شمس نيوز/تمام محسن
بدا كل شيء أشبه بحلم لذيذ، اجتمعا بعد ثلاث سنوات من الانتظار، جهزّا شقتهما وفستان الزفاف الأبيض وكل التفاصيل الأخرى.. لكن يقظة تطيح بأحلام الكرى!
لم تستغرق طائرات الاحتلال الإسرائيلي سوى خمس دقائق لتوقظ العروسين على كابوس مفزع. فلم تخلّف من بيتهما المعد حديثًا سقفًا ولا جدار، سوى فستان العروس الأبيض.
انتظر الشاب فادي الغزالي وعروسه الجميلة الفارة من ويلات الحرب في سوريا، انقضاء الأيام على أحر من الجمر لإتمام زفافهما الأسبوع المقبل.
وقصفت طائرات الاحتلال مساء الاثنين، عمارة سكنية وسط قطاع غزة، حيث تقع شقة فادي الغزالي، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.
حاولنا التواصل مع الشاب فادي، لكنه رفض الحديث مع وسائل الإعلام نايئًا بنفسه ليجمع شتات أحلامه التي ذهبت أدراج الريح.
"كل شي راح" تختصر أم فادي الحديث. تمكنت العروس من مغادرة سوريا التي تشهد حربًا منذ أكثر من سبع سنوات، لتبدأ رحلة جديدة من العذاب على معبر رفح الحدودي إلى أن نجحت أخيرًا في الوصول إلى عريسها فادي قبل خمسة أيام فقط من القصف.
وتحاول والدة فادي جهدها لإزالة ركام المنزل وإعادة ترميمه في محاولة لبعث الروح في حلم العروسين الشابين.
وتنقل مشاعر العروس التي تركت الحرب في بلادها لتصطدم بعدوان عنيف في غزة، وتقول أم فادي "لا تتوقف عن البكاء على فستانها وفرحتها".
ومع انتشار صورة الفستان الأبيض وسط الركام، في مواقع التواصل الاجتماعي، انطلق هاشتاق لدعم العريس الشاب #كلنا_حندعم_فادي_الغزالي. كما أعلن مصورون ومصممون وأصحاب محلات بدل الأفراح عن دعمهم للعروسين الشابين لاستكمال حلمهما.
وشهد قطاع غزة خلال اليومين الماضيين عدوانًا إسرائيليًا متواصلاً أدى لتدمير طائرات الاحتلال عدة مبان سكنية متعددة الطوابق في مناطق متفرقة بالقطاع، أسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة 30 آخرين بجروح مختلفة.