قائمة الموقع

خبر أُمِّيٌّ ينطق شعرًا !.. كيف يَنظم أبو هدروس أبيات المصالحة؟ (صور وفيديو)

2018-04-29T09:08:39+03:00

شمس نيوز/ توفيق المصري

"إيدي بإيدك نعلنها وحدة وطنية ونقهر أمريكا والصهيونية ونحافظ على الدم الغالي ونحمي الوحدة الوطنية.. إيدي بإيدك ننسى الماضي وتحمي ولادك وتحمي ولادي ونطهر أقصانا من الصهيونية.. إيدي بإيدك فلسطيني سلاحي بيحميك وسلاحك بحميني"، بهذه الأبيات الشعرية التي صاغها المسن جمعة أبو هدروس "أبو حسن" ببساطته حملت فيها ومعها دعوة بل أصبحت أمنية لـ2 مليون مواطن في قطاع غزة؛ بأن تتحقق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس والتي تعثرت مؤخراً على الرغم من الرعاية المصرية لها في أكتوبر الماضي.

تسقط دمعة من عيني أبو هدروس (82 عامًا) والذي ينحدر من مدينة يافا المحتلة وهو يضيف أبياته الشعرية مستذكرًا معها كل الويلات التي مر بها الشعب الفلسطيني وعاشها أيضًا، قائلاً: "حين كان عمري 11 عامًا كنت أرى الدبابة البريطانية تقف وسط شارعنا بمدينة يافا.. أنا رأيت الويلات".

يتابع وهو يرسم مشاهد لا تغيب عن ذاكرته وذاكرة الفلسطينيين ويتمنى لو يفرحوا قليلاً بتحقيق الوحدة: "رأيت الحامل تلد دون أن يأتيها المخاض؛ خوفًا، وكانوا يلقوا بأولادهم بين الزرع والبيارات ويهربوا من شدة القصف وصوت الرصاص والصواريخ".

لم نعش تلك الفترة الزمنية لكن آباءنا وأجدادنا رووا لنا تلك اللحظات الأليمة التي عاشها الفلسطينيون خلال الهجرة عام 1948 والتي تتوافق ذكراها مع هذه الأيام، وأصر أبو حسن الجد لـ68 حفيدًا وحفيدة على أن يضعنا في قلب الحدث وهو يستطرد بالقول: "هاجرنا إلى مصر في أخر عام 1947، والبداية كانت من رفح ثم أقلونا في سيارات وذهبوا بنا إلى معسكر في العباسية بالقاهرة يتبع للجيش البريطاني، ومكثنا داخله من 6 إلى 8 أشهر، ثم نقلونا إلى معسكر في القنطرة، بعده أرسلنا إلى مخيم المغازي وسط قطاع غزة، والذي نعيش فيه حتى يومنا هذا".

تلك المشاهد وغيرها ولدت داخل أبو حسن طاقة للكتابة على الرغم من عدم حصوله على شهادة الصف الأول ابتدائي، فقط ختم المصحف الشريف حفظًا حين كان عمره 10 سنوات في كُتاب من كتاتيب يافا، بعد 4 سنوات، وإلى جانب ذلك فقد حصل على بعض الحصص الشفوية في الحساب والثقافة العامة، دون أن يحظى بفرصة تمكنه من القراءة والكتابة.

لم يكمل أبو هدروس دراسته بعد الهجرة وضحى بمستقبله من أجل إعالة إخوته الـ6 وليكملوا دراستهم وحصلوا على الثانوية العامة، ويوضح أنه في أوائل عام 1950 باع المياه على "كارة" دفع، وأنه كان يعمل في نقل أكياس الطحين إلى أن عمل في البناء، وفي داخل "إسرائيل".

ويشير إلى، أنه دخل الجيش قبل تشكيلات الشقيري، مضيفًا "كنا 4 كتائب ملحقة للمصريين في سيناء، وكنت في الكتيبة الرابعة السرية رقم (11)، ثم سافرت إلى السعودية ومكثت فيها فترة وبعدها رجعت ووقعت حرب الـ67".

ويتابع: "بعد حرب الـ67 فتح المجال للعمل داخل (إسرائيل)، وذهابي إلى هناك كان لأمرين؛ للعمل ولرؤية مدينتي يافا التي احتلت، لكنني وحين رأيت أرضنا تحسرت كثيرًا. ومنذ 20 عامًا لم ألمح أرضي، فبعد رؤيتي لها مرضت وأصابني نزيف مكثت على إثره في مستشفى الشفاء وأجريت ليَّ عدة عمليات ومنذ عام 1999 وأنا لا أعمل".

ويعاني أبو هدروس الأب لـ7 بنات وابنين -جلهم متزوجين- من عدة أمراض، منها الضغط وهشاشة في العظم، كما يعاني ضعفًا في السمع والنظر، ومن وجود حصاوي في كليتيه. ورغم كل ما يعانيه وما عاشه إلا أنه قضى 30 عامًا في كتابة الشعر، وذلك بعد عدة أحداث، حتى تكونَّ لديه 57 قصيدة بالإضافة إلى ديوان، وكانت أولى محاولاته والتي أشعلت الشرارة داخله في أيلول الأسود وإحراق المسجد الأقصى المبارك.

أبو هدروس الذي رافقت كتاباته كل المراحل التاريخية لفلسطين أثر في نفسه استمرار الانقسام وتداعياته، فكتب قصدتين داعيتين لتحقيق المصالحة الفلسطينية، مطالبًا بسرعة انجازها من أجل القضية الفلسطينية والجيل الشاب في غزة الذي عدّه "ضائعًا".








اخبار ذات صلة