بقلم: هاني حبيب
مستعيدًا نتائج الحروب الإسرائيلية الثلاث على قطاع غزة، قال يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة في المقابلة التي نقلتها «يديعوت أحرونوت» مؤخراً: إن تلك الحروب انتهت دون أن تتحقق الأهداف الإسرائيلية، وعليه، يقول السنوار: إن إسرائيل ستضطر إلى إعادة احتلال قطاع غزة، لكني.. يضيف.. لا أعتقد أن نتنياهو يريد مليوني عربي آخر.. كلّا.. بالحرب لا يحققون أي شيء.. لقد حان وقت التغيير.
الحرب الإسرائيلية المحتملة والمتدحرجة في وعلى غزة، كانت العنوان الصاخب في معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية وصفحات وبرامج الرأي خلال الفترة الماضية على وقع فشل مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل بالتوازي مع استمرار الحشد الشعبي الفلسطيني على خطوط التماس في قطاع غزة مع الاحتلال، في إطار مسيرة العودة وتزايد وسائلها من الإرباك الليلي إلى الطائرات الورقية الحارقة. في ظل هذه الأجواء جاءت مقابلة السنوار التي كان من شأنها تعقيد الموقف الإسرائيلي تجاه كيفية التعامل مع التطورات الميدانية في قطاع غزة، وهو الأمر الذي كان موضع نزاع معلن بين وزير التربية بينيت ووزير الحرب ليبرمان، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الميل نحو الانزلاق إلى حرب لا يريدها أي طرف.
حالة الابتزاز والمضاربة بين ليبرمان وبينيت، دفعت الاحتلال إلى المزيد من الخطوات العميقة على طول الحدود مع قطاع غزة، وليبرمان يهدد بأن الهدوء الذي ساد مع الأعياد اليهودية انتهى بنهايتها، بينما يأمر رئيس الأركان ايزنكوت قواته بزيادة فاعليتها عددًا وعدة وحشد المزيد من بطاريات القبة الحديدية، مع الإشارة إلى أن هذه الاستعدادات ستكون كافية لبداية حرب جديدة قبل استدعاء القوات، ذلك كله يشير إلى أن الحرب القادمة في حال اندلاعها، ستكون، أيضًا، نتيجة للوضع الداخلي الإسرائيلي الذي من المرتقب أن يتعقد أكثر مع احتمالات عقد انتخابات برلمانية جديدة مبكرة.
يعترف الجنرال الإسرائيلي تسفيكا بوغل، الذي تولّى في السابق القيادة الجنوبية، أن الحرب القادمة ستكون نتاجًا لحالة الخوف والقلق التي تعتري الجيش الإسرائيلي، خاصة وأن هذا الأخير بات يمتلك بنك أهداف تتضمن سياسة الاغتيال الانتقائي، خاصة يحيى السنوار، ويبرر الجنرال اعترافه، بأن إسرائيل لا تتحمّل حرب استنزاف طويلة.
المحلّل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» بن يشاي حاول أن يقرأ الرسائل التي بعث بها السنوار من خلال المقابلة، مشيرًا إلى أن قائد حركة حماس طرح خيار الهدوء مقابل رفع الحصار، بدلًا من صيغة هدوء مقابل هدوء التي طرحتها اسرائيل أثناء مباحثات التهدئة قبل أسابيع. بن يشاي يرى أن السنوار تحدّى إسرائيل من خلال هذه المقابلة لعلمه أنها تحاول عدم الانزلاق إلى حرب جديدة، وهو ما توصل إليه عاموس هرئيل المحلّل العسكري لصحيفة «هآرتس» الذي قال «خلافًا» للتصريحات المعلنة للسياسيين الإسرائيليين وقرع طبول الحرب على غزة، من وراء الكواليس ليس لديهم نوايا للدفع نحو عمليات عسكرية شاملة، في حين يرى المحلّل العسكري لموقع «واللا» الالكتروني امير بوحبوط، أنه يجب أن يؤخذ بالاعتبار إذا ما تدهور الوضع على الحدود، ان الأحداث قد تخرج عن السيطرة، وهنا تنشط جهات إقليمية ودولية لممارسة الضغط على حركة حماس للعمل على التهدئة والامتناع عن التصعيد.
الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» عاموس يادلين والذي يترأس حاليًا معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، كان قد علّق على مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية، اعتبر أن الحرب قادمة عاجلاً أم آجلاً، بتهدئة أو بدونها، بسبب ثلاثة عوائق رئيسية، حسب رأيه: حماس لن تتنازل عن ذراعها العسكري، غياب القيادة الفلسطينية عن مثل هذا الاتفاق حول التهدئة، رفض حماس إطلاق سراح الإسرائيليين المعتقلين لديها. لكن يادلين يستطرد مشيرًا إلى أن إسرائيل تفضّل الاستعداد للمواجهة مع إيران، والانتظار لحين انتهاء بناء الجدار الحدودي شرق قطاع غزة، فضلاً عن عدم رغبة إسرائيل باحتلال قطاع غزة بسبب الثمن الباهظ الذي لا تستطيع دفعه!
صحيفة الأيام
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز"