أبو العطا يروي لـ"شمس نيوز" التفاصيل الكاملة لأكبر عملية إقتحام للأقصى
شمس نيو- علي محمد
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بأعداد كبيرة باحات المسجد الأقصى المبارك في عملية هي الأكبر خلال الفترة الماضية, لتندلع على إثرها مواجهات عنيفة في ساحات المسجد وداخل حرمه, ولم تمر إلا لحظات حتى بدأت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاطي والأعيرة النارية والقنابل الصوتية, أمام المئات من الشباب المرابطين الذين صمدوا بحجارتهم وتكبيراتهم وتمكنوا من طرد هذه القوات المدججة بالسلاح.
وشارك في عملية الاقتحام ما يزيد عن 1000 عسكري إسرائيلي من القوات المدرّبة غالبيتهم من القوات الخاصة, الأمر الذي أسفر عن وقوع عشرات الإصابات داخل المسجد الأقصى وخارج أبوابه التي أغلقت أمام الحشود التي تداعت لفك الحصار المشدّد على المسجد والذي استمر لعدة ساعات.
بدوره يروي المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا أحداث الاقتحام الكبير للاقصى قائلا : " بعد ثلاثة أيام من الاعتكاف المتواصل داخل حرم المسجد حاول الاحتلال الإسرائيلي اليوم أن يكسر هذا الرباط والاعتكاف فأعد لذلك العدة", مضيفاً" منذ صلاة الفجر منعت قوات الاحتلال من هم دون الخمسين عاما من دخول الأقصى, وفي الساعة السابعة صباحا بدأ الناس يتجمعون عند أبواب المسجد, وكان هناك المئات فقط , إلا أنه تم منع جميع المصلين وطلاب العلم وحتى موظفي الأوقاف وبعض الحراس من الدخول".
1000عسكري
ويتابع :" في نفس الوقت كانت هناك مجموعات إسرائيلية كبيرة من قوات التدخل السريع بعتادها العسكري تجمعوا عند ساحة البراق خلف باب المغاربة, بالإضافة لقوات متمركزة عند باب السلسلة , وعند الساعة السابعة النصف اقتحمت أعداد كبيرة تقدّر بأكثر من 1000 عسكري باحات المسجد الأقصى دفعة واحدة, وبدأوا بالاعتداء على المرابطين بداخله بشكل وحشي, وأطلقوا وابل كثيف من الرصاص المطاطي والأعيرة النارية, بالإضافة لاستخدام غاز الفلفل والغاز الحارق والقنابل الصوتية ".
أوضح أبو عطا أن عملية الاقتحام تمت بعد محاصرة الجامع القبلي المسقوف من جهاته الثلاثة وقام الجنود بتكسير عدد من نوافذ الجامع, وبدأوا بإطلاق النار على المعتكفين داخله, واستمر الهجوم قرابة الساعة والنصف ما أسفر عن إصابة 30 من المرابطين, عشرة منهم داخل ساحات المسجد الأقصى و 20 آخرين داخل الجامع القبلي.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال وخلال عملية الاقتحام قامت بإدخال سلالم حديدية, تم وضع جزء منها على جدران الجامع القبلي وحاول الجنود اعتلاء سقفه , مضيفا : " في نفس الوقت كان هناك المئات من الرجال والنساء والأطفال يتجمعون خارج الأبواب من أجل كسر الحصار المفروض على الأقصى, ولكن تم الاعتداء عليهم ما تسبب بوقوع 15 إصابة في صفوفهم , بالإضافة للاعتداء على طواقم الصحفيين في المكان".
ولفت أبو عطا إلى قيام 30 مستوطن يهودي باقتحام المسجد الأقصى من جانب باب المغاربة ليتم طردهم على الفور من قبل المرابطين .
هي الأكبر
وبيّن أن هذه الاقتحامات جاءت بعد الدعوات والمخططات الإسرائيلية المتواصلة لاستهداف واستباحة المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي وهي الأكبر خلال الفترة الأخيرة, ليتم مجابهتها بصمود أسطوري للمرابطين وطلاب العلم وأهل القدس والداخل , الذين تداعوا من كل صوب للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.
وفي السياق, أكد أبو عطا أن هذا الصمود والاعتكاف والرباط المتواصل أحبط كل مؤامرات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ اقتحامات جماعية وإقامة الصلوات والشعائر التلمودية اليهودية , منوهاً إلى أن الخطر لازال قائماً بالمسجد الأقصى وقد يتكرر الاعتداء في الأيام القادمة .
وأوضح أن هذا الاقتحام الهمجي على المصلين العزل يهدف إلى كسر شوكة المرابطين وكإجراء عقابي لصمودهم أمام محاولات الاقتحام, مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول أ يفرّغ المسجد الأقصى من المرابطين بداخله ليتسنى له تنفيذ مخططاته باستباحته.
أهبة الاستعداد
وشدّد المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث على أن المرابطين وأبناء القدس والداخل وجميع الفلسطينيين سيبقوا صامدين وعلى أهبة الاستعداد دوما "أن إرادتنا هي إرادة الحق التي ستنتصر على إرادة الباطل", داعياً إلى ضرورة تكثيف شد الرحال الى المسجد الأقصى المبارك واعتماد وسيلة الرباط الدائم والباكر, في كل وقت وحين وبشكل متواصل.
ووجه أبو عطا نداءً إلى أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده بالتحرك العاجل وتنظيم الوقفات والمظاهرات الغاضبة نصرةً للمسجد الأقصى , مطالباً العالم العربي والإسلامي باعتبار الجمعة القادم يوم غضبٍ نصرةً وإسناداً للأقصى والقدس, ولتوجيه رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي بان المسجد الأقصى ليس وحيدا .