شمس نيوز/ اسطنبول
شدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، د. محمد الهندي، أن فلسطين ستبقى عامل تفجير واشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي إلى أن يتم تحريرها بالكامل، لافتًا إلى أن شعبها الصامد هو الأجدر بالأرض المباركة.
وأفاد الهندي، خلال مؤتمر "الفلسطينيون وصفقة القرن" الذي نظّم في مدينة اسطنبول بتركيا، وحضره العشرات من الشخصيات وقادة التنظيمات الفلسطينية من الداخل والشتات، بأن الحلول منذ بدء الصراع مع الاحتلال هي مرحلية هدفها كسب الوقت لتهويد ما أمكن من المقدسات الفلسطينية، وخلق وقائع جديدة من خلال اتفاقات مؤقتة.
وأشار إلى، أن هناك استسلام عربي رسمي كامل وتخلي عن فلسطين واستعداد لبناء علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، بدون أي حل لقضية فلسطين، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني وحده من يستطيع التصدي لأي مؤامرات تستهدفه.
صفقة القرن
وأضاف: "هناك افكار اسرائيلية يمينية للتعامل مع القضايا الاساسية على رأسها القدس واللاجئين والأرض ضمن حل اقليمي يتجاوز حتى الحلول والمبادرات العربية حول حل الدولتين، بذريعة بناء محور اقليمي اسرائيل في قلبه للتصدي للإرهاب".
وتابع: "صفقة القرن تعتبر المشروع الوحيد المطروح للتداول اليوم وبدأ تنفيذه فعليًا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مضيفًا أن هناك قبول إقليمي بقبول الصفقة رسميًا رغم اعلانات الرفض الخجولة وذلك ضمن ظروف وأولويات ومصالح جديدة في المنطقة".
وبين، أن الشعب الفلسطيني يقاتل الاحتلال الاسرائيلي عبر صموده في غزة، واكتسب ثقة حقيقية في امكانية التصدي للمشروع "الاسرائيلي" والصمود في وجهه والانتصار عليه، منوهًا إلى أن "إسرائيل" لن تتمكن من هزيمة الشعب الفلسطيني أو ردعه، والذي تمكن من نشر الاحباط لدى قادته.
اخضاع غزة
في ذات السياق، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن القوى الإقليمية تريد اخضاع غزة بناء على ردعها بقوة السلاح والحصار وهذا الخيار بات مشكوك في قدرته بعد فشله عبر 3 حروب وحصار متواصل كانت نتيجته الفعلية تمرد قطاع غزة ليس على حركة حماس كما كان مخطط، بل على الاحتلال الإسرائيلي.
أما الخيار الثاني لتلك القوى، فكان عبر اتفاق تهدئة عبر تخفيف الحصار واعادة الاعمار ومعالجات مرحلية لمشاكل القطاع، وفق الهندي.
وتطرق إلى، أن التهدئة لها مدخلين، الأول المصالحة وعودة السلطة لقطاع غزة وهو مدخل لإعادة الاعمار، وهذا يضع السلطة امام استحقاق العودة للمفاوضات مع "إسرائيل" والانخراط في الصفقة التي ترفضها، أما المدخل الثاني فهو تجاوز السلطة والمصالحة والتعامل المباشر عبر آليات اقليمية ودولية وتفاهم مع حركة حماس، كقوة أمر واقع تتحمل المسؤولية، باعتبار ذلك أفضل من الفراغ أو الفوضى لو غابت حماس عن المشهد في غزة.
وأكمل: "لذلك المماطلة في قضية المصالحة تضيق من فرصها، وعلى قيادة السلطة أن تدرك بأن قدرتها على اشتراط تسليم سلاح المقاومة قد انتهت، وأن معادلة السلاح الى المخازن مثل كل السلاح العربي والاحتفاظ بحق الرد بدلًا من الرد لا يمكن فرضها عل غزة.
وتابع: "السلطة مطالبة امام شعبها وحتى امام القوى الدولية والاقليمية ألا تطرح موضوع السلاح اساسًا بل وتلوّح بفصائل المقاومة كما كان يفعل الرئيس الراحل ياسر عرفات امام الضغوط القائمة عليه".
وتطرق الهندي: "التهدئة في غزة أساس التحركات القائمة وليس المصالحة وخيار الحرب مستبعد كونه لا يحل المشكلة القائمة، والمطروح هو حل اقتصادي للقطاع، اما الضفة فتعتبر تحت سيطرة إسرائيل فعليا"
وذكر، أنه لدى قيادة الشعب الفلسطيني، نقاط ارتكاز للمشروع الوطني في غزة والتي هي قلعة للصمود، وعلينا جميعًا أن نحافظ عليها كما نحافظ على عيوننا، ولخص تلك النقاط فيما يلي:
-الصمود في وجه المؤامرات يتمثل حاليًا في مسيرات العودة والمشاركة فيها واجبة عبر كل الفئات وتيارت الشعب الذي يعبر من خلالها عن حقه في الوجود والعودة ويعري اسرائيل ويفضح اجرامه امام العالم.
- المحافظة على ما تبقى من المشروع الوطني عبر التفاهم والتوافق على سياسة مشتركة للتصدي للصفقة، دون ارتكاز على أي اوهام او امنيات بان يشترط العرب حل القضية الفلسطينية لبدء التطبيع.
وأضاف: "عبر قراءة الواقع اليوم، فان التفاهمات الفلسطينية تنطلق من التسليم بفشل حل الدولتين وأن إسرائيل كانت ولا تزال تشتري الوقت لفرض وقائع جديدة وأن الضفة المحتلة تحولت الى كانتونات ومستوطنات في ظل عدم وجود ترابط جغرافي بين الضفة والقطاع، ولا قيمة للوقت لمناقشة العالم للحفاظ على حل الدولتين".
وتابع: "التفاهم الفلسطيني المطلوب يجب أن يعتبر قطاع غزة نقطة ارتكاز وضرورة المحافظة عليها وتدعيمها، وحماية مسيرات العودة القائمة وتفعيلها والعمل على نقلها للأراضي المحتلة والضفة".
وفي نهاية حديثه، طالب الهندي بضرورة بناء المرجعيات الوطنية واعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، والفصل بينها وبين السلطة التي فشلت في الحفاظ على الارض، لتكون مرجعية وطنية للنضال وليس أداة للتوقيع وقت الحاجة.