شمس نيوز/ القدس المحتلة
لا يريد نتنياهو الخروج لحرب في غزة، وهو يدفع مقابل ذلك ثمنًا سياسيًا معينًا. لو لم يكن وعد الجمهور الإسرائيلي بحلول سحرية لغزة؛ ربما لما كان قد وصل لهذه المصيدة أو لكان الضرر أخف قليلًا. لكن، حتى بعد زوال تهديد وزير التعليم نفتالي بينت بالاستقالة واستمراره بالجلوس في حكومة يمين ضيقة؛ ما يزال نتنياهو عالقًا بالتسوية التي سيجد صعوبة كبيرة في تنفيذها.
يقول الكاتب الإسرائيلي، شلومي الدار، في مقال له، "بعد يومين من استقالة ليبرمان من وزارة الجيش، ظهر مسؤول حماس يحيى السنوار في خانيونس (السنوار الذي وافق نتنياهو على إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية في إطار صفقة شاليط عام 2011)، ظهر ملوحًا ببندقية مع كاتم صوت، مدعيًا أنه تم أخذها من جنود الوحدة الخاصة التي تم الكشف عنها في غزة، وتباهى قائلًا "ماذا اعتقدت القيادة الإسرائيلية حين سمحت بإدخال السولار، والمنحة القطرية لدفع رواتب الموظفين ومن أجل العائلات المحتاجة؟ بأننا سنبيع دمنا مقابل سولار ودولارات؟ لقد شعروا بخيبة أمل، وثبت أن أهدافهم خاطئة".
وأضاف الكاتب، "على خلفية هذا الكلام والتطورات السياسية في إسرائيل، تُثار عدة أسئلة: هل سيسمح نتنياهو الشهر القادم بإدخال مزيد من حقائب أموال لغزة ويعرض نفسه لخطر صورة مهينة أخرى من جانبه؟ هل في إطار التفاهمات مع حماس، سيوافق على فتح المعابر لخروج آلاف العمال من غزة لإسرائيل، وتحمل مزيد من الانتقادات من الجمهور؟ هل يستطيع في إطار حكومة ضيقة أن يواصل تعزيز تسوية كأنه لم يتم إطلاق حوالي 500 صاروخ من غزة في غضون يومين، ومع تجاهل للاستطلاعات التي تظهر أن أغلب الجمهور يرى بأنه فشل في التعامل مع الأزمة الأمنية في الجنوب؟".
وعلق الكاتب، إلى المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو، الأحد الماضي (18 نوفمبر)، قائلاً: "لم يكن بينيت قد أعلن بعد إذا كان سيستقيل أو سيبقى في الحكومة؛ حاول نتنياهو تعزيز صورته كسيد للأمن التي تضررت".
مضيفًا: "الجمهور الإسرائيلي (حسبما أوضح رئيس الحكومة، وهو يحاول الدفاع عن قراره بعدم توجيه ضربة قاسية لحماس) يرى فقط صورة جزئية من معركة واسعة النطاق "والتي مازلنا في خضمها".
واستطرد شلومي الدار، في مقاله، "مؤخرًا، تلقى نتنياهو رسائل واضحة من مصر، تفيد بأن أبا مازن قد خضع للضغط الذي مارسه عليه الرئيس المصري السيسي في هذا الشأن. مصدر فلسطيني قال بأن أبا مازن فهم أن معارضته للتسوية ستؤدي لحرب بين إسرائيل وحماس ومزيدًا من الشهداء الفلسطينيين، وسيُنظر إليه على أنه المتهم بمقتلهم".
وزاد في النقطة، "تسوية بين إسرائيل وحماس، في مرحلتها الثانية، قد تؤدي لإعادة جثث الجنود أرون شاؤول وهدار غولدن وإطلاق سراح المواطنين الإسرائيليين ابراهام مانغيستو وهشام السيد. هذا وقد سربت مصادر مصرية مؤخرًا لوسائل إعلام عربية أن هناك تقدمًا كبيرًا باتجاه صفقة إطلاق سراح أسرى، في أعقاب اتفاق إسرائيل على إطلاق سراح أسرى حماس الذي تم إطلاق سراحهم في صفقة شاليط وأعيد اعتقالهم مجددًا عشية اندلاع "الجرف الصامد".
وأضاف: "كلمة واحدة لنتنياهو حول الصفقة التي تتم صياغتها، كانت يمكن أن تحرج وزير الجيش المُستقيل وتجعل رئيس الحكومة يحظى بدعم الجمهور، الذي ترجم سلوكه كضعف وخضوع. في الوقت نفسه، نتنياهو مضطر للتعامل مع صورة "سيد أمن" ممزقة، وحتى التسوية سيصعب عليه دفعها حتى تنكشف للجمهور الإسرائيلي المبادرة بأكملها، هذا بالطبع بشرط ألا تطلق حماس مئات الصواريخ من جديد نحو إسرائيل، السنوار يدعي بأن حماس حصلت على الأموال القطرية بدون أن تبيع مبادئها وبدون أن تخسر الردع أمام إسرائيل".
وخلص بالقول: "الآن ملقى على نتنياهو عبء إثبات للجمهور الإسرائيلي أنه رغم سياسات ضبط النفس؛ إلا أنه لم يبع مبادئه، وأنه يذهب لتسوية مع حماس من أجل فرصة لإعادة جثث الجنود وإطلاق سراح المواطنين، وأيضًا لضمان أمن مواطني إسرائيل".
ترجمة موقع "أطلس"
