شمس نيوز/ صابرين عزيز
وضع الأدوات على أرض الخيمة، مشيرًا إلى رفيقه:" هذا الطيّار أمّا أنا المساعد"، "سنتحدث مع كليكما" أجابت "شمس نيوز"، وبدأت رحلة صنع "الطائرة الورقية الحارقة" بعد تحذيرهم من تصوير الوجوه، ثلاث من الأخشاب، وورق ملون رقيق بلونين الأحمر والأسود، خيط سميك؛ هذا بالرأس.
أمّا الذيل، يحتوي على خيطٍ طويل بأوراق معدّة رفيعة، لينتهي آخره بـ"الشعلة"، المكونة من فحم وكيس خيش، وزيت محروق وسولار، أي أهم جزء بالطائرة، جاء صوت من الخارج بينما ينتهي أحد الشباب ( رافضًا ذكر اسمه) من صنع الرأس:" الدنيا مطر، دخل الذيل"، انكمش الذيل على نفسه في باب الخيمة منتظرًا اللحظات الأخيرة للطيران بعد هدوء السماء.
على أرض أبو صفية، شرق جباليا، في خيمة هوج أعدّ شبان مصنعًا للطائرات الورقية الحارقة من مالهم الشخصي، حيث يقول المساعد عن الطيّار:" يعمل في النهار بأجرٍ بسيط، فيجمع بعض المال ليأتي بالمعدّات، قدّ يكلف الطبق (الطيّارة) من 10 إلى 20 شيقل".
وعلّق أحد المجاورين له :" حاول الابتعاد عن الأحمر والأسود، اعتمد الأبيض والأزرق حتى لا يراها جنود الاحتلال فيطلع له الجب ويأخذه قبل احتراقه، ليردّ الطيّار:" أمس طيّرنا أصفر وحرقهم"، واضعًا اللون الأسود على الأحمر لتتمكن الطائرة دون أن يمزقها الريح.
أصبحت الطائرة شبه جاهزة، بطول متر وعشرين سم، وكلفة 12 شيقل، وأخذ الطيّار بالحديث مع "شمس نيوز" قائلًا": سنرمي لهم مناشير بالعبرية، مثلما يخبطون أولادنا سنهددهم، سنخرج لهم إن استمروا بإطلاق النار على الشبان العزّل، سحبنا اللفلوف وسنسحب السلك".
أمّا المتحدث الرسمي عن الشباب في المخيم، حيدرة، يقول:" سنحرق محاصيل الاحتلال ومزارعهم مثلما حرقوا قلوب أمهاتنا وقلوبنا، الفكرة لا تكلف الـ 10 شواقل لكنها تكلف خسائر للاحتلال الإسرائيلي بالآلاف، نطلق الطائرة حتى تصل إلى 300 أو 500 متر من أمامنا وتحرق المحاصيل على مرأى أنظارنا".
وعن إعلان الاحتلال للخسائر، حيث جاء عن مزارعي الاحتلال على غلاف غزّة، اعتقادهم في البداية أن الطائرات الورقية الحارقة وسيلة مضحكة وغير مجدية، ويضيف أحدهم:" ارتكبنا خطأ فادحًا باعتقادنا، هذا السلاح البدائي سبب لنا أضرار كبيرة، نراقب الحدود عن كثب وعندما نرى طائرة ورقة قادمة من جهة غزّة نوقف عملنا ونتابع أين ستقع، وما الضرر الذي ستلحقه".
كما ورد من الإعلام العبري، طائرة ورقية أطلقت من قطاع غزّة تسببت باندلاع حريق في أحد الكيبوتسات المقابلة، أيضًا.. احتراق مئات الدونمات الزراعية خلال هجمات الطائرة الورقية القادمة من غزّة، بالإضافة إلى تعليق عضو الكنيست، حاييم يلين:" من يستهين بالطائرات الورقية سيجد نفسه أمام طائرات محملة بالمتفجرات في نهاية المطاف".
وبعد ذلك، دعا يلين إلى زراعة محاصيل غير قابلة للاشتعال على حدود الأراضي الفلسطينية مع قطاع غزّة، بعد خسارة آلاف الشواقل إثر اندلاع الحرائق أمام مرأى الشباب، ليختم الطيّار بتعليقه:" كل هذا ولا حاجة، والله ولا حاجة، سنريهم مفاجآتنا القادمة".