غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ومن الموت حياة

27867676_811382832382244_323195165466993883_n.jpg

بقلم/ براءة خريس

أعيش في وطن السلام ولكن ما رأى يوماً سلاماً سنوات طوال ونحن تحت وطأة الاحتلال وفي غمار الحصار وظلم السجن والقهر والحرمان وفقد الأمن والأمان وتزعزع السلام، وطن رويت أرضه بدماء آلاف الشهداء، وطن يودع فيه كل يوم شهيد، وطن لا يخلو بيت فيه من الأسير أو المغترب أوالجريح أو الشهيد، وطن يحلم بالسلام، وحياة ينقصها الكثير والكثير من الحياة.

الجميع لا يعرف إلا غزة الجريحة، المحاصرة الملكومة اليتيمة، لكن لم لا يعرف أحداً الوجه الآخر لغزة، دائما هناك جانبان لكل شيء في الحياة أما غزة فقد حكم عليها بالسواد طوال الحياة كإعلان الحداد الدائم على هذه الحياة التي كما يقول البعض حياة من قلة الموت.

لكن على الرغم من نقص الحياة ورائحة الموت والدمار التي تملأ المكان هناك قلوب تحب الحياة، أشخاص بدأوا بتلوين الأسود إلى الأخضر وألوان الحياة، أشخاص تعلقوا بمبدأ ما دام هناك شباب وطموح وفن وعقول هناك تغيير وحياة وسلام، وتلك هي غزة فلسطين.

غزة التي تنفض نفسها من وسط الركام، لا تقبل انهزاماً وتخلق الفرص من رحم المعاناة، تستحق بأن يكون لها متسع في مكان الطموح والأحلام، وهذا ما حصل بالفعل بالغزيين الذين قاوموا اليأس والظروف الصعبة التي أحاطت بهم من أجل الوصول إلى أحلامهم، بحبهم للحياة ومواهبهم وسعيهم من أجل إيجاد بدائل لكل مفقود ليخلقوا من الموت حياة.

في الحقيقة لا يمكن إنكار العدد الكبير من الفلسطينيين الذين هربوا من الواقع المر المعاش في ظل البطالة والفقر وعدم إيجاد فرصة لهم لإثبات أنفسهم، ولكن لننظر دائماً إلى الجانب الآخر من كل شيء، لنتوقف بالحكم على كل شيء بالسواد لنعطي أنفسنا وأوطاننا الفرصة، فوطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي.

في ذات المرات قال حافظ إبراهيم الوطن تميته الدموع وتحييه الدماء، فعندما نتكلم عن فلسطين وعن حبٍّ لا يموت، نيقن بأن فلسطين تستحق الحياة، و مهما اشتدت الظروف وضاقت بنا السبل لن نجد مكاناً نهرب إليه سوى أوطاننا، ولن أبالغ إذا ما وصفت وطني فلسطين شعب يَعشق الحياة، لكن الحَياة الكريمة المَجبولة بالعِزّة والكَرامة والإباء، وطن يخلق من الموت حياة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".