا، بل أوجدت شرخًا بين القادة العسكريين والسياسيين وبين الرأي العام، فمعظم الصحف العبرية تحدثت عن أنه كان هناك عنفًا غير مبررًا ضد مسيرة سلمية، وهناك من تحدث عن أنه يخجل بأنه (إسرائيلي) لما قام الجيش من مجازر على حدود قطاع غزة".

ويتابع، أن "إسرائيل" ستكون أكثر هدوءً في التعامل مع المسيرة وستحاول الولوج إليها من منطق أخرى ومنطلقات أخرى كتصوير من يشاركون بهذه المسيرة على أنهم عسكريين، ويريدون أن يكسروا الهدنة القائمة منذ الحرب الأخيرة حتى اللحظة.

اخبار ذات صلة