غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مقال افتتاحي

خبر طلة شمس ... صباحك عسل

طلة شمس

طلة شمس
بقلم / خالد صادق 

صباحك سعيد

دفعتني أفكاري الفوضوية المتزاحمة في رأسي لأطل على القراء العظام لوكالتنا "شمس نيوز" بهذه الزاوية التي أحاول من خلالها ملامسة الحالة الفلسطينية الخاصة التي نعيشها, ونضع هموم المواطن الفلسطيني بين يدي القراء, ونحاول أحيانا أن نقف على حقيقة الوضع السياسي الفلسطيني بقراءة مختلفة قريبة من لغة الشارع السياسي, في محاولة منا لمخاطبة المواطن البسيط بلغة سهلة وساخرة بهدف توعيته وتصويب مفاهيمه.

وبما أننا نتمنى دائما أن يكون صباحك سعيد, فإننا سنقارن صباحنا الفلسطيني بصباح إخواننا في الدول العربية الشقيقة, ليس حسدا أو غيرة لا سمح الله, وإنما مقارنة بريئة لعلها تكون مدخلا " لطله شمس" تدخل بيوتنا كل صباح لتبعث في إرجاءه الدفء والطمأنينة, فصباح فلسطين يختلف عن بقية الدول العربية.

ففي بلاد الشام يبدأ صباحهم "بالترويقة" وفنجان الشاي الفاخر, وصحيفة يقلب صفحاتها بعناية كبيرة وتؤده, أما في الخليج فيبدأ الصباح هناك بالارتواء بقصعة من حليب النوق, وملعقة عسل مخلوط برحيق الملكات والمقويات التي تعينه على نوائب الدهر و أداء الواجبات.

أما في مصر فيبدأ الصباح من المقاهي المنتشرة في كل مكان, حيث رشفة من كوب شاي الثقيل, وقرقعة النارجيلة والدخان الأبيض المتصاعد, وصيحة القهوجي المتراكض بخفة من مكان لأخر مناديا "وعندك واحد شاي كشري للباشا وصلحووه", وحضور سندويش الفول والطعمية في المشهد المصري إلى حد كبير. 

أما في فلسطين فصباحك مختلف, هناك شريحة من المجتمع وهى موظفي السلطة المستنكفين عن العمل ويبدأ صباحهم من الثانية ظهرا وينتهي يومهم في الخامسة صباحا, وهؤلاء مصابون بداء الكسل والخمول والتبلد,  ولا يتوانوا عن افتعال المشاكل مع زوجاتهم في البيت, فالمرأة الفلسطينية لا تحب الرجل الذي يجلس في البيت دائما بلا عمل, مما يوجد مساحة تماس دائمة بينهما تفجر المشاكل وتحفز الهمم للمشاحنات والمشاجرات.

وهناك فئة أخرى من المواطنين الفلسطينيين العاطلين عن العمل وما أكثرهم, وهم يتمنون أن تكون الحياة كلها ليل ولا يظهر لها نهار, حتى لا يفيق على مطالب الزوجة والأبناء, فمن أين له أن يلبي طلباتهم وهو يعجز عن توفير لقمة العيش له ولابناءه, ولا يفتح عينية إلا بعد أن يغادر أبناءه للمدرسة حتى يتخلص من عبء السؤال "هات شيكل", وربما يخرج من البيت بعد الفجر مباشرة لعله يرزق بعمل يعينه على يومه, ويحفظ به ماء وجهه أمام أسرته.

 وهناك فئة الموظفين التي ينظر إليها البعض "بغيرة وحسد" ليس لأنهم في رغد من العيش, ولكن على الأقل لأنهم يتقاضوا شيئا من راتبهم وهؤلاء يبدأ صباحهم, بحساب ما في يدهم من راتب وكيف يمكن تقسيمه ليسد الحد الأدني من رمق العيش لأخر الشهر, وغالبا ما يفشل هؤلاء في توزيع الراتب, أو بالأصح نصف الراتب الذي يتقاضونه, ويضطرون في النهاية للجوء إلى البقالات للاستدانه, ويتجنبون دائما أن تقع عيونهم على الأشخاص المدينون لهم, لأن الدين يكسر العين, اللهم انا نعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.

الم أقل لكم إن صباح فلسطين مختلف, صباحك سعيد أيها الفلسطيني مهما كان مثقلا بالهموم, فتح عينيك ما تخاف من شيء, بكره همومك بتزول, بس بدها شوية صبر علشان صباحك يشبه صباح غيرك, بس بلاش الترويقة في الفناجين, وحليب النوق والعسل الثمين, وبلاش شيشة عالصبح علشان صحتك يا حزين, خلي صباحك عسل قوم فجر البراكين, لازم تحس إنه كل اللي أنت فيه سببه اليهود المحتلين, قوم يا صاحبي ..قوم معايا يا بطل نفجر الميادين.