شمس نيوز/ خاص
لم يعد في يد والد الرضيع مهند عاصي إلا أن يرسل المناشدات وقلبه ينفطر على طفله، بعد دخوله في غيبوبة لسبعة أشهر متواصلة ألزمت جسده الصغير أسرة إحدى مستشفيات غزة منتظرًا خيط الأمل الذي يربطه بحبل الحياة ينقذ ابنه من الموت.
فالطفل مهند والبالغ من عمره 10 أشهر، وكما يقول والده أحمد العاصي، أصيب قبل ستة أشهر بحمى شوكية بعد ارتفاع حرارته، أدت إلى ترشيح مياه على الدماغ وإلى تلف ببعض خلاياه واتساع في حجيراته، أدخلته في غيبوبة منذ 28 /2/2018 وحتى اليوم.
يقول والده في مناشدة يتمنى أن تصل إلى وجهتها (رئيس السلطة محمود عباس، وإلى وزير الصحة الدكتور جواد عواد، ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله)، إن الأطباء في غزة عجزوا عن رفع المعاناة عنه، وإن المشرفين على حالة طفله أبلغوه بأنه لا يوجد له علاج في القطاع، وطلبوا منه البحث عن أي وسيلة لخروج طفله للعلاج في بالخارج، أقربها مستشفى سوراسكي ايخلوف في "تل أبيب"، لكونه مختصًا بمثل هذه الحالات وبمتابعتها، ويستطيع وعلاجه.
ويهدد الموت آلاف الحالات الطبية في قطاع غزة، بينهم عشرات الأطفال الخدج والمصابين بأمراض خطيرة، بسبب تقليص السلطة الفلسطينية عدد الحالات المسموح بتحويلها للعلاج خارج القطاع.
يتابع أحمد العاصي في مناشدته التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يطلب حق ابنه في الحياة ويتمنى تعافيه، "أطالب سيادتكم بالنظر بعين الرحمة ومساعدتنا في تحويله".
آمال عالقة..
ومنذ إطلاق تلك المناشدة في مطلع سبتمبر الجاري، آمال عائلة الطفل عالقة بالهواء، لم يستجب أحد لندائها، تستشعر ألم الطفل أولاً، وحجم معاناة عائلته التي تتجرع قسوة ألمه.
وتسود خلافات بين وزارة الصحة في رام الله وغزة، بعد إعلان الأخيرة صباح الأحد المنصرم، بدء العد التنازلي لتوقف المولدات الكهربائية في كبري مستشفيات القطاع جراء تفاقم أزمة الوقود في مرافق الوزارة.
وقالت الوزارة آنذاك إن " أزمة الوقود في وزارة الصحة دخلت المرحلة الأصعب، الأيام القادمة حاسمة لاستمرار عمل المستشفيات والمراكز الصحية في ظل عدم توفر أي تطمينات من الجهات المعنية لتطويق الأزمة وعدم توفر الوقود الكافي".
ووفق الوزارة، فإن قطاع غزة يضم 13 مستشفى حكوميا، و54 مركزا صحيا لتقديم الرعاية الأولية، تغطي حوالي 95% من الخدمات الطبية المقدمة لأكثر من 2 مليون مواطن بغزة، فيما تغطي بقية الخدمات عيادات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).
وحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن مستشفيات غزة بحاجة إلى 450 ألف لتر من الوقود شهريا، لتشغيل المولدات الكهربائية في حال انقطاع التيار الكهربائي لمدة تتراوح بين 8-12ساعة يوميا، بينما تحتاج حوالي 950 ألف لتر شهريا حال انقطاع الكهرباء لمدة 20 ساعة يوميا.
الوزارة غير مسؤولة !
وعلى الناحية الثانية، ذهب الناطق باسم وزارة الصحة في رام الله أسامة النجار، إلى مطالبة "حاكم غزة" بأن "يتحكم ويدفع"، قائلاً إن "الوزارة غير مسؤولة عن أزمة نفاذ الوقود في مستشفيات القطاع. والحكومة لا يوجد لديها تحكم في وزارة الصحة بغزة التي تديرها حماس".
وأكد النجار على عدم وجود اتصالات أو تنسيق مع الصحة في غزة، لافتًا إلى أن "التواصل مقطوع مع الصحة في غزة وتعمل باستقلالية تامة إلا في قضية الاحتياجات ولن نعمل كصراف آلي لديها".