شمس نيوز : علي الهندي
تتواصل المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال الاسرائلي في سائر بلدات و أحياء مدينة القدس المحتلة، حيث ارتفعت وتيرتها بعد استشهاد كل من الطفلة إيناس دار خليل من رام الله والشاب المقدسي عبد الرحمن الشلودي وأخيرا استشهاد الفتى عروة حماد.
وتستخدم قوات الاحتلال في مواجهة غضب المقدسيين كافة الوسائل ومن بينها الرصاص الحي والمطاط وقنابل الصوت و القنابل السامة المسيلة للدموع، والاعتداء بالضرب المبرح على الشبان وتنفيذ اعتقالات واسعة في صفوفهم.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" إن الخطوات التي باشرت "إسرائيل" بتنفيذها في القدس الشرقية تتلخص بنشر مزيد من القوات الشرطية وما يسمى "حرس الحدود" في الجيش الإسرائيلي في مختلف الأحياء الفلسطينية في المدينة ، وكذلك نشر قوات كبيرة في محيط المسجد الأقصى وكذلك خط سير "القطار الخفيف" ، واستخدام قوات "المستعربين" وعناصر المخابرات "الشاباك" ودخولهم في المناطق التي يتظاهر فيها الشبان الفلسطينيين ، كذلك استخدام "المنطاد" وكاميرات المراقبة في العديد من المناطق التي تشهد سخونة في المواجهات .
من جانبه، اكد المختص في الشؤون الاسرائيلية وديع عواودة أن هذه الاجراءات الإسرائيلية هي نتيجة شعور لدى حكومة الاحتلال بالفشل بوأد الانتفاضة والهبة الشبابية في القدس والمتواصلة منذ خطف وقتل الطفل محمد أبو خضير، حيث اشتعلت بشكل غير مسبوق في أحياء كاملة في القدس تخرج وتنتفض وتقاوم وتلقي الحجارة على جنود الاحتلال.
ونوه عواودة في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن هذه الهبة الشعبية تزعج الاحتلال وتتسبب في ضرب هيبته في المدينة وخارجها وبنظر الفلسطينيين والعالم، لذلك هناك سعي إسرائيلي كبير لإخماد هذه النيران_وفق مسؤولين إسرائيليين_ من خلال تشديد القبضة الحديدة على الأرض والتي انعكست في الجانب القانوني أيضا، عبر مجموعة قوانين تهدف لملاحقة وردع شباب الانتفاضة وراشقي الحجارة.
ووفقا لصحيفة "يديعوت احرونوت" فإن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية "يهودا فينشتيان" مع مساعده "راز نيزري" قررا أمس فرض غرامات مالية كبيرة على والدي ملقي الحجارة ، كذلك فرض قوانين جديدة سوف تقدم الى اللجنة الوزارية الخاصة بالتشريعات كي تقرها ، وهذه القوانين تتعلق بملقي الحجارة على السيارات الإسرائيلية وعلى عناصر الشرطة الإسرائيلية .
في حين سيتم بحث فرض السجن لمدة تصل الى 20 عاما على كل من يلقي الحجارة على سيارة متحركة، وكذلك الحكم بالسجن الفعلي تصل الى 5 سنوات على كل من يلقي الحجارة على عناصر الشرطة أو سيارات الشرطة الإسرائيلية.
في هذا السياق، بيّن الكاتب عواودة أن إسرائيل تؤمن بقوة الردع وانه يجب كي وعي الفلسطينيين وإخافة من يلقي الحجارة بأن مصيره السجن، وتغريم كبير لوالديه، اعتقادا منها ان هذه الإجراءات ستدفع الفلسطينيين للتراجع ورفع الراية البيضاء والتساهل مع الاحتلال والتسليم والرضوخ للأمر الواقع.
ولفت عواودة إلى أن هذه الإجراءات والقوانين ستؤدي الى نتيجة عكسية، بارتفاع وتيرة الاحتجاج والاشتباك مع الاحتلال، حيث لن يتمكن من ردع الشباب الفلسطيني عن المضي قدما في طريقهم، وفي تصميمهم على نيل الكرامة والحرية ، مضيفا : الواقع الذي تعيشه القدس لن يرضى به الشعب الفلسطيني ولم يعد هناك شيئا يخسره حتى على مستوى الحياة المدنية واليومية.
وأشار المختص في الشؤون الإسرائيلية إلى وجود حشد إسرائيلي كبير لخنق المدينة المقدسة وإخماد هذه النيران المشتعلة في شوارعها وأزقتها، خوفا من أن تنتشر وتؤدي إلى إشعال الانتفاضة الفلسطينية الثالثة في بقية أراضي الضفة الغربية، موضحا أن التركيز الكبير على مدينة القدس كونها تمثل العاصمة الأبدية والموحدة للكيان الإسرائيلي، حيث تعتقد حكومته أن التفريط بالقدس هو بداية نهاية المشروع الصهيوني في فلسطين من حيث الحق المزعوم في أرض الآباء والأجداد.