شمس نيوز/ خاص
اتخذ المكتب السياسي لحركة "حماس"، خلال عدة اجتماعات عقدها في مدينة غزة، "قرارات ومسارات وطنية"، حسب رئيس مكتب الحركة إسماعيل هنية الذي أشار إلى أن وفد حماس الذي جاء من القاهرة سيعود إلى العاصمة المصرية، حاملًا رؤية الحركة حول عدة ملفات: المصالحة، وملف كسر الحصار، والتهدئة ومواجهة العدوان الإسرائيلي.
وقبل أن يغادر وفد الحركة إلى القاهرة، استهدف الاحتلال أحد مواقع حركة "حماس" العسكرية شمال غزة، ما أدى إلى استشهاد عنصرين من كتائب القسام، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن وفد الحركة كان قد زار هذا الموقع قبل ساعات من إقدام الاحتلال على قصفه.
وشنت طائرات حربية للاحتلال سلسلة غارات على قطاع غزة، قال الاحتلال إنه استهدف من خلالها 140 هدفًا للمقاومة، فيما أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة عن إطلاق 171 صاروخًا وقذيفا صوب جنوب البلاد والمستوطنات الإسرائيلية بـ"غلاف غزة".
متجهة إلى التسوية**
وعن مستقبل التصعيد، قال المختص بالشأن الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة، إن الأمور متجهة لتسوية بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية أكثر منها للمواجهة العسكرية، والدليل على ذلك أن جيش الاحتلال لم يوعز لسكان غلاف غزة بإخلاء أماكن سكنهم واللجوء للداخل على 7 كيلو مترات، لحمايتهم من صواريخ المقاومة الفلسطينية.
وأضاف جعارة، في تصريح خاص لـ "شمس نيوز"، أن معظم الإسرائيليين وبعض قيادة الجيش يريدون اتفاق تهدئة مع المقاومة الفلسطينية، وأن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني غير معنيين بتصعيد الأمور وانزلاقها إلى مواجهة عسكرية.
وزاد المختص بالقول: بعض قيادات الجيش الإسرائيلي، ووزراء في حكومة الاحتلال يفضلون تشديد الحصار على غزة كبديل عن مواجهة عسكرية شاملة، لحين التوصل لاتفاق تهدئة مع المقاومة، فقبل أيام كاد الطرفان أن يتوصلا لاتفاق تهدئة إلا أن بند صفقة تبادل الأسرى كان العائق الوحيد بينهما.
وافقه الرأي، المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، مضيفًا: إننا ذاهبون نحو معركة تكتيكية لا يريد فيها الطرفان الانزلاق إلى حالة حرب.
مفاوضات تحت النار**
وأوضح سويرجو، عبر صفحته "الفيسبوك"، بأنه سيكون هناك مفاوضات تحت النار ترسم المعادلة التي على أساسها ستتحقق التهدئة القادمة، فالأمور ذاهبة نحو التصعيد الخطير و لكنها قصيرة سرعان ما تتبدد.
فيما ذهب الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، بالقول "إن الحديث المتداول تسيطر عليه مداولات حول التهدئة والهدنة بين الحركة وإسرائيل في رسالة دموية واضحة من قبل الاحتلال، إلى أنه معني بالتوصل إلى تهدئة أو هدنة، ولكن بالشروط الإسرائيلية (...)، فالرسالة التي حملها هذا القصف للموقع الحمساوي هي الأوضح في إطار تأكيد العدو الإسرائيلي، على أنه ورغم كل هذا الحديث عن تهدئة أو هدنة، هو وحده من يرسم تخوم وحدود وشروط أي مفاوضات بهذا الشأن".
وبيّن حبيب، في مقالٍ له، أن أي حل لمشكلات وأزمات قطاع غزة، يجب أن ينطلق من الأبعاد السياسية الواضحة (...) إذ لا يمكن حل مشكلات قطاع غزة في ظل الاشتراطات الأميركية ـ الإسرائيلية، كما أن الحديث الخادع عن فصل الإنساني عن السياسي، أودت به التحركات الإسرائيلية السياسية والأمنية التي أشارت بوضوح في ظل الاشتراطات التي تم تداولها، أن لكل حل ثمنًا. وفق قول الكاتب.
وأضاف، وكأنه في إطار تبادل التزامات، كالمعابر وزيادة مسافات الصيد ووقف الطائرات والبالونات الحارقة، علمًا أن معظم هذه الالتزامات تكرر الحديث عنها، والاتفاق عليها في معظم الأحوال، إثر كل حرب من الحروب الثلاث التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، إلاّ أن الفرق الأساسي هذه المرة، أن هناك تصعيدًا إسرائيليًا من جهة، وخطة أميركية ـ إسرائيلية لتوظيف الأزمات والكوارث لتمريرها في إطارها السياسي.
واستشهد 3 مواطنين بينهم امرأة حامل وطفلتها الرضيعة، وأصيب 12 فلسطينيًا بجراح متفاوتة جراء سلسلة الغارات التي شنها الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما رفضت الفصائل الفلسطينية مقترح الوسيط المصري لوقف إطلاق النار.
وأكدت الفصائل بأنها ستصد العدوان العسكري للاحتلال على الشعب الفلسطيني ورفض مقترح وقف إطلاق النار، حيث أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن استنفار في صفوف كوادرها، بالمقابل قالت حركة حماس إن "المقاومة الفلسطينية تصر بكل شموخ وإباء وتحمل للمسئولية الكبرى على قلب موازين المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي".