شمس نيوز/ خاص
في الثالث من نوفمبر الماضي وتحديدًا في الساعة الثالثة من فجر السبت، اقتحم أفراد من أجهزة أمن السلطة منزل سهى جبارة (31 عامًا) في قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله.
تلبدت أجواء منزل كانت تقطنه أسرة ملأت حياة أطفالها حبًا ومرحًا، بعدما اقتحمت أجهزة السلطة منزل جبارة واختطفتها، ليبدأ شبح الخوف والقلق يخيم فوق رؤوس ثلاثة أطفال وُضعت أمهم بين أربعة جدران صغيرة داخل سجن أريحا والمعروف "بمسلخ أريحا".
وتقول عائلة جبارة، أنه جرى اعتقال ابنتهما دون إبراز أي مذكرة قانونية من النائب العام، سوى ورقة اعتقال من اللجنة الأمنية. وبعد عرض جبارة للمحاكمة مدد توقيفها 15 يومًا على ذمة التحقيق.
كما عرضت أيضًا في الثاني والعشرين من نوفمبر ومدد احتجازها 15 يومًا آخرين، ورفضت المحكمة طلبًا لعائلتها لإطلاق سراحها بكفالة، لتقرر جبارة بعدها خوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام؛ احتجاجًا على اعتقالها تعسفيًا.
وتواجه جبارة تهمًا بـ""توجيه أموال لجهات غير مشروعة في الضفة الغربية"، لكن عائلتها تنفي ذلك.
ظروف اعتقال غير انسانية**
تصف خديجة جبارة التي تحدثت لـ"شمس نيوز"، ظروف اعتقال شقيقتها "غير الانسانية" وفي قرارة نفسها دمعة على أطفال أختها الذين حرموا من حضن والدتهم.
وتضيف أن، التحقيق استمر مع أختها لأكثر من شهر، وأن تمديد المحكمة المتكرر يعود لعدم امتلاكهم لأي دليل ضدها.
وزادت: "هم حتى اللحظة لم يجمعوا لها قضية، ولذلك فإن عليهم أن يطلقوا سراحها".
وأعلنت سهى، التي تعاني من مشاكل بالقلب، الإضراب عن الطعام، احتجاجًا على اعتقالها التعسفي، الأمر الذي أدة إلى تراجع في حالتها الصحية حيث وصلت دقات قلبها إلى 140، وفق شقيقتها.
وتابعت: "ساءت حالة سهى الصحية، فأرسلت إلى المستشفى ليومين أو ثلاثة، لكن الجدران لم تكن جدران مستشفى؛ كسجن دون أي رعاية، ثم امتنعوا عن أخذها ليعاقبوها ويعاقبونا بمنعنا من زيارتها، بحجة أننا أظهرنا قصتها للإعلام.
لكن محاميها مهند كراجة الذي زارها حديثًا، وكما تنقل لنا خديجة قوله كما أبلغهم: "إنها عبارة عن كتلة عظم وتعاني من مشاكل في المشي، ولا تستطيع حمل جسدها وتجره".
قبل ذلك كله، تعرضت سهى للتعذيب والضرب والحرمان من النوم منذ وطأت قدماها سجن أريحا، إلى أن ساء وضعها الصحي بعد الاضراب الذي بات خطيرًا ومقلقًا على حياتها، بحسب والدها بدران جبارة.
الشوق والمنع**
وفي خضم معركتها مع سجانها، اشتعل تفكير أبنائها عليها؛ فتنقل خديجة التي ترعاهم حاليًا بعضًا من حديث دار بينها وبين نجل شقيقتها الأوسط محمد الذي يبلغ 9 سنوات من العمر.
وتنقل الحديث بالقول "قال لي محمد ذات مرة أريد أن أضرب مع أمي.. فكيف أكل وأمي لا تأكل، نحاول أن نقنعه بأن أمه لها هدف، لكنه غير قادر على الأكل، وهو مقرر الاضراب مع والدته".
ويقول بدران جبارة 55 عامًا، والد المعتقلة سهى، إن أجهزة السلطة لم تسمح له بزيارة ابنته، مضيفًا أن إدارة السجن تتدعي أنه عندما يضرب السجين عن الطعام يمنع من زيارة الأهل".
ولفت إلى، أن كل المعلومات تصلهم فقط من محاميها وعن طريق السفارات الدولية لأن ابنته تحمل جواز سفر أمريكي وبنمي.
ويضيف بدران لـ"شمس نيوز"، أن تعتيمًا فرض على قضيتها لم يسمح حتى للجنة الدفاع عنها بالحصول على أي صورة لملفها ولا توجد معلومات مؤكدة حول موعد محاكمتها.
وتشير خديجة، إلى أنه التهمة الموجهة إلى أختها تغيرت من مرة إلى أخرى. وتقول إنه في البداية كانت التهمة الموجهة لشقيقتها "تمويل حماس" ثم تمويل "عائلات أسرى وشهداء"، والآن "توجيه أموال لجهات غير مشروعة في الضفة".
وتضيف، أنه العائلة تلقت تحذيرات من الحديث لوسائل الإعلام حول ملابسات اعتقال سهى، قائلة "إن العائلة قررت عدم السكوت على تهمة لم ترتكب ".