شمس نيوز/ صابرين عزيز
خيام متجاورات ومتقابلات، صففن على الأراضي الشرقية لمدينة غزّة، تحديدًا موقع ملكة، وفي المقدمة "كوشة الفرح" بجوارها سماعات للأغاني الوطنية وزفاف العريس، وساحة من الرمل أمام الخيام للضيوف، ثم انتظار العريس لمعازيمه في مخيم العودة.
نزل الباص بأرض ملكة، وبدأ الناس يتوافدون إلى الفرح، حيث "إشهار الشاب رمضان ابن جمال أبو سكران المعتاد على المنطقة، والشابة نهى بنت ديب الفيومي، دون خشية من الاحتلال الإسرائيلي الذي يترصد أفراح الفلسطينيين ليقلبها رأسًا على عقب.
أخذ جمال يرتب المكان في انتظاره لأهله وباقي الرفاق قائلًا:" هذا المكان من أحب المناطق على قلبي، لقد عملت فيه كمصور صحافي لأغلب فعاليات الحدود، من قبل كنت شاهدًا على انتفاضة القدس في هذا المكان، وإعلانها ترامب عاصمة للكيان، والآن أنا أوثق فعاليات مسيرة العودة".
ومن بين المشاهد التي توثقها "مسيرة العودة الكبرى" اليوم الأربعاء، الحادي عشر من يناير لعام ألفين وثمانية عشر، إشهار أبو سكران، بعد انغراسه في المكان منذ 2012، وتوثيقه لكل شاردة وواردة يطلقها الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الشرقية لغزّة، كجزءٍ أصيل من مهنته الصحافية التي اعتاد أن يكون في الميدان لأجلها.
يقول جمال أبو سكران:" وعدتُ نفسي أن أكون دائمًا في هذا المكان، وضمنتها في أحلامي، وإن شاء الله ربنا يكرمني وأعمل حفلتي في القدس"، وحتى تخرج المسيرة بسلميتها للعالم، أمسك أبو سكران في الحلم بين أسنانه ليجعله حقيقة.
"أنا مواطن من الشجاعية"، يضيف العريس، "هدفي إلغاء نظرية مواطن ولاجئ، لكثرة تداولها، ففلسطين لكل الفلسطينيين وليس للمواطن أو المهاجر، حاليًا لما ترجع بلاد فمن حقنا زيارتها، سأزور حيفا وعكا ويافا والقدس".
أمّا صديقه صلاح، فأخذ يبارك للعريس قائلًا:" يجب أن يكون كل إشهار فلسطيني في مثل هذه المناطق، لعل وعسى أن يكون من نسلهم رجالًا يملؤون الأرض عدلًا ودينًا من الشباب الفلسطيني الواعد والحر".
ويصف صلاح، أن "المميز في الإشهار إقامته داخل مخيم العودة، ويختلف في الأغاني الوطنية وطابعه الوطني والبساطة الطيبة، والحضور الفلسطيني"، دون الخوف من رصاصات الاحتلال الغادرة تم عقد القران عصرًا من الأراضي الحدودية لتشارك ما خلف الحدود فرحتها.