شمس نيوز/ توفيق المصري
لم يطل جلوس الشاب العشريني سعيد شبلاق على باب منزله بحي التفاح شرق مدينة غزة، حتى اسرع نحو الداخل وغلق الأبواب والنوافذ هربًا من رائحة لم يطيق شمها.
هذه الرائحة التي تنتشر كل فينة وأخرى مع هبوب نسمات الهواء، يقول شبلاق إنها ظهرت في منطقة سكناه منذ عيد الأضحى المبارك وما زالت موجودة، مشيرًا إلى أن غالبية سكان الحي يشتكون من ذات الرائحة الكريهة.
فيما يُشبه أحد أعيان الحي وكباره الحاج أبو أحمد أبو ربيع الرائحة الكريهة بـ "الفطيس" قاصدًا فيها الرائحة التي تخرج من الميت عند تحلله، ويرى أنها ظهرت نتيجة فساد لحوم الأضاحي لدى سكان المنطقة بفعل استمرار انقطاع التيار الكهربائي، والذي دفعهم إلى إلقائها في حاوية قمامة غرب الحي، الأمر الذي يدفع بالرائحة مع هبوب الرياح من الغرب نحو منطقتهم في الشرق.
وفي منطقة أخرى انتقل إليها مراسل "شمس نيوز"، حيث أفاد أهالي منطقة الفخاري جنوب شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، بهبوب روائح كريهة، معتبرين أنها ترجع للأسباب ذاتها التي ذكرها أحد أعيان حي بمدينة غزة.
ويحمل أهالي المنطقة بلدية الفخاري المسؤولية لعدم إزالتها بقايا الأضاحي من مناطق السكنية والتي ما يزال بعضًا منها ملقًا بجانب الطرقات حتى اليوم، موضحين أن ذات الرائحة الكريهة شموها أيضًا في وسط البلد بخان يونس.
ويقول عبد الجواد الأغا، أحد سكان معسكر خان يونس، إن البلدية سحبت كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة وبقايا الأضاحي بشاحنات من جانب الحاويات، وقامت بدفنها في أراضٍ واسعة، دون أن يحددها.
وعن تلك الشكاوى، لم ينفها مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة، المهندس بهاء الدين الأغا، قائلاً، إن المواطنين كانوا يلقوا خلال أيام عيد الأضحى بجانب الحاويات جلود الأضاحي وبقاياها.
وأكد الأغا خلال حديثه لـ"شمس نيوز" على، أنه لم يردهم أي شكاوى من قبل المواطنين حول هذا الموضوع، لافتًا إلى متابعتهم هذا الملف.
وقال: "بالعموم البلديات العاملة بقطاع غزة والبالغ عددها 15 بلدية، وبحسب ما لاحظنا قامت بترحيل هذه النفايات مباشرة على مدار أيام العيد، وربما تكون بقيت هذه النفايات في بعض الأماكن النائية المهجورة، ولا أجزم بانتهاء المشكلة، وبشكل عام داخل المدن والأحياء ولم تصل لسلطة البيئة أي شكاوي ولم نلاحظ".
وأضاف، انه "في حال وجود أي شكاوى أو مكرهة صحية فإمكان المواطنين تقديمها لسلطة البيئة"، موضحًا أن روائح وبقايا الأضاحي قد تلحق ضررًا على الإنسان.
وتابع: "تأثير الروائح الكريهة على المواطنين في حال وجودها فعلاً سلبي على الصحة العامة، حيث تشكل إزعاجًا شديدًا لأي مواطن تتواجد بالقرب منه، بالإضافة إلى أن الروائح والمخلفات تجلب القوارض والحشرات وأشياء أخرى تسبب أضرارًا صحية على الصحة العامة".
وأشار إلى، أن بقايا الأضاحي أو ما يلقيه المواطنين بجانب الحاويات "مواد عضوية وليس لها تأثير خطير على التربة فهي تتحلل وتتحول إلى سماد"، خاتمًا حديثه بالقول: "بشكل عام يمكن أن تكون المشكلة حدثت أيام عيد الأضحى بجانب حاويات، وأتصور حاليًا بأن تكون انتهت، ويمكن أن تكون باقية في بعض الأماكن النائية".