غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

إلى أين مع العالم الأزرق

27400167_1843775909019188_1976890206_n-e1522264124992.jpg

بقلم/ إسراء ابو جلالة

احتل هذا العالم "الفيسبوك" حياة الكثيرين سواء في فلسطين أو غيرها ، لو نسلط الضوء قليلا على المجتمع الغزي وفئة النساء غالبا أصبح تداول ابسط الأشياء عادة لا أحد يعي انها تتجاوز حد الخصوصية المسموح للنشر فيها .

اخترق حياتهم بلا مقدمات بلا أي إشعار مسبق وبلا وعي سمحن له الدخول لعالمهن البسيط المليء بالحب .!

تتبادل الأسئلة والصور وتتم الإجابات عليها بعضها بالصريح المطلق وبعضها بالكذب من أجل أن لا تشعر بأنها اقل من غيرها .

من غير تفكير أن من الممكن ان يكن من يطرح الأسئلة خلف الشاشات هو من الموساد الذي يسعى لتجميع المعلومات عن سيدة تلو الأخرى ليتم ابتزازها بها !

كل شيء محتمل الأسماء المستعارة لا أؤمن بها بأي شكل من الأشكال فلماذا تجعلين الملقبة "بحبية زوجها" تطرح عليكي هذا النوع من الأسئلة بدايةً بأدق التفاصيل الى نهايتها، وبكل سهولة وعفوية تجيبي عليها !

حتى إن الأمر لا يقتصر على النساء فقط بل أصبح متداولا بين الرجال أيضا ، من يعبر عن حبه لزوجته أو أي كان من المسيميات او العلاقات التي بينهم ، مشاركة ابسط الصور والتفاصيل عن حياتهم اليومية لتجسيد السعادة وايصالها الى الآخرين من المتابعين بمعنى اننا نعيش بسعادة ها نحن ولا تمتلكها أنت !

عزيزي السعادة لا تكمن بتصوريك للمكان الذي تقطن فيه او حتى الطعام الذي تأكله ، السعادة تكمن مع من تقضي هذه اللحظة بعيدا عن العالم الأزرق المليء بالحسسودين الذين يتمنون لو انهم مكانكم فعلا .!

"داري على شمعتك تقيد" مثلٌ تم تداوله من الجد الأكبر حتى يومنا هذا ، لا نقل أننا نتحفظ على الزمن القديم بعاداته ، و كل مثل قاله جدي صدق به ، لنتجنب الآخرين ، ليس شرطا ان يعلم اصدقائك أنك تشعر بالسعادة او حتى بالحزن او ان علاقتك مع شريكك متأزمة بعض الشيء ، كل هذا يٌحل بعيدا عنه .

فالازرق ليس المكان المناسب الذي ستعرض به سعادتك او حتى حزنك ، لا تجعل أي أحد أن يتطرق ولو بشكلٍ بسيط الى حياتك الخاصة .

جميعنا لدينا الشيء الذي يسعدنا فلا نقدمه للاخرين لكي نفقدها ، حافظوا على ذاك الطُهر الذي بداخلكم على الشيء الجميل عقولهم لا تجعلوا اي من كان يستولي عليها بأي فكرة كانت .

فالسعادة الحقيقية ليست هنا .. !

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".