غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل : غزة تدفع ثمن الفشل الأمني للسلطات المصرية في سيناء

شمس نيوز : علي الهندي

بعد أي تفجير أو عملية استهداف للجيش المصري في منطقة سيناء ، تسارع بعض الجهات المصرية ووسائل الإعلام الى توجيه اصابع الاتهام لقطاع غزة وتحميله المسؤولية مباشرة وما يتبع ذلك من اجراءات على الارض باغلاق معبر رفح وتشديد الإجراءات على الحدود.

وفي الحادث الأخير الذي راح ضحيته نحو ثلاثين عسكريا مصريا في هجومين منفصلين شمال سيناء، عادت الاتهامات توجّه الى القطاع بعد دقائق من الحادث دون أي تحقيقات او أدلة، وكان الحديث في هذه المرة عن مسلحين عبروا الى سيناء من غزة عبر الأنفاق، لكن هذه الرواية تناقض تماما ما تم الإعلان عنه من مصادر سيادية مصرية عن تدمير كافة الأنفاق على الشريط الحدودي وتوقفها عن العمل بعد عملية عسكرية واسعة للجيش المصري.

ويرى محللون سياسيون أن الاتهامات التي تم توجيهها الى القطاع معدة مسبقا من جهات معنية بتشديد الحصار على غزة ولا تعدو عن كونها تهرّب من الجهات المسؤولة المصرية عن فشلها الأمني في حل المشاكل المتجددة في سيناء.

اتهامات باطلة

في هذا السياق، يؤكد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن الاتهامات لقطاع غزة بالوقوف خلف أحداث سيناء هي اتهامات باطلة تفتقر تماما لأي أدلة أو براهين وهي محاولة من السلطات المصرية للتملص من مسؤولياتها من خلال جعل القطاع شماعة تعلق عليه أخطاؤها وفشلها الأمني في معالجة الأوضاع في سيناء.

وقال الصواف لـ"شمس نيوز" ما جرى في سيناء لا يصب أبدا في مصلحة قطاع غزة و يهدف في الأساس للوصول إلى نقطة أساسية وهي توجيه الاتهام للشعب الفلسطيني وتحميله المسؤولية عنها للاستمرار في محاصرته ومن ثم تعطيل الاعمار.

واستبعد الصواف أن يرتقي التصعيد لمرحلة عمل عسكري ضد قطاع غزة ، معتبرا أن الاتهامات الأخيرة هي تكرار للاسطوانة القديمة وان أي تفكير باتجاه عودان على القطاع  يضر بمصالح مصر من جميع النواحي وأن غزة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي هجوم عليها.

مشاكل أمنية وسياسية

من جانبه، يؤكد د.هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية أن هذه الاتهامات غير مبنية على أي أساس واقعي وجاءت من جهات غير مسؤولة ومن بعض وسائل الاعلام المعنية باتهام القطاع في مثل هذه الأحداث.

وقال البسوس لـ"شمس نيوز" : هذه الاتهامات تأتي للتنغيص على أبناء الشعب الفلسطيني خاصة باغلاق معبر رفح رغم ان العلاقة مع دولة مصر قوية وتاريخية قائمة على التفاهم بين الطرفين.

وأردف بالقول : هناك مشاكل أمنية وسياسة كبيرة في سيناء و الحكومة المصرية وحدها من يتحمل مسؤوليتها ، وإلقاء اللوم على غزة هو مشكلة بحد ذاتها وتهرب من المسؤولية، مضيفا : السلطات المصرية وأجهزة المخابرات تعلم جيدا ان لا علاقة لقطاع غزة بهذه الهجمات".

ونوّه المحلل السياسي إلى أن إغلاق معبر رفح يحمل في طياته اتهام لقطاع غزة، وهذا لا يجوز في أي حال من الأحوال ، مؤكدا أن إغلاق المعبر انعكس على الناحية الإنسانية والواقع المعيشي المتردي أصلا في القطاع، وكل ذلك سيؤثر بشكل سلبي على العلاقة بين الجانبين المصري والفلسطيني على المدى البعيد.

إدانة فلسطينية

بدورها، أدانت القوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية، مقتل الجنود المصريين والذي وصفته "بالعمل الإجرامي"، معبرة عن أحر تعازيها لمصر الشقيقة.

وكان تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة،أقام بمشاركة القوى والفصائل الوطنية في غزة، بيتًا للعزاء حدادًا على مقتل الجنود المصريين في تفجير سيناء الجمعة الماضية.

وشارك في بيت العزاء عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، ووفد من حركة الجهاد الإسلامي، وممثلين عن كافة الفصائل الفلسطينية.

ورفضت الفصائل كافة الاتهامات التي تزج بقطاع غزة في هذا العمل العدواني، والمحاولات الإعلامية التي تسعي للوقيعة بين الشعبين الفلسطيني والمصري.

وقال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، "إن الكل الفلسطيني يدين هذا الحادث الإجرامي وبشدة، ولا يمكن لأهل غزة أن يتورطوا فيه".

كما استنكر خالد البطش القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، مقتل الجنود المصريين، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني ليس من مصلحته أن يزج في معارك جانبية، وأن هذه العملية مدانة من جميع الفلسطينيين.