قائمة الموقع

إسرائيلياً.. هل حانت لحظة تفكيك السلطة؟

2018-12-15T09:28:00+02:00
أكرم

قلم/ أكرم عطا الله

لا يمكن النظر للاقتحامات الاسرائيلية  لمدينة رام الله ودخول الهيئة العامة للاستعلامات والاقتراب من منزل الرئيس باعتبارها تنفيذ عملية بحث عن المطاردين نظراً للتصريحات الاسرائيلية التي انفلتت هذا العام على ألسنة مسئولين اسرائيليين وكذلك للفعل اليومي وفرض الوقائع على الأرض التي جعلت من وجود السلطة أمراً زائداً أو للسياسات الاستراتيجية والتفكير الاسرائيلي تجاه الضفة الغربية.

لا يختلف اثنان بعد التجربة الطويلة أن اسرائيل تعيد الاستيلاء على الضفة الغربية فنحن أمام حكومة يمين استيطاني تشتق من الايدلوجيا خطاها السياسية وتلك الايدلوجيا تعتبر الضفة الغربية هي مسرح أحداث التوراة وبالتالي هي الجزء المقدس الذي تسيطر عليه وتسابق الزمن استيطانياً لإنهاء تلك السيطرة. 

قبل ستة أِشهر في حزيران الماضي قال وزير التربية والتعليم اليهودي ورئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت "إن الضفة الغربية وجميع المستوطنات فيها ستصبح قريباً جزء من اسرائيل" أما نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي فقال في شهر سبتمبر الماضي أنه لن تكون هناك سيادة فلسطينية في الضفة الغربية.

ماذا تعني تلك التصريحات؟ فهي ليست منفصلة عن واقع يتم تكريسه يومياً أحدث ما يكفي من التآكل ليس فقط في هيبة السلطة بل في صلاحياتها في الضفة فمنذ أكثر من عام جرى توسيع صلاحيات الادارة المدنية هناك وزيادة عدد طواقمها وبدأت طواقمها تتعامل مع السكان مباشرة دون وجود السلطة كوسيط بل وزادت الحواجز وقبضتها الأمنية في مدن الضفة من حيث التواجد والاقتحامات.

كل ذلك لا ينفصل عن المشروع الاسرائيلي والقاضي بفصل غزة وضم الضفة كما يقول بينيت وبالتالي أمام هذا المشروع لنا أن نتصور أن اسرائيل تسعى لمركزة السلطة في قطاع غزة وتفكيكها في الضفة الغربية لأنها أمام الفكر السياسي الاسرائيلي هي عبء سياسي فإسرائيل لا تريد سوى من يقوم بدور أمني خدماتي مجرداً من أية رمزية سياسية لذا فان وجود السلطة هناك يتعارض مع هذا المشروع.

ما تفعله اسرائيل في السنوات الماضية هو أنها تقوم بتبهيت دور السلطة واضعاف هيبتها من خلال اقتحامات المدن ووضع الحواجز والاعتقالات اليومية أمام رجال السلطة وقواتها الأمنية التي تظهر بنظر المواطن أنها تقف ساكنة دون حراك وهذا له انعكاساته على الوعي الجمعي في الضفة ونظر المواطن لهذه المؤسسة القائمة والتي سيسأل بعد فترة عن جدوى وجودها واستمرارها فإسرائيل بارعة في صناعة مناخات السياسة.

وأمام عجز السلطة في مواجهة الفعل الاسرائيلي المنظم والذي يتجاوز حدود البحث والاعتقالات التي لم تتوقف فكل ليلة تنشر وسائل الاعلام عن حملة في الضفة الغربية والاستيطان لا يتوقف وكل صباح تنشر وسائل الاعلام عن بناء استيطاني ووسط كل هذا تعلن اسرائيل عن لقاءات بين مسئولي السلطة وبعض رجال الأمن فيها مثل وزير الدفاع الأسبق أو اللقاء الذي أعلنت أنه جمع وزير الشئون المدنية حسين الشيخ بمنسق المناطق كميل أبو ركن والحديث عن ضبط الأمن في الضفة الغربية.

اسرائيل تريد سلطة ضعيفة مهلهلة ولا تريد سلطة مركزية في الضفة وتمهد الأرضية لذلك تريد تقسيم الضفة الى ما يشبه سلطات محلية تقدم خدمات لفائض الجمهور الفلسطيني وتتبع هذه السلطات لسلطة مركزية في غزة أو ليس بالضرورة يمكن أن تدير نفسها من الضرائب أو المساعدات الدولية التي ستعمل اسرائيل على المساندة فيها.

اسرائيل أجهزت على السلطة معنوياً وعمليات الاغتيال التي قامت بها للشهيدين في الضفة تضع مكانة السلطة في الضفة محل حرج كبير وتنتظر غياب الرئيس الفلسطيني ولأن المناخات الفلسطينية القائمة مناخات انقسامية وهي تظن أنه لن يكون بالإمكان الاتفاق على بديل للرئيس بل وستلعب دوراً في تعقيد الأمر تسهيلاً لمشروع الامارات الذي ينادي به منظر اليمين المتطرف من جامعة بار ايلان معقل تفكير الحكومة مردخاي كيدار وهذا المشروع يتطلب اضعاف السلطة المركزية أولاً وقد تم ثم انهاء الدور السياسي للسلطة وواضح أن اسرائيل تمكنت من ذلك وهنا تأتي الاقتحامات اليومية لتعيد صناعة الوعي فهل بدأت اسرائيل بتفكيك السلطة ؟ وأمام هذا الواقع ماذا على السلطة أن تفعل ..؟؟

اخبار ذات صلة