عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي محمد الهندي يتحدث لـ"شمس نيوز":
على السلطة مواصلة جهود الانضمام للمؤسسات الدولية وعدم العودة لمسار المفاوضات
مستعدون للمشاركة في إدارة شؤون شعبنا بعد التوافق على مرجعية وطنية
شمس نيوز/ أحمد أبو عقلين
دعا الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رئيس السلطة الفلسطينية برام الله محمود عباس بالثبات على موقفه برفض العودة للمفاوضات، وإكمال طريق الانضمام إلى المؤسسات الدولية لملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي في محاكم تلك الدول، مطالبا عباس ببحث خيارات وطنية من بينها إمكانية حل السلطة.
وتحاول الولايات المتحدة بخطوات متسارعة من خلال مبعوثها لعملية التسوية جون كيري، إقناع السلطة الفلسطينية بتمديد مهلة المفاوضات التي يفترض أن تنتهي مع انقضاء أبريل نيسان الحالي، فترة ستة أشهر أخرى، بدعوى وجود الكثير من الملفات العالقة من بينها تجميد الاستيطان، بينما تضغط إسرائيل لتحقيق هذا الهدف من خلال إلغاء إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى، بحسب التزام سابق تم برعاية أمريكية، واشتراط الإفراج عن الأسرى بتمديد المفاوضات.
سياسة وطنية
وأوضح د.الهندي في حديث خصّ به "شمس نيوز"، أن من بين الخيارات التي عطّلتها السلطة في السابق اللجوء إلى المؤسسات الدولية المختلفة والظفر بعضويتها، بما يضمن لها إمكانية ملاحقة قادة إسرائيل في المحاكم الدولية.
وفي الوقت الذي رحب فيه د.الهندي بتقدم السلطة في الضفة الغربية بطلب عضوية 15 مؤسسة دولية، فإنه تمنى أن يثبت عباس على هذه السياسة وألا يتراجع عنها وتطويرها لتصبح مدخلا لبناء سياسة وطنية بعيدا عن قيود المفاوضات العبثية بين الإدارة الأمريكية وحكومة الكيان التي يُطلب من السلطة الفلسطينية القبول بها والاستسلام لها.
ودعا عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، السلطة الفلسطينية إلى المحافظة على الشعب الفلسطيني ووقف الإضرار بمصالحه، ووقف سياسة التنسيق الأمني التي وصفها بأنها خدمة مجانية للاحتلال، مضيفا: لا نرى أي مبررات لهذه الخدمات التي تسمى زورا وبهتانا تنسيقا أمنيا".
نتائج كارثية
وأكد الهندي أن المفاوضات بين السلطة وإسرائيل منذ أن بدأت قبل أكثر من عشرين عاما، خلّفت نتائج كارثية على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، أهمها تهويد القدس وسرقة الأرض وبناء المدن والتكتلات الاستيطانية، حتى أمسى اليهود يمثلون الأغلبية في الجزء الشرقي من مدينة القدس على حساب أصحاب الأرض الفلسطينيين، وقضمت المستوطنات والمناطق العسكرية والطرق الالتفافية حوالي50 في المائة من مساحة الضفة.
د. الهندي طالب في سياق حديثه لـ"شمس نيوز"، السلطة التي يتزعمها محمود عباس في الضفة، بمصارحة الشعب الفلسطيني حول حقيقة ما آلت إليه مسيرة التفاوض، والبحث عن قواسم مشتركة تفضي إلى شراكة وطنية حقيقية تنهي الانقسام وتشكل ملامح مشروع وطني يحافظ على الثوابت الفلسطينية ويقود المسيرة الوطنية في المرحلة المقبلة، والاستعداد لبحث خيارات جديدة بما فيها موضوع حل السلطة.
مواجهة التنسيق الأمني
وفيما يتعلق بقضية ملاحقة أجهزة أمن السلطة لنشطاء المقاومة وأنصارها في الضفة، شدد عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي على أن مواجهة هذا الأمر يكون بتوجيه الضربات للعدو الإسرائيلي موازاة مع فضح سياسة التنسيق الأمني.
وأردف قائلا: عايشنا في قطاع غزة بعد عام 1996 نفس المرحلة التي تمر بها المقاومة في الضفة، وواجهنا الأمر بمزيد من الإصرار والصبر، فنضرب على رأس الشر المتمثل بقوات العدو، وفي نفس الوقت نفضح سياسة التنسيق مع الاحتلال دون الانحراف إلى أي عنف داخلي رغم المعاناة الشديدة التي كابدها المجاهدون، وبلغت حد اغتيال اثنين من الجناح العسكري للجهاد الإسلامي".
مرجعية وطنية
عن الانقسام الفلسطيني الداخلي، أكد د. الهندي أنه أفقد الفلسطينيين والقضية الوطنية كثيرا من الاهتمام العربي والدولي، وشكّل غطاء لكل من أراد أن ينفض يديه عن مسئولياته ويتحلل من التزاماته تجاه القضية الفلسطينية.
وزاد بالقول: الانقسام من وجهة نظري هو أحد رواسب اتفاق أوسلو وما صاحبه من اتفاقات تنكرت لخيار المقاومة ولاحقته لإنعاش ما سمي بالمسيرة السياسية" معربا عن اعتقاده أن المدخل الصحيح لإنهاء الانقسام هو الاتفاق على مرجعية وطنية للجميع أو ما اصطلح على تسميته (إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية)، كون البرامج السياسية للفصائل مختلفة، أو أن تتفق الفصائل على برنامج يمثل الحد الأدنى ويحافظ على الثوابت الوطنية ويحمي المقاومة.
وبخصوص الانتخابات وتشكيل الحكومة وغيرها من القضايا، يرى د. الهندي أنها تشكل فقط أدوات لإنهاء الانقسام حين يتم الاتفاق على المرجعية أو على البرنامج السياسي، مردفا بالقول: إذا انحصر الاتفاق حول هذه القضايا الإجرائية فقط دون الاتفاق على البرنامج السياسي أو إعادة بناء منظمة التحرير، فإن هذا الاتفاق يكون مؤقتا، كما كان في تجارب سابقة".
المشاركة في الحكومة
وحول سؤال، هل المشاركة في حكومة فلسطينية وارد في أجندة الجهاد الإسلامي؟ أجاب عضو المكتب السياسي للجهاد بالقول: حماس عرضت على الفصائل فكرة المشاركة في إدارة غزة كخطوة على طريق إنهاء الانقسام، وهذه الفكرة رغم جديتها فإنها لا تكفي لإنهاء الانقسام حالياً، "والجهاد أعلنت رفضها المشاركة في أي حكومة أو انتخابات تشريعية ورئاسية أو مؤسسة منبثقة عن اتفاق أوسلو وملحقاته ، لأننا نعتبر أنفسنا لا زلنا في مرحلة تحرر وطني".
واستدرك قائلا: نحن في الجهاد مستعدون للمشاركة في إدارة شؤون شعبنا عندما نتجاوز أوسلو، كذلك نحن نشارك في انتخابات الجامعات والنقابات، ومن الناحية المبدئية لا مانع لدينا من المشاركة في انتخابات البلديات وانتخابات مجلس وطني فلسطيني يشكل مرجعية وطنية حال التوافق على تلك المسائل".
وعي الشعب التركي
وتوجه د.الهندي بالتهنئة إلى الشعب التركي وحكومته بفوز حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يرأسه رئيس الوزراء السيد رجب طيب أردوغان الساحق في انتخابات البلديات التي أُعلنت نتائجها يوم الاثنين الماضي. وقال معلقا على هذا الفوز: كانت هناك محاولات لإجهاض تجربة أردوغان المثيرة للاهتمام والملهمة لكثير من شعوب المنطقة، والتي انتقلت تركيا في ظلها نقلة كبيرة ونوعية ظهرت واضحة على الاقتصاد والأمن والاستقرار الداخلي، وتجاوزت حكم الجنرالات إلى احترام إرادة وخيارات الشعب التي يعبر عنها في صناديق الانتخابات".
واستطرد حديثه: الانتصار الحاسم وغير المسبوق الذي حققه "العدالة والتنمية" في الانتخابات البلدية الأخيرة أبعد تركيا عن مكائد الصغار ووضعها على طريق الكبار، وهو كذلك يعبر عن وعي الشعب التركي وتمسكه بخياره الديمقراطي ورفضه محاولات تشويه تجربة الحزب الحاكم في العدالة والتنمية التي أثبتت قدرتها على تحسين حياة الناس خلال عقد مضى" مؤكدا أن تركيا جزء أصيل من الأمة الإسلامية، والتي لها وقفات مشرفة مع القضية الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بمواجهة الحصار على قطاع غزة".