قائمة الموقع

خبر تحليل: هل تقطع 'عملية خانيونس' الطريق على جهود التهدئة في غزة؟

2018-11-12T13:26:05+02:00

شمس نيوز/ توفيق المصري

وضعت عملية تسلل قوة عسكرية "إسرائيلية" خاصة، إلى عمق 3 كيلو مترات داخل مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ليلة أمس الأحد، الجهود المكثفة التي بذلت مؤخرًا للوصول إلى تهدئة بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" في تساؤلات محيرة حول إمكانية ذهابها إلى أدراج الرياح.

القيادي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق، كان أول من ألمحوا إلى فشل تفاهمات التهدئة مع "إسرائيل" التي تقودها عدة وساطات، بسبب العملية.

وقال أبو مرزوق في تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، إن العملية "بينت حجم الكذب الذي تقوله (إسرائيل)، أمام المجتمع الدولي عن احترامها للاتفاقيات والتفاهمات، وإن هؤلاء أثبتوا أن لا عهد لهم ولا ذمة وكما وصفهم سبحانه (كلما عاهدوا عهدًا نبذه فريقًا منهم)".

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، أن هذه العملية جاءت "طعنة غدر" لجهود الوساطات الأممية والمصرية لثبيت وقف إطلاق النار.

ويقول المدهون لـ"شمس نيوز"، إن "فشل العملية وتصدي المقاومة لعدم الوصول إلى هدفها الحقيقي يعطي مساحة للمقاومة الفلسطينية لكي تستثمر الحدث للدفع بعملية التهدئة وفك الحصار والضغط على الاحتلال الإسرائيلي".

ويرى، أن العملية ورقة رابحة حتى اللحظة بيد المقاومة الفلسطينية، من الصمت السائد في غزة؛ رغم كل التوقعات بإمكانية ذهابها للتصعيد، مضيفًا أن "هدوئها يدفع إلى تحرك الوسطاء وناقلي الرسائل ويشي بأنها –المقاومة- تُحملهم مسؤولية الضغط على إسرائيل".

كما يرى أيضًا، أن "إسرائيل" غير معنية بحرب شاملة بل أرادت عملية "صامتة"، مشيرًا إلى أن "انكشافها والتصدي لها أدى لهذه التداعيات الميدانية، ولم يوسع في استهدافاته".

ويوضح، أن المقاومة الفلسطينية أيضًا غير معنية بجر الشعب الفلسطيني نحو مواجهة كبيرة وشاملة في هذه الأوقات، "ولهذا مازالت عملية وقف إطلاق النار وكسر الحصار على سلم الأولويات"، لافتًا إلى تأكيدات المقاومة أن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمنًا سياسيًا كبيرًا أمام هذا الإخفاق.

ووفق المدهون تسمك المقاومة بزمام الأمور، "فهي التي استطاعت أن تصد الهجمة الإسرائيلية وكبدتها الخسائر، وتثبت أنها مقاومة واعية وحكيمة وتستطيع أن تقدر الظرف، وتقول إن الاحتلال سيدفع الثمن الذي ستحدده سواء أكان ميدانيًا وعسكريًا أم سياسيًا، وكل الاحتمالات واردة".

ويعتقد، أن غزة اليوم أمام فرصة كبيرة لإعادة جهود فك الحصار عن القطاع ترغم أيضًا الاحتلال الإسرائيلي لدفع أثمان سياسية كبيرة للقطاع.

من جانبه، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي، ثابت العمور، أن المقاومة الفلسطينية تعاملت مع حدث خانيونس بنضج ووعي، مشيرًا أنها لا تتعامل بمنطق رد الفعل.

ويوضح العمور خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أنها في وضع لا تحسد عليه لأمرين، أولهما: أنه بالفعل هناك ضغوطات عربية ودولية مصرية وربما دولية لأجل أن لا تتحرج الأمور إلى حرب وهذه الضغوطات محل تقييم وترحيب، لن يغلق الباب في وجهها.

أما الثاني، بحسب تحليله، لكونها عملية اعتداء واختراق داخل قطاع غزة وبعمق 3 كيلو مترات وأفضت إلى اغتيال قيادات وإلى سقوط 7 شهداء، وظهر مدى إصرار "إسرائيل" على تنفيذ هذه العملية؛ لذلك على الوسطاء الذين يريدون تثبيت التهدئة ولكون أن المقاومة لم ترد، التواصل مع "إسرائيل" قبل الحديث معها.

صمت المقاومة "البليغ"، وفق العمور، يحمل رسالة للجهود المصرية والوساطات التي سعت لتحقيق التهدئة بينها وبين "إسرائيل"، أن ما الضمانات التي تقدموها لربط إسرائيل من يدها وإلزامها بتنفيذ الاتفاقيات؟

ويعدُّ هذا سؤالاً ملحًا وواجبًا الآن؛ "لالتزام قطاع غزة بكل مقاومته وفصائله بالوساطة والتهدئة والهدوء في (مسيرات العودة) وعدم الاقتراب من السلك الشائك ووقف البالونات الحارقة ووحدات الارباك الليلي، وكانت عند كلمتها وقدر من المسؤولية، لكن من قلب الطاولة واخترق كل ذلك وأخل بكل ذلك وأحرج كل الوسطاء هو الكيان الإسرائيلي".

اخبار ذات صلة