شمس نيوز/ توفيق المصري
أفاد المتحدث باسم المهدمة منازلهم كليًا في العدوان الأخير على غزة عام 2014، محمد أبوشباب، مساء اليوم الأحد، بأنهم اتخذوا قرارًا بالعودة تدريجيًا إلى مدارس "الأونروا" المنشرة في كافة مناطق القطاع بدءًا من يوم الثلاثاء المقبل.
وقال أبو شباب خلال اتصال مع "شمس نيوز"، إن إدارة الأونروا توقفت عن صرف مخصصات بدل الإيجار للشهر السادس على التوالي وبدون ذرائع ومقدمات عن 1612 أسرة من أصحاب المنازل المدمرة كليًا، معتبرًا أن كل الحجج والذرائع المتعلقة بالأزمة المالية انتهت "لكن يبدو أن الأونروا ذهبت بعيدًا في هذا المضمار"، وفق قوله.
وأوضح أبو شباب، أنه عُقد اجتماع اليوم ضم أصحاب الأحياء والمناطق السكنية المدمرة في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه تم وضع خطة للعودة تدريجيًا إلى مدارس "الأونروا"، وتم تحديدهم أسماء المدارس التي سيلجأ إليها أصحاب المنازل المدرمة كليًا في المرحلة الأولى.
ولفت إلى، أنه سيتم اتخاذ خطوات تصعيدية ضد قرارات "الأونروا" التي وصفها بأنها "مدمرة" لهذه العوائل التي تعاني في ظل الأجواء الباردة بفعل إلقائهم في الشارع.
ونوه إلى توجيه أصحاب المنازل المدمرة كتابات إلى ماتياس شمال مدير عمليات الأونروا وإلى بيير كرينبول مفوض عام الأونروا ونداء للقوى الوطنية والإسلامية وللفصائل الفلسطينية، قائلاً: "لكن لا حياة لمن تنادي ودون إجابة".
وأضاف: "وجدنا أنفسنا مضطرين آسفين في ظل الامتحانات التي يتقدم لها الطلبة في مدارس الأونروا من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، أن نعود إلى المدارس يوم الثلاثاء القادم، وكل من خاطبناه هو من سيتحمل المسؤولية وتبعات ما سيحدث، فأصحاب المنازل المدمرة لن يبقوا طويلاً في العراء".
وأشار إلى، أن الأسر المهدمة منازلها ستعود تدريجيًا بدءًا إلى 3 مدارس يوم الثلاثاء المقبل في شمال قطاع غزة، وأن عدد المدارس التي ستقيم فيها جميع الأسر المهدمة منازلها ستصل لـ15 مدرسة مع استمرار خطوات التصعيد.
وقال: "نحن أمام عملية متدحرجة فيما يتعلق بالتصعيد ضد قرارات الأونروا، وسنبدأ من شمال قطاع غزة حتى نصل لبقية محافظات القطاع.. البداية من شمال القطاع لأن فيها ثقل سكاني ولم تتم عملية إعادة الإعمار لنحو أكثر من 500 وحدة سكنية لهذه المناطق".
وتابع: "أصحاب المنازل المدمرة يقيمون الأن في بيوت من البلاستيك والصفيح بعد أن طردوا من المنازل التي كانوا يقطنوها بحكم توقف بدل الإيجارات؛ ولأنهم لا يستطيعوا دفع بدل الإيجار المتوقف للشهر السادس على التوالي، وتراكمت عليهم الديون والإيجارات فبالتالي مضطرين الأن في ظل تراجع الأونروا عن قرارها بما يتعلق بصرف بدل الإيجارات لأن يعودوا إلى المدارس حتى يتم وضع حل لمشكلتهم".
وأردف، أن "أصحاب المنازل المدمرة خرجوا من المدارس وسيعودوا إليها، وهم لاجئين لا مكان لهم ومدارس الأونروا هي المكان الآمن لهم، ونحن سندخل آسفين ونعلم أن عمليات تجري لإجراء امتحانات نهاية الفصل، ومضطرين مهما كلفنا من ثمن".
ونبه، أن أصحاب المنازل المدمرة يريدوا إيصال رسالة احتجاج لإدارة الأونروا عبر دخول مدارسها، لافتًا أنه إذا استمرت "الأونروا" في تعنتها بعدم صرف مخصصات الايجارات فستكون إقامة الأسر المهدمة منازلها بمدارسها طويلة الأمد.
وعن المبالغ التي كانت تقدمها "الأونروا" شهريًا لأصحاب المنازل المدمرة كليًا، قال: "في المتوسط 200$ لكل صاحب منزل، وتتراوح حسب عدد أفراد الأسرة، وكانت تصرف كل 3 أشهر بشكل منتظم"، معتبرًا أن "كل المبلغ شهريًا لا يكلف الأونروا 300 ألف دولار وسنويًا 3 مليون دولار"، وفق قوله.
واستطرد: أن "الأونروا تلقت مساعدات من السعودية والكويت وقطر ومن الكثير من الدول وباستطاعتها أن توفر هذا المبلغ، ولا يمكن الصمت على ما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها، وما تفعله الأونروا بحق أصحاب المنازل المدمرة أن تلقي بهم في الشارع ضرب من الجنون، ولا يمكن لعاقل أن يستوعب كيف تجرؤ الأونروا أن تلقي بعشرات العوائل في الشوارع وفي نفس الوقت وللأسف تعلن عن انتهاء أزمتها فكيف؟"
وتابع متسائلاَ: "على أي أساس تعلن الأونروا عن انتهاء أزمتها المالية ولديها 1612 أسرة لم يتم إعادة إعمار منازلها أي أكثر من 10 آلاف نسمة في الشارع، هذا العدد الذي يشكل مدينة أو قرية كاملة، فكيف تتجرأ الأونروا على مثل هذا الأمر؟".
وأوضح، أنه تراكم على العوائل المهدمة منازلها أجارات 6 شهور في المتوسط 200$، ما يعني أن كل أسرة أصحبت مديونة بـ1200$، لافتًا إلى أنهم لم يتلقوا منذ شهر 7 المنصرم مخصصات الإيجارات.
وفي سياق منفصل، اعتبر أنه لا مبرر لإجراء قطع بدل الإيجارات ضمن إعلان انتهاء أزمة الأونروا، متسائلاً: "بماذا سيؤثر 300 ألف دولار شهريًا على موازنة الأونروا؟".
وذكر، أن الأونروا تلقت مساعدات بعشرات المليارات، مضيفًا أنها في وضع مالي هو الأفضل منذ قبل عام 2000، "حيث أن الأزمة الأن صفر ولا بالأحلام كما يقال، ففي عام 2003 كانت الأونروا في أوج تلقيها المساعدات وكان هناك عجزًا لا يتجاوز الـ150 مليون دولار، والأن في ظل المساعدات العربية والدولية والتكاتف فالأونروا لديها حتى فائض فيما يتعلق بالموازنة، فلماذا لا تصرف لهذه العوائل المنكوبة التي تقيم الأن في بيوت من البلاستيك والصفيح بدل الإيجارات".
وعن تداعيات عدم تلقي الأسر المهدمة منازلها، قال المتحدث باسمهم: "إن الوضع الإنساني سيء للغاية فهناك موجة نزوح داخلية بين أوساطها، ترجع لطرد أصحاب الشقق مع تراكم الإيجارات وكتب كمبيالات، مما اضطرها للجوء أحد أقربائهم، وبذلك أصبحت عائلة أو عائلتين تسكن في شقة واحدة، وبعض الأسر لجأت إلى بناء بيوت من البلاستيك والصفيح والخيام من أجل الإقامة فيها لأنها طردت من منازلها".
واعتبر أبو شباب، أن إدارة الأونروا بفعل قطعها لبدل الايجارات هي من دفعت تلك العوائل إلى حركة النزوح الداخلية، موضحًا أن هناك أكثر من 300 عائلة من كل مناطق قطاع غزة بدأت بالنزوح الداخلي.
ونبه، أن حركة النزوح تؤثر سلبًا وتسبب مشكلات نفسية واجتماعية، كتلك التي عاشوها في العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014، قائلاً: "الأن نحن نعيش وعدنا إلى أجواء الحرب التي كانت عام 2014.. عائلات مكتظة في منزل ومدارس، انعكست على الأبناء والأطفال".
وأضاف: "نحن أمام مأساة اجتماعية وكارثية خاصة ونحن نعيش فترة امتحانات على أطفال الأسر، وبين هؤلاء الأسر المهدمة منازلها ما بين 3 إلى 4 آلاف طفل يتجرعون مرارة حركة النزوح الداخلية والسكن في الخيام والبيوت البلاستيكية والصفيح".