شمس نيوز/ غزة
عبرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، في بيانات منفصلة، عن رفضهما لخطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أمس الخميس، على هامش مشاركته في اجتماعات الدورة 73.
وقالت "حماس" في بيان لها تعقيبًا على الخطاب، إن تجديد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في خطابه بالأمم المتحدة، استمراره في مسار المفاوضات بعد مئات المؤتمرات والجولات وتكرارها "ما هو إلا استنساخ للفشل ومضيعة للوقت، وفرصة ممنوحة للعدو يستغلها لتغيير الواقع السياسي عبر الاستيطان والتهويد".
وأضافت الحركة، أن الاستمرار بمسار التفاوض "هو محاولة لتقويض حق العودة بالانقضاض على الأونروا، وكل ذلك يحدث والتنسيق الأمني مستمر، والمقاومة في الضفة مكبلة، والشعب مقيد في التعبير عن رفضه للتهويد والاستيطان حتى ولو بشكل شعبي وسلمي".
وأردفت: "تابعنا الخطاب الذي ألقاه رئيس السلطة محمود عباس من على منصة الأمم المتحدة، وكان في مجمله خطابًا مكررًا يستعرض الحال التي أوصلتنا إليه سياساته ونتجت عن أخطائه في عدم توقع سلوك الأطراف المختلفة رغم تحذيرات كل الفصائل وأحرار شعبنا، إذ كرر المطالب ذاتها من المجتمع الدولي، شاكيًا تجاهل الإدارة الأمريكية وانحيازها، وحكومة الاحتلال وتنكرها لكل الالتزامات التي قطعها على نفسه عبر الاتفاقات التي كبَّلت شعبنا، وتنازل بها عن غالبية أرضنا وحقوقنا الوطنية".
وتابعت: "إن وصف المقاومة من على منبر الأمم المتحدة بأنها ميليشيا وإرهاب، ورفضه لسلاحها هو طعنة نجلاء في خاصرة الشعب وتاريخه ومقاومته وشهدائه، وهدية مجانية للاحتلال، فضلا عن استخدامه هذا المنبر لإعلان الانفصال عن قطاع غزة، وتهديد أهله وسكانه بالمزيد من العقوبات يشكل خطرًا على النسيج الوطني الفلسطيني ومستقبل المصالحة، وهو تهديد لا ينسجم مع المساعي المصرية الكريمة لاستعادة اللحمة والوحدة الوطنية".
وأشارت حماس إلى، أنه "كان الأجدر بعباس أن يعمل على دعم هذه الجهود والمساعي، ويعلن انتهاء الانقسام والعقوبات على شعبنا، وعليه فإننا نحمل أبو مازن وفريقه كل التبعات المترتبة على أي خطوات تستهدف أهلنا في قطاع غزة"، وفق البيان.
واستطردت: "إن ما تحدث به السيد أبو مازن من مضامين هي إعلان صريح لفشل سياسته، واعتراف واضح بعجز مسار التسوية عن الوصول لأي حلول عادلة أو تحقيق أي إنجاز للشعب الفلسطيني، ولعل تساؤله عن حدود دولة الاحتلال كان أجدر أن يطرحه قبل تورط فريق أوسلو في رسالة الاعتراف بهذا الكيان".
وانتقدت الحركة تجاهل عباس في خطابه لـ"مسيرات العودة" وكسر الحصار والتضحيات الكبرى التي يقدمها الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، معتبرة أن استثناء غزة وبطولاتها وأهلها من خطابه "تجسيد وتكريس لحالة الانقسام، وإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لمزيد من الجرائم والقتل وتسهيل تنفيذ صفقة القرن".
وشددت حماس على "ضرورة توقف عباس عن مسار أوسلو الفاشل الذي ألحق بالقضية الفلسطينية الضرر البالغ، وإعادة النظر بحالة الإقصاء التي يمارسها، وأن يصغي لصوت الشعب وكل القوى الفلسطينية بالتوجه نحو تطبيق اتفاقات المصالحة، وفي المقدمة منها 2011، واستعادة وحدة شعبنا وترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة الشراكة، والتوافق على برنامج سياسي على قاعدة الإجماع الوطني لاستعادة حقوقنا والتمسك بثوابتنا الوطنية، والوقف الفوري للتنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال بالأشكال كافة"، وفق البيان.
بدوره، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، "إن خطاب عباس لم يأت بجديد سوى أنه أكد على عملية التسوية، وعجز عن الإقرار بفشلها".
وأوضح شهاب في تعقيب له على خطاب عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن لغة عباس كانت لغة عاجزة عن توصيف ما يجري من عدوان وقهر لحياة الشعب الفلسطيني.
وأشار شهاب إلى، "أن خطاب عباس هو إعلان ضمني بالاستعداد لعودة المفاوضات واستجدائها وهذا تجاوز لكل المحرمات".
ولفت إلى، أن الخطاب على مستوى العلاقات الوطنية "نذير شؤم وتهديد لمستقبل المصالحة والوحدة الداخلية وهو هدية للاحتلال ولصفقة القرن التي تنطلق من وأد المقاومة والقضاء على مفاعيلها الحيوية ونزع سلاحها".
واعتبر، أن "الخطاب مرفوض ولا يمثل الاجماع الوطني ويشكل تهديدًا للمصالحة والوحدة وانتكاسة كبرى للجهود المبذولة للخروج من المأزق الداخلي".