شمس نيوز/موسكو
بدأت بمنع الحجاب في المدارس والجامعات، ووصلت إلى حظر الكتب الدينية وإدراج بعضها على لوائح الإرهاب، حرب ضروس تقودها روسيا ضد المسلمين، في فصل جديد من فصول الاضطهاد الغربي للإسلام.
رغم تضمن الدستور الروسي حرية الاعتقاد، بدأت الجامعات الروسية الحكومية والخاصة منذ 2012 لشن حملة ضخمة ضد الطالبات المسلمات من أجل حظر ارتداء الحجاب، وحظر الكتب الدينية التي تنشر الدين الإسلامي، قوبلت بالتأييد من قبل المحاكم الروسية.
حظر الكتب
ففي وقت سابق من عام 2012 أصدرت محكمة جزئية بمدينة أودنبرج، حكما بحظر تداول 65 كتابا دينيا وتاريخيا من إصدارات دور النشر الإسلامية في روسيا، من بينها «صحيح البخاري» وكتيبات الأدعية التي تضمّ آيات قرآنية وأحاديث نبوية، بحجة تطرفها.
ورغم انتقاد مجلس مفتى روسيا الذي اعتبر ذلك ردة إلى زمن سيطرة الأيديولوجية الواحدة، مثلما كان الحال إبان العهد الشيوعي السابق، وإجراء منافيا للديمقراطية لم تلتفت القيادة الروسية للأمر واستمرت في نهجها ضد المسلمين.
ورغم كبر حجم الطائفة المسلمة في روسيا والتي بلغت 20% من السكان بنحو ما يقرب من 28 مليون مسلم، بحسب مصادر غير رسمية، يعتبر المسلمون أنفسهم مواطنون من الدرجة الثانية، بسبب التمييز والاضطهاد والوسم بالإرهاب من قبل الدولة الروسية.
منع الحجاب
وتستمر الجامعات الروسية في نهجها الطائفي ضد المسلمين، إذ أصدر أندريه كامكين رئيس جامعة بيروغوف الطبية في موسكو، في أوائل سبتمبر من العام الجاري، قرارًا بمنع الطالبات من ارتداء الحجاب.
ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها بل سبقتها العديد من محاولات المؤسسات التعليمية الروسية في وأد ارتداء الحجاب الإسلامي داخل الحرم الجامعي.
وقررت جامعة موسكو الحكومية لعلوم الاقتصاد والإحصاء والمعلوماتية في 2013، منع ارتداء الحجاب بزعم ضمان أمن الطلاب، وكذا جامعات حكومية في فولغوغرا ، وآستراخان، وروستوف.
وقامت بعض الجامعات أمثال جامعة أوغاريوف الحكومية بجمهورية موردوفا الروسية، بطرد طالبات محجبات من قاعات الدراسة.
وفي عام 2012 منعت مديرة إحدى مدارس إقليم "ستافروبل"، المحجبات من دخول قاعد التدريس، الأمر الذي دفع أولياء أمور الفتيات من اللجوء للقضاء؛ نظرًا لمخالفة هذا السلوك ما ينص عليه الدستور الروسي من حرية المعتقد.
ولم ينصف القضاء الروسي المسلمات، بل أيد منع ارتداء الحجاب في المدارس، مشيرًا إلى أن المحكمة أقرت بحق التلميذات اللواتي منعتهن المديرة من حضور الدروس، بالدراسة الحرة أو الانتقال إلى مدرسة دينية.
وفي سياق متصل أيدت المحكمة العليا الروسية حكما بحظر ارتداء الحجاب بإقليم ستافروبول في شمال القوقاز الروسي، متجاهلة شكوى مجموعة من الآباء بالإقليم من أن حظر ارتداء الحجاب في مدارس الدولة ينتهك الحقوق الدستورية للفتيات في ممارسة حرية العقيدة.
ورد ضمير محيي الديدنوف - النائب الأول لرئيس الإدارة الروحية لمسلمي القسم الأوروبي من روسيا على تأييد المحاكم لمنع ارتداء الحجاب قائلاً-: عندما يتعلق الأمر بالمدرسة، وببنات قاصرات مسموح لهن بالسفور، فهذا أمر، وأمر آخر تمامًا عندما تبلغ الفتاة سنًّا معينة، فيفرض الإسلام عليها ارتداء الحجاب كيلا يصدر عنها تصرف يستنكره المجتمع، ولا يقبله الله".
وتابع: سوف نثابر على النضال من أجل حقوقنا، تمامًا كما دافعنا عن الحق بالتقاط الصور للوثائق الرسمية بغطاء الرأس الشرعي، والحجاب ضمنا. وإذا كان ممنوعًا ارتداء الحجاب، فيجب أيضًا منع ارتداء الصلبان المسيحية، واعتمار القبعة اليهودية، وغير ذلك من الرموز الدينية، وإذا كانت الدولة تكافح أحدها، فيجب أن تكافح الأخرى".
ويمتنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اتخاذ موقف حاسم من مسألة منع أو إجازة ارتداء الحجاب في المدارس.
وقال بوتين - بحسب ما نقلته عنه وكالات الأنباء الروسية - في وقت سابق "يجب دوما التصرف باحترام كبير للمشاعر الدينية للناس". وأضاف "نحن لدينا دولة علمانية، وعلينا أن نرتكز على هذا الأساس تحديدًا".
وتابع بوتين "علينا أن نرى كيف يحل جيراننا هذه المسألة في الدول الأوروبية"، مشددا على "وجوب اتخاذ إجراءات بهدوء تجنبا لإهانة أحد".
ولكن الرئيس الروسي أكد وجوب "التفكير في اعتماد لباس (مدرسي) موحد على الصعيد الإقليمي أو حتى البلدي"، وذلك ليشعر الجميع بأنهم "متساوون"، الأمر الذي فسره البعض بأنه موقف مؤيد لمنع ارتداء الحجاب.