شمس نيوز/ وكالات
قالت صحيفة (الجمهورية) اللبنانية: إن الأسابيع الأخيرة، "شهدت نشاطًا إسرائيليًا ملحوظًا في أروقة الأمم المتحدة، ضد حزب الله، وحركة حماس".
وأضافت الصحيفة: "الحملة السياسية الإسرائيلية في الأمم المتحدة اعتبرت أنّ علاقةً لوجستية عسكرية-استراتيجية بدأت تنشأ أخيرًا في لبنان بين حركة حماس وبين حزب الله، بدعم إيراني كامل، مشيرة إلى أن هدف هذه العلاقة هو بناء منظومة عسكرية كاملة لـ حماس على الأراضي اللبنانية تشتمل على مصانع صواريخ وعلى قوة عسكرية تضمّ آلاف المقاتلين الفلسطينيين، حسب قولها.
وأدرجت هذه الحملة التي تمّ توثيقهاـ بحسب معلومات لصحيفة (الجمهورية)، برسالة بعثت بها خارجية الاحتلال الإسرائيلي إلى كل مِن: مجلس الأمن والأمم المتحدة، جملة معطيات وصفتها بأنها معلومات استخبارية، وهي تفيد أن الحزب، أنشأ معسكرات تدريب لحماس في لبنان، تتمتّع بضيافته، ويشرف على التدريب فيها ضباط من الحزب أبرزهم القائد العسكري "م. ح" المطلوب "لإسرائيل".
وبحسب معلومات الصحيفة اللبنانية، المستقاة من مصادر متابعة لحركة "إسرائيل" حول هذا الملف داخل الأمم المتحدة، فإنّ ما تريده "إسرائيل" الآتي: أولًا: دفع الأمم المتحدة الى تبنّي فتح ملف علاقة حزب الله بحماس في لبنان، بصفته جزءًا من انتهاكات لبنان لموجبات القرار 1701، وتحضير هذا الملف ليكون جاهزًا على طاولة النقاش بعد أشهر عندما يحين موعدُ تجديد الأمم المتحدة مهمة قوات (يونيفيل) العاملة في جنوب لبنان.
ويشي هذا التوجّه بأنّ "إسرائيل تضمر طرحَ تعديل قواعد اشتباك القرار 1701، بحيث يتضمّن لحظ علاقات حزب الله العسكرية داخل لبنان، التي تساهم في زعزعة أمن إسرائيل، وفق مزاعم تل أبيب".
الأمر الثاني: من هذا التوجه هو تضمين الدعوة الدولية إلى وقف نشاطات حزب الله العسكرية خارج حدود لبنان، كاليمن وسوريا والعراق، نشاطه العسكري مع حماس باعتبار أنّ هذا النشاط سواءٌ تمّ على الأراضي اللبنانية أو خارجها، يؤدّي أيضًا إلى هزّ استقرار المنطقة، ويعبّر عن تدخّل إيراني عبر حزب الله، بشؤون الدول الأخرى.
وكشفت المصادر، "أنّ لائحة الادعاءات الإسرائيلية ضد لبنان وحزب الله على خلفية علاقة الأخير العسكرية بحماس وتطوير علاقاته العسكرية بها داخل الأراضي اللبنانية، انقسمت إلى ثلاثة أقسام".
القسم الأول: "صُنِّف على أنه ملف معلوماتي استخباري تمّ وضعُه في عُهدة الأمم المتحدة للاطّلاع عليه، لكي يساعدَها في تكوين ملفٍّ اتهامي وسياسي ضد إيران وحزب الله، ويسمح بمطالبة لبنان باتّخاذ خطوات فعلية حياله".
أما القسم الثاني: "يعتمد على تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني، التي تثبت وجود نيّات إيرانية لاستخدام لبنان نقطة تجميع وانطلاق لحرب شعبية تشتمل على مقاتلين من العالم كله ضد إسرائيل".
أما القسم الثالث: "فهو سياسي قانوني، وتجهد إسرائيل في تطويره ليصبح ذا صلة بالشروط الدولية المطلوبة من لبنان للالتزام بموجبات القرار 1701، وضمن هذا القسم تطالب تل أبيب الأمم المتحدة بالضغط على الدولة اللبنانية لوقف النشاط العسكري المشترَك بين حماس وحزب الله فوق أراضيها، وطرد قيادات عسكرية لحماس موجودة في لبنان".
وفي شأن القسم الأول المتعلّق بالشقّ المعلوماتي والاستخباري، تورد تل أبيب أنّ طهران تريد عبر حزب الله في لبنان توسيع نشاطها ليشمل فلسطين المحتلة، وذلك من خلال بناء قوة عسكرية لحماس في لبنان تحت رعاية الحزب، "وهو أمرٌ تعتبره إسرائيل تهديداً لأمنها، وأنها ستنظر لاحقاً إلى وجود حماس العسكري في لبنان-بحسب المصادر عينها-بالعين نفسها التي نظرت فيها إلى الوجود العسكري الإيراني في جنوب سوريا".
وعليه فإنها ستتعامل مع هذا الوجود الحمساوي المزعوم في لبنان بالطريقة العسكرية والأمنية والسياسية نفسها التي تعاملت وتتعامل بها حالياً مع وجود إيران وحزب الله العسكري في جنوب سوريا.
وبحسب صحيفة (الجمهورية)، فهذا التوصيف يؤشر للعلاقة بين حماس والحزب في لبنان، ودائماً وفقاً للمصادر عينها، إلى توجّهٍ إسرائيلي لاستهداف وجود حماس العسكري في لبنان، وخلق سياقٍ تفاعليٍّ تصعيدي سياسي وعسكري ضده، شبيهٍ بالسياق الذي أنتجته إسرائيل ضد وجود الحرس الثوري وحزب الله في منطقة جنوب سوريا.
وتحدّد المعلومات الاستخبارية التي رفعتها خارجية الاحتلال إلى الأمم المتحدة مجموعة خطوط حمر، اعتبرت أنها لن تسمح بتجاوزها ضمن هذا الملف، وهدّدت بالتعامل معها بصفتها تهديدًا مباشرًا لأمنها، وأبرزها: استمرار سماح الدولة اللبنانية باستضافة لبنان دائمًا أو موقّتًا، وبنحوٍ شرعي وغيرِ شرعي، شخصيات خطرة على أمنها تنتمي إلى حماس أو مرتبطة بها، أو لديها ارتباط مشترَك بين حماس والحرس الثوري الإيراني.
وأبرز هؤلاء صالح العاروري، نائب رئيس حركة حماس، والتي تقول إسرائيل إنه مقيم في لبنان دائمًا، وهو على تنسيقٍ سياسيّ وعسكريّ مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأيضاً سعيد إيزاي الذي يصفه التصنيف الاستخباري الإسرائيلي المرفوع الى الأمم المتحدة، بأنه رئيس (شعبة فلسطين) في (فيلق القدس).
وتسعى "إسرائيل" من اثارة هذا الملف في الأمم المتحدة إلى دفع الأخيرة للطلب من لبنان تحديد موقفه، وتبيان الإجراءات القادر على اتّخاذها تجاه مسألتين:
- الأولى: وجود جسم عسكري إضافي لكيان حزب الله، فوق أراضيه.
- الثانية: وجود استضافة لبنانية لشخصيات خطرة منتمية إلى حماس، وإلى قنوات عسكرية مشترَكة بين حماس والحرس الثوري الإيراني.